محمد حمزة الجبوري 

مراحل تشكيل الفكر السياسي الحديث مرت بمراحل عصيبة لوجود إرادات فرضت عنوة على المشهد ،ما أدى إلى ضياع فرص "صناعة" فكر سياسي ،ومنهاج عمل سياسي تطبيقي منزوع من "الجهل المركب" الذي أعتادت عليه قوى وجماعات اتسمت بالفكر الميكافلي المعادي للبناء و"التعمير السياسي" .

في بلادي "المستباحة" سياسياً وأمنيا واقتصادياً الواقع أكثر فضاعة لتزامن "الجهل والمؤامرة" ،وتعاضد أبعادهما لقتل أي بادرة أصلاحية وفكر متقدم رام لتحقيق مصلحة الشعب، وإلا ماذا يمكن تسمية أغراق العراق بسلسلة متواصلة متناسلة من الخطوب والأزمات (نقص الأموال والثمرات والمياه والطاقة ...) ؟؟ !! ،أذن هنالك "وهن سياسي" مستمر أفضى لكل هذه الأزمات وان لم نتدارك الأمر ونعيد مفردة "السيادة السياسية" إلى الوجود العراقي لن نتمكن من الخروج من عنق المشكلات المتزايدة ، ذلك لأن أساس كل بلاء "غياب التحكم" داخليا بالقرار السياسي ،و"السماح " لدول وأرادت خارجية بفرض أرادتها وتنفيذ أجندتها بيسر ، بل الأكثر من ذلك نجد مباركين ومطبلين لهذا التدخل والولوج إلى أروقة القرار والتحكم بمصير شعب يتطلع لنزع سيادته ،لشعب ذنبه الوحيد أنه سمح عن علم أو جهل بوصول منافقين وجهلة إلى مقاليد السلطة .
الأمر الآخر ظاهرة "التنمر السياسي " التي رافقت العملية السياسية منذ الوهلة ،إذن العراق محاط بالمشاكل المستعصية من الجهات الأربع (مجموعات منفلتة تعرقل أي تقدم وتقتل المبادرة في مهدها ،تنمر سياسي هو الأشرس كما أشرت ،فساد يعد الأضخم عالمياً حسب تقارير دولية ،غياب تام لمفهوم "السيادة السياسية" ،والتي أعني بها القوة السياسية الغير مقيدة ، بمعنى أن يكون القرار السياسي عراقياً ) ،ولايمكن تحريك عجلة البناء والتنمية بوجود هذا الكم الهائل من المشاكل المزمنة العصية على الحل والمعالجة ، السؤال ، هل فكر العراقيون بتغيير الواقع السياسي عملا بالقول القرآني الفريد : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ،أم أن سيناريو سياسي معد مسبقاً وعلى الجميع الشروع بتنفيذه عملا بالقول الشائع "نفذ ثم ناقش " بل "نفذ ولا تناقش " كما هو واضح للمبصر والبصير ؟!