هند الشمري


الست فضيلة الله يرحمها هي عمتي. شقيقة ابي التي كانت مربية فاضلة ومديرة مدرسة الفراقد الابتدائية النموذجية في حي القادسية قرب مجمع سكن الوزراء في الدولة العراقية قبل الاحتلال. طلبت يوما من أحد أقربائنا الخطاط المشهور وليد سعيد ان يكتب لها بعض اللوحات لتضعها في غرفة الادارة ويقول حينما كنت اجلس عندها دخل أحد الطلاب يرافقه ولي امره (اخوه الكبير الذي تخرج من ذات المدرسة) وقد تبين ان هذا الطالب قد فعل شيء يخالف قانون ومبادئ الست فضيلة الصارمة.

رحمها الله كانت مديرة حاسمة يهابها الجميع لقوة شخصيتها فقالت الى ولي امر الطالب كلام شديد وتهديد ووعيد بالفصل او النقل إذا كرر فعلته. والمسكين يعتذر خافضا راسه بندم وادب وبعد انتهاء هذا الفصل المخيف من التوبيخ خرج الاثنان بعد ان تعهدا بعدم تكرار ما حدث والالتزام بحسن السلوك.

قال لها: الم تكوني قاسية مع هذان الطالبان المسكينان؟
قالت: والدهما طلب مني ان اكون بهذه القسوة معهما عندما تم تسجيلهما في المدرسة؟
قال لها وليد: ومن يكون والدهما؟
قالت: سلطان هاشم وزير الدفاع!

اللهم ارحم سلطان هاشم وعمتي
وماعند الله خير وأبقى ...