عبد المنعم إسماعيل
من بديع لطف الله بالأمة أنها تنتصر كأمة تهزم حين يختزل كينونتها الاممية طائفة او قطر او قومية.
ومن جميل وعظيم تقدير الله وحكمته البالغة أن انتصر سيف الدين قطر -العجمي- على أعداء الامة فوق تراب بلاد العرب لتحقيق التكامل بين عربها وعجمها.
في السابق كان العرب فاتحين وفي اللاحق كان العجم حفاظ لما نقله لهم العرب لتكوين أمة ودين وليس قومية وطائفة.
بديع تقدير الله يؤخر النصر عن الطائفة لتعود لتأسيس فكرة البناء الاممي ويؤخر التمكين تحت راية محدثة لتبقى رايات اسلافنا الصحابة رضي الله عنهم أجمعين هي الراية التي لا تسبقها راية بفضل.
حين يقع قدر الابتلاء بعلو المجرمين يكون بمثابة المربي لجميع خلايا الأمة لتعيش أمة لا قومية ومع إسلام لا مع مفهوم جزئي له ومع السنة المحمدية لا مع توظيف اختزالي لمفرداتها. الهزيمة التي نعيشها إن لم تدفعنا لإحداث نقلة نوعية في حتمية تشييد البناء الأممي فحتما يقع مزيدا" من البلاء فسنن الله الجارية لا تجامل الأمة لمجرد ظاهر الانتساب او تلازمها لمجرد بريق الرايات.
أعيدوا بناء المحاضن الجامعة التي تجمع مفردات البناء الاسلامي البشري في محضن الأمة الآمن ثم تربي البناء العقلي والقلبي والعلمي للأمة حول المحضن السني (السنة المحمدية الصحيحة على صاحبها الصلاة والسلام)
ثم يتم دمج كل الرايات المفرقة للجماعة في مفردة الإسلام الذي كان في القرون الاولى خاصة يوم حجة الوداع لنوقف سيل التنازع حول مفردات وكلمات والاها الناس ولا ندري اصحابها المعاصرين أفي الجنة أم في النار يكونون؟!
0 تعليقات
إرسال تعليق