عماد الدين التونسي

فِي واحَة الْحنِين المُزهر ..أُعانِق الْأحْلام وَالْأمْنيات..أرْسمُ بقوافِل ألوَان الشَّذى الْماءَ الزُلال  ..أنْتظر فجْر الشُّموخ الْأنفًة  وَالْخُلود..كيْ أُسْدل خِصال سِتار ليْلي السَّاكن الصَّامت الْهادِئ..أُداعِبُ صهِيل الشُّروق ..أُلاحِق الْفراشاتِ الْحُبلى  برُوح الطُّفولة لأنثُرَها رِقّة عذُوبة وَ قطْر نَّدى..
مضًت السنَوات خِضابا..ونزَع الْوجعُ منِّي أرْوعٍ يرَاع..عُلّق علَى جِدار الْحَكايا..
رِيح التشتُّت تسْعى لوُلوج أبْواب همْس عبِيري  لتُقْلق  نوْمي الدَّافق..لتُزعِج  تفاصِيل حُلمي  الْورْدي..النُعاس العسْعاس مازًال عالِقا فِي خَبايا أجْفاني..ونظراتِي الْفاغِية  تملئُها الدّهْشة وَ الْغرابَة..
مِن أيْن أتَت تلْك العتْمة وَ الْأنِين ؟؟

مَن سمحَ لهَا  أنْ تَطرقَ بابِي وَ تدْفع بِلّوْر  نوافِذي ؟؟
أنْ تفْزع أحْلامي النَّاعسة..الْحالِمة.. 
ألاَ تعْلمُ أنِّي مازِلت أغُوصُ فِي عُمق ضُلوعي.. أحْتضنُ ألْعاب   أفنَان طفُولتي..  أبْحثُ فِي الفاغِية..عَن حرُوف أزمَان الدَّار وَ الدُّور لِأراقِص  أوْراقي لأرْسم عُطور ألْحاني..
هنَا  أرْكن صُنْدوقِي الصِّغيرَ  لأسْطر ملْحمة الْبراءةِ الطّاهِرة ..وَهنَاك   سِرِِّي الْأمِين لأخاطِب قيَم المُتيّمين بالْمُهج ..وهُناك بقًايا مِن أوْراق مزّقتْها ليًالي الجَفاء  كُتبتُ فِيها أحْلامِي الْعِملاقة ..قبْل أنْ يطالهَا الْبللُ الزَّاحف فِيّا..
أبلِغوها أنّنِي عَلى أراجِيف أوجاعِها مازِلتُ صغِيرا ..ولِحمل أوْصال همُومِها أكْتافِي ضعِيفة..فغُضّ بصَرك عنِّي يَاقانِص عطْر  أزاهِير ي الفوَّاحة وإنْصرف بعِيدا إِلى مَا الْوراءِ.. سيأْتِي يوْماً يكُون لِي معَكَ لِقاءً لنخْتم  سوِيا  تحَايا الْودِّ النِّهائي  بيْننا وَنطْوي  خيْمةالصَّفحة الْوثيرة بالذّكرَيات بيْن الْأكُفّ علَى مراَكب الْجزْم ..
حتْماً سيكُون اللّقاءُ..دُون خوْف أوْ وجَل..لِأغطش بصَري..
لِأعتِّم سمَري وأُغْلق علًيّا الْأجْفان..وَ أرْحل إلَى غيَابات السّرَاب...أفَتّش عَن الِْإنْعِتاق.. مِن رِواية هر.ِمة ..دُون بوْصلة ..هدَّتْها  مضارِب الأحادِيث و ليَالي خرائِط الْعُشّاق الرثَّة....