ميثم محمد
كانت الأحياء ألشعبيه تضع خمارها حياءً وعفّه .. وتعتبر ألحب جريمه مخله بالأعراف إلا من رحمته ألصدفه.. إنه خطأ جغرافي كبير أن تزرع شجره مثمرة بالحب والشعر في مكان يعتبر ألحب جريمه ..
لديه قلم وورقه فقط دون ملهمه..أتعبه إستحضار ألحبيبه من أوهام خياله بل كان يستجدي إمرأه الوحي ليكتب قصيده ..وأخيراً جاء أول سعده .. هديه بعث بها شيطان شعره تجلت حبيبه أمامه من شرفه منزل ..حين كان يتقن توقيت ذهابه لعمله لفت إنتباه خياله قصيده على شكل أنثى تضع برقع حياء وتستتر في شرفتها خلف سِتار.. وضعها ألقدر في طريقه ألمقفر بالحب، طريقه ألذي كان يسلكه كل يوم ذهاباً وإياباً..كانت تنتظره كل يوم وكان توقيت إنتظارها يطابق توقيت إلهامه وشغفه .. هو يمنعه خجله من إمعان ألنظر لها.. وهي تستحي أن تزيح سِتار ألحياء لتلتقي عيونهم دون ذلك ألستار فأشعلوا أول شراره للحب صمتاً من خلف سِتاره .. هام بقصه حب كتبها خيال شاعر كقصيدة علقها على شرفه ترتدي سِتاره ألحياء و لا يظهر له منها إلا خيال ، ولا يكاد يميز إن كان خيالها ..أم خياله !!..
صار كل يوم قلبه يخفق مرتين ..وعينيه تنظر بخجل مرتين.. ويحلم بسخاء عاشق .. فالعشاق مسرفون في ألأحلام .. و لكن حياؤه كان يثقل رأسه فيطأطأ ألخجل عينيه فيغلب ألحياء على إكتمال ألنظره ..أوحت له بأولى أبيات ألشعر فأورقت شجره إلهامه قصيده طالت فروعها سماء خيالاته لتصبح ديوان شعر فأزهرت ألكلمات وأينعت ..كلفته كل قصيده آلافاً من نبضات القلب وألأنتظار ..وسرب حمام أبيض يطير من قلبه ليحط صباحاً على شرفه ألحب ..كان كل يوم يهديها قصيده وهي تهديه نظره خجل من خلف ستاره.. هو شاعر مجنون وهي أنثى بلا ملامح فرسم خياله لها أجمل وجه يمكن أن يتخيله شاعر ..كانت تنتظره كل يوم بالهفه ألعاشق ألخجول وهو لم يتأخر يوماً كي لا يطيل لوعه إنتظارها..عشقها ..توجها ملكه لعروش قصائده..يسهر ليلهُ معها يغازلها و تغازله .. هي تغار عليه فيرضيها ببيت شعر فترضى.. وحين يُصبح تتحول أحلامه لنبض قلب متسارع وخطوات متلهفه للقاء .. إستطال الحلم لينافس ألأفاق في إمتداده فعاش معها أجمل أحلامه وأنجبوا أولاداً يركضون حوله ويلعبون فوق أوراقه وبين أقلامه كل ليله.. يقفزون فوق ألمحابر يضيفون كلمات ويمحون أخرى.. تاه به ألحلم ولم تزل هي حبيسه إنتظارها له في شرفتها تنتظر يوم آخر للحب ..كان يرى شرفتها تلك كشجره ملئى بالورود وألأمل لم يطال منها ورده واحده فأكتفى هو بضلها إلمستتر وإكتفت هي بأنتظارها له..
واليوم أذن لهما القدر أن يلتقيها .. إستجابت ألسماء أخيراً لتضّرع شاعر سال حبره قصائد يؤرقها أنين ألأشواق..
و فُتِحت ستاره ألحياء أخيراً.. كسرت هي صنم ألحياء وفاض بها شوق اللقاء تجلت ..تجسدت..و توقف هو أيضاً بقدميه أللتان لم تعد تقويان على حمله وعينيه المتلهفة للقائها.. ليشهد ألأفتتاح ألكبير لستار شرفه ألألهام ..
لم تكن وحدها فثمه شخص آخر هناك ..ولكن لم يمنعه ذالك من إستراق نظره لوجه طال ألشوق للقائه..فما كان من ألآخر إلا أن أزاح خمار الخجل عنها فرفعها ليشرب..!!!!!!
لم تكن حبيبته ومليكه قصائده وإلهامه ..
سوى (( جره)) ..تصور هو إنها أمرأه !!..
يا للخيبة.. إنها مجرد جره ماء تعلوها قطعه قماش وضعت في شرفه تغطيها ستاره !! ..أذل ألحياء نظره وإستحيا فذهب به إحتياجه للحب وألألهام بعيداً فتوهم.. وكانت حبيبه أوهامه ألجره هي من أوحت له بأجمل ألقصائد..كانوا يملأونها بالماء كل يوم وهو يملأها أبيات حب أثمرت ديواناً كاملا من ألشعر ألهمته إياها حبيبته ألجره..
كبيره هي صدمه ألحالمون حينما يعيشون خارج أحلامهم .
هو خسر ملهمته ونحن ربحنا ديوان شعر .
( قصه حقيقية برؤية الكاتب وبطلها ألشاعر ألمصري ألكبير .. أحمد رامي..)

0 تعليقات
إرسال تعليق