كريم النوري

مواقفنا منذ المعارضة حتى السلطة لم تكن نابعة عن نوازع شخصية تخضع للربح والخسارة وإلا فيمكننا الوقوف مع النظام السابق تزلفاً وتكلفاً بدلاً من معاداته ومعارضته وتحمل مشقة الزنزانات والمطاردة والإعدامات وكذلك ما حصل من تعامل سلبي مع نهضة الشهيد الصدر في نهاية التسعينيات ورفضنا الشديد لتلك الممارسات الخاطئة في المهجر في التشكيك بتلك النهضة الرائدة.
وقد لا نكون مصيبين بالضرورة في بعض تلك المواقف لكنها مواقف صادقة لا يشوبها مصالح شخصية وهو ما لا تحتمله قناعات الكثيرين ممن يتدافع بمواقفه بغية الوصول الى أهداف تبدو مصلحية وشخصية.
البعض يستغرب من فهم هذه المواقف ولعله يراها ساذجة وفق عقلية المصالح والمنافع الشخصية.
وقوفنا ضد الممارسات الخاطئة لبعض اصحاب السلطة والنفوذ والسلاح دفاعًا عن العزل المطالبين بحقوقهم تنبيه لهم وتحذير ناصح وتلك المواقف ليس تغريرا وتضليلا لهم ولا تحتمل سوى النبل والتفاني والتجرد عن المصالح الشخصية.
ومواقفنا الداعمة للمكلفين لرئاسة الوزراء نابعة من نفس الحرص لعبور العراق من أزمته وتجاوز قصة الغياب الطوعي وتداعيات السلوك الخاطئ للحكومة المستقيلة.
ودفاعنا واندفاعنا مع تكليف السيد الزرفي وبدرجة اخف مع المهندس محمد توفيق علاوي لا تمنع من املنا بتجاوز السيد الكاظمي العقبات والتحديات والتعقيدات والتشابك بين مواصفات الساحات واستحقاقات الكتل السياسية.
نجاح المكلف الجديد  في مهمته الصعبة نجاح للجميع وإخفاقاته ليس لصالح الجميع.
نأمل تظافر الجهود لنجاح المهمة والانتقال الى مرحلة الاستحقاقات التشرينية والإصلاحات الدستورية وإنقاذ العراق من أسر الضغوط الدولية والإقليمية ليكون القرار عراقياً بامتياز.