مَيْ ألحَجّي

 إستَقلَّيتْ سَيارَتي وأنطلَقْت إلى حَيثُ لا أعلَمْ.... فَقَط هُروب مِن لاشَيء وأشياء أشعر بِرَأسي فارغ مِن كُلّ الأفكارْ بِسَبب إكتِظاظ وَزُحام المَهامْ ألتي يَجبْ أن أقوم بِها .... لم أشعر بالوَقت ولا المَسافَة فإذا بي في بَلدَةٍ صَغيرةٍ لَم أرها او أزورها مِن قَبلْ . رَكَنت في باحة مَطعَمْ صَغيرْ .... تَرَجَّلت و دَخَلتْ بِهدوء ولكن في رَيبة
.. وَقَفْت وعَينَي تَجول تبحث عن مكان أجلس فيه فإذا بِرَجُلٍ كبير وَقور يجلس لِوَحدِه يُشير إلَيْ فَذَهَبت مُسرعة . طَلَبَ منيْ الجُلوسْ بِكُلّ أدَب شَكَرتُه وخَلَعت مِعطَفي وَجَلَست سَأَلتُه : إن كُنت اُضايقه فابتَسَمْ 
 وقال : لا تَبحثيْ عن سَعادة الآخرين . بل عَن سَعادتُكِ فأنا طلَبت مِنكِ الجلوس إذاً لَمْ تُزعجيني وبدأ بِتَحليلْ شَخصيَّتي ..... ولكني قاطَعتُه بِتَوَتُّر ..
لا ضَيرْ في أن نُحاوِل إسعاد الآخرين فَتَمتَمَ وقال : لَيسَ على حِساب نَفسِك...... فَتَنَهَّدتْ بِصوت عالي وأَجهَشت بالبُكاء وقلت له : بتَلَعثُم إني أُحِبُّ كُلّ الناس وعِلاقاتيْ جَميلَة ولكني أشعر إني وحيدة تماماً ورفعت رأسي وعَينايْ مَليئة بالحُزن والدموع كأنها مطرٌ أسود.... 
إبتَسَمَ بِحنان وأمسك بيَديَّ ونظَر في عَيني وقال : فقط إنَّكِ لم تَجدي مَن يَفهَم فِكرِكْ إذاً أنتِ وحيدة.. فصمت ثواني وأكمَل حَديثَه بِسؤال
 ماهي الأمور القَريبة إلى نَفسُكِ ؟ 
 فأجبتُه : قُرآني , لَوحتي , ريشَتي , ألواني وكُتُبي .......أبتسَمَ وأشارَ بِاصبَعِه إذهَبيْ إليهِم واحتَضنيهم فهم خَير أصحابْ ولا تُفَكري في الآخَرينْ فَهُم عابريْ سَبيلْ في حَياتك .....