احمد مرسي

مِصرُ التى كمْ حــارَ فيها غاصبُ
دوما ستصمدُ للمكائدِ والمـــــــحنْ
مصرُ المساجدُ والكنائسُ والهدى
داوِى جراحَكِ رغـم أشواكِ الزمنْ
ظنَّ الكلابُ بأنهم أُسُدُ الــــــــــفَلا
وتكالبوا كالدودِ فى جسمِ الـــوطنْ
يا مصرُ ذكرُكِ فى الكتابِ مــهابةٌ
وسَعادةٌ من ذا يدانى ، وابنُ منْ ؟
والعارُ يبقى كالـــــــــظلامِ بِدَرْبِهم
ونزُفُّهُ للـــــــــــخائنين مع الكــفنْ
أين الــــذين تسللـــــوا بِحُدودِنا ؟
وتَشَدَّقوا بالدينِ ، قد صَمَّوا الأُذُنْ
*********
أين الذين استُشهدوا من أجــلِنا ؟
هم فى رضا الرحمن سِرَّا أو عَلنْ
إن الشهيدَ إذا كشفتَ لـــــــــثامَهُ
لوجدتَ طيبَ المسكِ عطرَا للبدنْ
إياك أن تَحْنِى الـــــــــجباهَ لخائنٍ
قد ظنَّ أنَّ الأرضَ حَفنٌ منْ عَفَنْ
والحبُّ للأوطـــــانِ عطــرَ عبادةٍ
وهـدايةٍ شَعَّتْ إذا ما اللـــيلُ جَــنْ
مِصْرُ التى نَسجَ الإلهُ حُروفَـــها
فغدتْ نَسيمَا مُشرقَا وجَهاً حسنْ
وحضارةً فاقتْ بهــــاءَ يُجْتَلَـــى
لا فرقَ بين جمال ريفٍ أو مــدنْ
*********
قوموا وصلوا واركعوا فى عزةٍ
فالدينُ أن تَحْيَا كريمَا إن تصــــنْ
والأرضُ تعشقُ أهلـــها إن دافعوا
عـن مجدها عَزا وإن دفعوا الثَمنْ
والمصطفى قد قال فى أجنادِهــــــا
للأرضِ أو للعِرَضِ خيرُ من ائْتُمِنْ
قولـــــــــى لهم يا مِصرُ إنْ ترابَنا
من زعفران طــــاهر يأبى الــــفتنْ
والـنِيلُ يجرى فى الدُروبِ بعــطرهِ
لا يشتكِى وجــــــعا ولا يومَـــاَ يَئِنْ
والخيرُ فيهِ والجمــــــــــــــالُ بِكفِّه
يبقى كريمَاً فى صَفَــــاهُ ولا يَضِنْ
يا عـــــــــــــاشقا للنيلِ لونَ سَمَارِهِ
لا تحسبنَّ الصـــــخرَ يبكِى أويّحَنْ
والله وصى العـالـمين بِمِــــــــصْرِنا
هلكَ الغزاةُ كأنَّ شيئاً لـــــــــمْ يكنْ
**********