ثائرة اكرم العكيدي

 أثارت زيارة رئيس الجمهورية برهم صالح ردود افعال  متباينة في الشارع العراقي  وتراوحت الردود بين التفاؤل الحذر وانعدام الثقة والتشاؤم .وتأتي زيارة الرئيس صالح بعد يومين على تكليف رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة المقبلة. هل هي زيارة ودية كما ذكر سيادته في تغريده له عبر التويتر (أحل في الانبار بين أهلي وأخوتي، ضيفاً على رئيس مجلس النواب السيد محمد الحلبوسي واضاف ان تجربة هذه المحافظة الكريمة جديرة بالاحتفاء، فهي تنهض من رماد حربها على داعش، واليوم تلتزم النظام الشديد ضد جائحة كورونا، في أسلوب واعي ). اين  يكمن سر هذه الزيارات هل لعمق المحافظة السنية  وما تشهده  من الإعمار والاستقرار ام هناك سعي من قبل  الحلبوسي إلى مصادرة القرار السني وحصره بمدينة الفلوجة بالقول التزاور بين القادة مسألة طبيعية لا سيما أن محل إقامة الحلبوسي في الفلوجة.

هناك اصابع اتهام تشير لرئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي الذي يقود تحالف القوى أكبر ممثل للسنة بالبرلمان بأنه يحاول فرض سيطرته على قرار المكون السني بالبلد  إذ يرى مراقبون أن استقباله لكبار القادة في الفلوجة يندرج ضمن الإطار ذاته
لكنه لا شيء يمنع أي كيان سياسي أو أي محافظة أن تكون هي الرائدة وفي المقدمة  وتسعى إلى التنافس مع باقي المحافظات أو التقدم على غيرها في جميع الجوانب وهذا شيء طبيعي فالأنبار مؤهلة لذلك بعد ماشهدته من تطور في الجانب الأمني والإعمار لم يكن جزافا. وإنما جاء بتخطيط وقيادة ودراية ومتابعة، ولا ضير من سعي أي محافظة للتصدر، وأن تصبح نموذجا لغيرها في جميع المستويات.
يعكس توافد كبار القادة العراقيين على  مدينة الفلوجة، في محافظة الأنبار، طبيعة الدور الجديد الذي تلعبه المدينة في رسم مستقبل المحافظات السنية، ضمن محاولة على ما يبدو لجعلها مركزا للقرار السياسي السني
لكن السؤال هل الحلبوسي في طريقه الى ان يكون الزعيم السني المعتدل وهوالقريب من الشيعة والكرد  وهو القائد الكبير لاكبر كتلة سنيه برلمانية  من دون منافس
ان خط الحلبوسي يومن بالبقاء تحت خيمة الدولة مع تامين متطلبات السنة ضمن الاطار القانوني وله تنسيق وثيق مع الامريكان وهو الذي يمنع اي تشريع ضد تواجد القوات الامريكية في العراق  لانه يدرك ان مصدر قوته امام السنة والخليج والكرد والشيعة ينطلق من جوانب مهمة ومحورية عدة:
اولا ان يكون قريبا من القرار الاتحادي.
وثانيا ان يكون قريبا  من الكتل الشيعية ومن المحيط الخليجي وايران ومن الامريكان اي من الداخل والخارج . 
سبب قوة الحلبوسي ليس الدعم الامريكي فقط  فالكل من السنة وغيرهم  تحت الخيمة الامريكية الا ان الحلبوسي بالاصل يرجع الى عشيرة دليم التي يبلغ عددها في العراق مليونين وتزيد اذا تم اضافة العشائر الشيعية .رجال الاعمال والمال والتجار السنة الكبار يعملون الان مع الحلبوسي ويجدون فرصتهم في وجوده  لانه اوجد لهم بيئة امنة لتفعيل الاستثمار داخل العراق وحتى يستعدوا الى تفعيل مشاريع الدول المانحة هذا فضلا عن استعادة الاسر الثرية  من اهالي الانبار والتي تسكن الاردن والخليج .
الحلوبوسي لم يدخل دائرة الحكم الا بموافقة الشيعة وايران  وهذا يعني ان محور الحلبوسي بفعل هذا الادراك سيبقى قريبا من الحكومة  ومن الشيعة  ليشكل له هذا القرب مصدر قوة ووجود سياسي لذا نجد الحلبوسي يزور المدن الشيعية ويلتقي قادة الفتح وجعل من الفلوجه دار ضيافه لجميع مؤيديه من القادة والاحزاب الشيعية..