محمد عبد القادر

هي سيدة تبلغ من العمر ثمانين عاما، أتوا بها إلى مستشفى العزل مصابة بذلك الفيروس اللعين. عكفت على مباشرتها فتاة ذات عشرين عاما ، بردائها المميز الأزرق اللون، والمنوط بها ذلك السرير في قسم العناية المركزة، وشرعت في تركيب جهاز التنفس الإصطناعي وتعليق المحاليل، بينما تطمئنها بين الحين والحين بابتسامة رقيقة. سألتها: هل سأموت؟..أجابتها ضاحكة: مثلك لا يموت، فاهدئي. قالت العجوز: كل ما أرجوه ألا يتابع حالتي سواك، فرؤية وجهك يبعث على الإطمئنان. أجابتها: لك ما تريدين.

في صبيحة اليوم التالي استيقظت الفتاة ، وتناولت الشاي وشرعت في إرتداء ملابسها. إنتابتها نوبة سعال مفاجئة، فأشارت عليها والدتها بعدم الذهاب للعمل والإستراحة اليوم، لاسيما وانها بذلت مجهودا كبيرا خلال الأسبوع. فأجابتها بدلال: إلا اليوم يا أمي فقد وعدتها. إستأنفت إرتداء ملابسها، وتوجهت إلى المستشفى، تنتابها حالة من الإعياء.
في تمام الثامنة حضرت لسرير المريضة ممرضة اخرى سمراء بدينة متجهمة الوجه يبدو عليها الإنفعال. تساءلت السيدة المسنة عن عدم حضور ممرضتها الجميلةالمشرقة الوجه .أجهشت الممرضة بالبكاء وانهمرت دموعهابغزارة، فقد وجدت صعوبة في إبلاغها بأنها قد ماتت منذ لحظات.