محمد حمزة الجبوري

في كل معركة السلاح الأقوى "المعرفة" ، ولأننا حيال تركة سياسية ومجتمعة ثقيلة فكريا وثقافيا وإدراكيا تصبح مهمة الصعود بالغة الصعوبة أن لم نقل مستحيلة ،مايعني أن مهمة بناء واقع مغاير تحتاج إلى " نصف قرن " !
 لسبب بسيط أن مقومات (الصعود / النهوض )غير متوفرة في الذهنية الجمعية والمتوفر منها في طريقة إلى الاضمحلال والنفاد ،لأنها غير معززة بتجربة وغير محاكمة بمعايير وأسس بنائية متينة تضمن لها البقاء والديمومة ،بهذا الواقع المتهالك والأساس الهش أنى لنا النهضة؟ ! 
وبهذا الوهن المستدام أنى لنا التطلع ومغادرة الرقدة؟ ! بلحاظ أننا دائماً وجه لوجه مع تحديات قاصمة ولسنا في ظروف طبيعية للبناء والتعمير سياسيا واجتماعياً ،كيف بنا ونحن نمتلك "ذخيرة فكرية وسياسية" ناضبة وواقع بنائي وإدراكي مغيب بمحض إرادتنا مرة ولأسباب داخلية يطول الحديث عنها ولا يسع المجال هنا لتتبع مساراتها ، ومرة بعوامل خارجية وإدخال شعب بأسره في دوامات متتالية وخطوب متلاحقة لاغتيال إرادته وتقطيع أوصال نهضته وتدمير منظوماته الفكرية والقيمية وإستبدال متبنياته بأوهام إجتماعية ليكون مجترا راكدا متوقفا يعيش أحلك "تيه معاصر" بين الوعي واللاوعي ،كل هذه الأمور مجتمعة أسهمت بشكل فاعل في إبقاء العراق شعبا ووطنا في "القاع" ؛ الحل في أن يبحث الشعب عن مقومات نهضته ولا ينتظر منظر أو مصلح يرسم له ملامح النهضة ،لأن لا منظر إجتماعي مهما امتلك من ميزات خارقة قادر على استنهاض شعب متوقف إدراكيا ،ولا مصلح بمقدوره بناء "أمة مفككة" واهنة تتعامل مع أهم مقوم من مقومات نهضتها بترفية وزهد وعدم إكتراث غير عابئة بحاضرها ومستقبلها وتطلعاتها إلا وهو "المقوم السياسي" الذي أحسبه عماد "مشروع صناعة الدولة" الذي يرنو إليه المدركون لكنه التحديات ومغزاها .