الإعلامية ندى الكيلاني

الحب شيء جبل عليه الإنسان منذ أن خلق على هذه الأرض و كان دائما سببا في انجذاب الجنس البشري لبعضهم البعض بشكل غير مفهوم غير معروف هكذا يخلق شعور داخل الإنسان فجأة و لايعرف متى و لماذا و كيف و أين خلق ؟؟؟
و كان أسمى و أنقى حالات الحب التي ذكرها التاريخ مرتبطة غالبا بالحب العذري الحب اللا مشروط بالجسد فحب الروح و العقل و الفكر إذا حدث فإنه يطغى بالتالي على أي شعور جسدي غريزي آخر و بالتالي يكون أعظم أنواع الحب و أرقاها .
أما الحب الجسدي و الانجذاب للشكل أكثر من الروح و الفكر فهو حب من الدرجة الثانية أو ربما أقل فكلنا نعلم تماما أن الشكل يذهب أو يتغير أو نتعود عليه مع مرور الوقت مهما كان جذابا و ساحرا ...أما القلب و ما يحويه من عمق و العقل و مايحويه من فكر فهو دائما ما يغلب و دائما سيعتبر الحب الأقوى و الذي من المؤكد استمراره باقي العمر .
غالبا الناس تخطئ اختيارها أو تتسرع في حكمها بهذا الأمر منهم من يرى أي شخص فيتعلق به و يظنه هو الحب لكن للأسف بعد مرور وقت قصير سيكتشف أنه أخطأ و أن هذا الشخص غير مناسب و لا يشبهه و لا يوجد أي تقارب فيصاب بالخيبة و يشعر بالظلم .
و منهم من يدرس الأمر جيدا و يتأكد و يبحث داخله و داخل الشخص و يحاول جاهدا معرفة كل شيء عنه و يحدث الحب فعلا لكن للاسف مع الوقت قد يحدث أحد أمرين إما أن يقل هذا الانجذاب بسبب روتين الحياة و مصاعب الواقع و إما أن يحدث صدمة من أحد الطرفين و يتغير حبه و مشاعره و لا يعرف لماذا و كيف و يحدث البعد .
منهم من يظن أن الحب هو شعور دائم بالسعادة رومانسية قاتلة طوال الوقت و أنه سيكبر أكثر فأكثر خلال سنين العمر لكنه في أحيان كثيرة يتفاجئ أن هذا قد يكون نوعا من الوهم و أنه كان انجرافا حينها و لذة و متعة جميلة لكن لا يوجد شيء في الحياة يستمر حتى الحب قد يتحول في يوم من الأيام إلى أمر عادي إلى تعود إلى عشرة إلى رفيق درب .
منهم من يظن أن الحب شيء سهل فأي علاقة مع أي شخص قد يشعر بالحب أي اهتمام من أي أحد قد يظنه حب أي كلمة أي تعبير قد يعيشه كأنه حلم هذا النوع يصدم كثيرا في حياته و ينكسر دائما و يتورط بعلاقات عديدة تشوشه و تستنفذ قلبه و عقله و قد يصل به الحال إلى البعد عن الحب و النفور منه .
منهم من يظن أن الحب مجرد رؤية جمال من تحب و الارتياح له و الشعور بالقرب منه دون البحث و الاستقصاء جيدا عن ما يحتويه من قناعات من أفكار من ميول من أهداف من اهتمامات و مع مرور الوقت يحدث الصدام و يذهب كل شيء في لحظة صمت ..... يتفاجئ كل من الإثنين بالآخر عند التنفيذ و عند الحياة المشتركة الحقيقية و يعلم حينها أن الحياة ليست كما يظن و أن الحب شيء آخر لم يقترب منه بعد .
الحب بعد كل هذه الأنواع ليس كما تظنون الحب شيء داخلي عميق جدا لا يولد بلحظة و لا يحتاج أيضا لعمر .
الحب الحب شيء خفي شعور صادق إحساس بالآخر حتى لو كان خارج حدود الأرض .
الحب أن تحب الشخص كما هو بعيوبه قبل محاسنه بقلبه و عقله قبل شكله و خارجه بروحه و معتقداته قبل تصرفاته و ما يظهر بكلامه بصمته بحزنه بفرحه بماضيه بحاضره باخطائه بحماقاته بظلمه بقسوته بطيبته ببرائته بصدقه بكذبه ببعده بقربه بسلبياته بايجابياته ...... أمور كثيرة تجتمع كلها مكونة مع بعضها روحا واحدة بجسدين ....يجب أن يكون حبا مكتملا جسديا و روحيا و عقليا و فكريا لا انفصال بينهم و لا رؤية لشيء واحد فقط و تجاهل البقية .
الحب عقل و ليس قلب
الحب وعي و ليس انجراف
الحب مشاركة و ليس امتلاك
الحب تسامح و غفران
الحب ثقة و احترام
الحب فهم و تفهم و دعم يفوق كل الاعتبارات
الحب حرية و ليس اعتقال
الحب أن يعني لك هذا الشخص كل الحياة
أن تملئ حياته بالأفعال و ليس بالاقوال
أن تعطيه حرية الاختيار
أن ترى السعادة فيه مهما أساء القرارات
أن تضع له حسن النية مهما وقع في الأخطاء
أن لا تأسره و تقمعه فقط لانك تخاف الفقدان
الحب يتحقق فعلا عندما يكون بدون قيد بدون شرط بدون نهاية أحد الطرفين فقط لإثبات حب الذات ........