عبد المنعم إسماعيل
يجب ان ندرك أن واقع الأجيال المعاصرة جزء رئيسي من ماضيها ومستقبلها.
فضياع التاريخ هو نصف الطريق في بناء أجيال التيه والسراب.
وضياع المستقبل هو النصف الثانى من أجيال التيه والسراب.
..
فمن توابع ضياع المستقبل:
-انعدام الرؤية نتيجة عدم وجود علماء ورواد علم الاستشراف الناتج عن فهم سنن الله الكونية في الأفراد والأمم والجماعات.
..
- التنازع المخل بين علماء الواقع مما بضعف حقيقة الحق امام الخلق المتربصين به فعادة غالبية
أو معظم العقول التابعة هو التعلق بالقيادة الثابتة الراسخة الرشيدة.
فإذا وجدت هذه القلوب والعقول تنازعا" مخلا" بين أشباه رواد الحق انتقل لأجيالها خلل السراب والتيه واصبحت هذه الأجيال عبارة عن أدوات في حقل تجارب الخصوم والأعداء.
فيصبح السقوط لها سجية والانكسار لها ملازما" والتنكر للمصلحين ديدن لا ينتهي الا بحدوث انقلاب صالح وإصلاحي يعيد الحق إلى مكانه الصحيح في عقول الأجيال المعاصرة وأفئدتها المتلقية لهذا الحق الرباني والغير ملوث بعقول عاجزة أو أهواء قاصرة قد تتعجل فتهلك أو ترجئ فتخدم خصومها أو ترضى بالباطل فتشرب من بحار الهزيمة كرها او تتعلق به حبا" حين ينحرف معاني المفردات او يتم تدسية النفوس فتستنكف عن حب المعالي فتسدد فاتورة التبعية مختارة للهزيمة أو مجبرة على التصفيق للبغاة والطغاة حين تصبح حياتها جزء من منظومة بقاء ومفردات فكر خصومها.
..
أجيال التغيير
يجب ان ندرك اننا نحتاج اجيال لا جيل
اجيال متتابعة لا جيل فريد وحيد يستطيع احداث النقلة في الواقع فهذه سجية وخاصية بجيل الصحابة رضي الله عنهم بل جاء القرآن الكريم ليربط الصحابة رضي الله عنهم أجمعين بحواري عيسى واتباع موسى ليجعل منهم خلفا لسلف يربطهم صحة اعتقاد وكمال قصد ونبل أهداف وتوالي علم وعمل وايثار ورشد.
..
جيل التغيير يحدد معالمه:
- منهج رباني رشيد دين لا رؤية
- وحي لا مفردات سياسية معاصرة تصلح لتسويق شيئين متقابلين في آن واحد.
- فهم قويم وليس اجتهادات عقول محدثة بعيدة عن تزكية رب العالمين لها او لعلمائها .
- وسيلة أو وسائل وهي جزء من الغاية الربانية وليست خاضعة لمجرد المصالح الظنية او اليقينية الوهمية
..
كيف نصل لجيل التغيير من خلال :
- قيادات متضادة كلها تزعم حقا" هم جزء منه وليسوا كيانه الكامل.
..
- الاستغراق في دركات النزاعات المتوالية كموج البحر بين دعاة كل فكرة وكل رؤية وكل راية وكل وسيلة وكأننا درب من دروب الخيال والأحلام نتنكب سبل النجاة بلا دين او ربانية فهم صحيح له !!
..
كيف نطلب نصرا" ربما لن يأتي ونحن على هذه الحال؟!!!
..
حين نسبر او نطلب دلائله التي تحقق اهواء قيادات كانت سببا" في انتكاسات على مدى قرن من الزمان ومما زاد الطين بلة
وجود مصفقين ومطبلين لكل صاحب رؤية يزعمون له أنه وريثا" لحق لا منازع له فيه وهذا دجل وافتراء على الدين والتاريخ والواقع والمستقبل.
..
يجب أن تدرك الأجيال الاسلامية المعاصرة أن قياداتها تعبر عن وجهة نظرها وليست وكيلا" حصريا" للإسلام الذي حصروه في راياتهم المحدثة تحت أي إسم أو أي عنوان .
..
فخلاصة الأمر أننا :-
أبناء دين لا رؤية تابعة لرؤيتهم السياسية وإن كانوا يعتقدون أنها هي فهذا شأنهم.
..
وأبناء شريعة شاملة تنفرد وتتنوع لها بعض الرؤى تيسيرا" لا تمييعا"، بعيدا" عن خياراتهم التي غالبها انحسارا" في زوايا رؤية قد نختلف عليها وقد نتفق.
..
ولكن هؤلاء القوم الغرقى في توابع فكر القيادات يرفضون الا ان تكون رؤيتهم السياسية في مسألة محددة معاصرة تعتبر قاسما" لحقيقة الولاء والبراء فمن والاهم فهو المسلم ومن انصرف عنهم مخالفا" فقد خلع ربقة الاسلام من عنقة وهذا عين الهوى والهلاك حين نجعل من نصوص الشريعة خادمة لخيارات قيادات ربما كانت لا تصلح الا ان تكون طالبة للعلم في أزمنة راشدة تحسن تربية قياداتها كما تحسن بناء اجيالها المتتابعة.
..
في السنة المحمدية أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة فكيف بإماطة قيادات صنعت الفشل والعجز والتنازع والاستهلاك لقرن من السعي للخلف قد تكون احسنت في استدعاء شياطين الهوى ولم تنجح في صرفه مرة أخرى كما يقول المصريون في أمثالهم البديعة أحيانا"؟
0 تعليقات
إرسال تعليق