رنا عبد الحليم صميدع الزيادي
 
عراق ما بعد داعش والحرب الشيعية _ الشيعية هو عراق مدني بلا اسلام سياسي هو عراق الدولة المدنية التي تؤمن بفصل الدين عن السياسة تحت شعار الدين لله والوطن للجميع فالدولة المدنية تحترم الانسان والاديان معا وهناك صراع خفي بين التيار المدني الذي يحترم والانسان والاديان وبين التيار التنويري الملحد الذي يحترم الانسان وينسف الاديان فكلاهما يحاولان صعود الواجهة بمرحلة ما بعد سقوط الاسلام السياسي وكلاهما مدعومان من الحراك الديمقراطي العالمي لكن مهاترات الجناح المسلح لحركة التنوير الالحادي وطابوره الخامس التخريبي داخل التيارات الإسلامية واعلامه التسقيطي والتحريضي على قتل نشطاء الحركة المدنية قد يدمر حلم مشروع الدولة المدنية بالكامل ويدخل العراق في متاهة اخرى لا تقل عن متاهة داعش وماعش فالعراق بلد لا يقبل التطرف الديني ولا التطرف العلماني الالحادي ..العراق بلد لا تنتعش به ثقافة التطرف اي أن كانت خاصة بعد الحروب فهو لن يستبدل متطرف اسلامي بمتطرف علماني ألحادي فالعراق هو مهد الأديان والحضارات وكل امبراطورياته التاريخية انتعشت بحرية الأديان وخير مثال عصر حمورابي ونبوخذ نصر كما أن الدول الأوروبية الحديثة وامريكا واستراليا هي دولة مدنية ناجحة تفصل بين السياسة والدين وتحترم الأديان وتزخر قوانينها بتشريعات تمنع ازدراء الأديان وتطبقها على عوالم التواصل الاجتماعي فهذه الدول الناجحة تنقل لنا تجربة النجاح التي لا يمكن أن يقودها ديني متطرف أو متطرف ألحادي ..ما يعول عليه التنويريين الالحاديين هي مرحلة ما بعد الصدمة صدمة الخروج من حرب الاقتتال الشيعي_ الشيعي التي سينهار معها حكم الاسلام السياسي وهي مرحلة يعتبرها الالحاديون مرحلة انتقامية من كل الاديان مرة واحدة والتي لن تقل تطرفا عن الاسلامي التكفيري فالعلماني التكفيري مشروع مشابه له وهذا يدل أنها ليست مرحلة مشروع حكم طويل المدى أكثر مما هي مرحلة تخريب انتقالية سيظل يعاني منها الضمير الانساني