شذى رأفت

قال لها انا ذاهب ياامي
الى أين
ذاهب لأجلب لك بعض السعادة
من أين ياولدي
ممن يصنعون السعادة 
وهل هم بعيدون 
لا ليس أكثر من بضع خطوات
أذهب يابني بارك الله لك في مسعاك
ولا تتأخر عليَّ
حاضر يا أُمي
وتعالت الأصوات في الخارج
الكل يهتف والكل ينادي
والأصوات تصرخ وتهزج 
نريد التغيير
نريد العدالة
نريد الحياة
نريد السعادة 
قالت نصركم الله 
خجلت كيف يجلبون لها السعادة
وهي لا تبرح مكانها
أخذت بعض قوت يومها
وقوت أطفالها قالت كلهم أبنائي
حملت ما بيدها ووزعتهم
هذا لك يابني وهذا لك أنت أيضا ً
لمحها إبنها من بعيد
صاح أُمي ماذا تفعلين 
تعالي عودي أنا أُرجعك للبيت
وركض بأتجاهها وهو يشير اليها
ودوت إطلاقات في كل مكان 
أصابتها رصاصة
تسمرت روحه مكانها
تحجرت الحروف بصرخة (( أُمي ))
نابعة من قلبه الذبيح
صرخته شقت عنان السماء
وركض اليها يحتضنها 
لفظت أنفاسها الاخيرة بين يديه
صاح والله سأثر لك سأثر لكل الدماء
التي سالت 
حملها باكيا ً صارخا ً مذبوح القلب
اراد ان يعبر الحواجز 
منعوه ...عنفوه... وهو يهتف 
نطالب... بالحرية 
نطالب... بالحياة
صُوّبت الى قلبه 
رصاصة الغدر والأغتيال
أُطلقت النار 
سقط وهو يحمل امه
اختلطت الدماء والصراخ
وللانتفاضة 
تتمة