كرادرة أحلام حليمة/ كاتبة جزائرية


إن الجائحة التي استفحلت العالم وسببت تزايد في حالة الوفيات على الصعيد العالمي من خلال فيروس كورونا المستجد مثلت حدثا ازداد معه الهلع والتخوف في وسط القوى العظمى حين كثرت الاتهامات حول المتسبب الرئيسي في هذه الأزمة الطارئة .
يعاني سطح الكرة الأرضية قلقا مضنيا من طرف سكانه بسبب وباء كورونا كوفيد 19، وبات العالم يتوق لمعرفة المتسبب في افتعال هذه الكارثة الإنسانية الدولية بين من يراها حرب بيولوجية أفرزتها الصين عن طريق استخدام هذا الفيروس لمصالحها في السوق الاقتصادية وهذا ماجاء على لسان الولايات المتحدة الأمريكية،في حين هناك اتهامات مماثلة تترصد هذه الأخيرة من طرف ماتروّجه وسائل الإعلام في الصين وروسيا أن أمريكا تسببت في إنتاج هذا الفيروس كسلاح تبغي به تدمير الصين لأغراض اقتصادية ودولية .

يأتي دور منظمة الصحة العالمية لانتقاد هذه التكهنات والتنبؤات والتوقعات المتبادلة لتضفي تأكيدا أن الفيروسات لاتعرف حدودا وبذلك وجب علينا مجابهتها ومقاومتها والحذر منها باتباع الأساليب الصحية.
فيروس كورونا من سلالة الفيروسات التي تصيب البشر وهو السابع المعروف من سلالة كورونا والثالث الذي يسبب أمراض خطيرة ،ومن المعلوم أن منطقة ووهان الصينية كانت مهد ظهور هذا الفيروس بحيث تناقلت الأخبار والتقارير عنه،بأن بدايته وجود حيوان آكل النمل الخرشفي كان الرابط الذي سمح لفيروس كورونا بالانتقال من الخفافيش الى البشر لتتوالى التحليلات بالمدينة نفسها تحاول ايجاد تفسيرا لمغزى هذا الوباء ،وقد أظهرت بعض التحليلات الوراثية أن الثعابين هي أكثر الأنواع الحاملة لهذا الفيروس المستجد.
إن النظرية الواقعية حول فيروس كورونا كوفيد 19 تستلزم بحوث جدية وإجراءات وقائية صارمة ورعاية صحية تمنع من استفحاله وتأثيره السلبي، فيما يخص المجال الاقتصادي .
إن كثرة التفسيرات التي تنوعت مضامينها بين تاريخية وسياسية واجتماعية ودينية تبقى في النهاية مفارقة ساخرة ناتجة عن خطابات مشحونة بسعرات الصراع ترافقها مشاهد وسينياروهات تؤكد الحرب البيولوجية البعيدة عن المسار الطبيعي الذي تتحكم فيه الارادة والقدرة الالهية،لكن ما يمكن توجيهه للعالم الاسلامي هو مدى قوقعته ومحله داخل ميدان العلم ،لتتأكد ضرورة انتصار المعرفة وعلاقتها بالريادة العالمية ومحاولة طمس الخرافة داخل المجتمع الاسلامي لمجابهة المستقبل،مع رفع أكفّ الدعاء والتضرع لله فرحمته وسعت كل شيء.