هويدا ويدار


الحياة هي الحضور الواعي وفهم الاولويات والقدرة على التفرقة بين الأهم فالمهم.

فلا يجب أن تضيع سنوات العمر هباء بعدم الإلمام بالقضايا المحيطة وإدراك مدى أهميتها
بتبسيطها لحد الاستهزاء والسخرية بها

فالسخرية هي مجموعة من المشاعر الممزوجة بالغضب او الاشمئزاز.. والتفكه على أمر ما لمجرد الضحك أو الغرض منه النقد اللاذع والتركيز على العيوب والنقائص ...
فأساليب السخرية كثيرة.
منها التفكه بتقليد الاصوات أو الذم والكاريكاتير نوع من أنواع السخرية .....
والسخرية هي الاستهانة والتحقير. ويمكن ان تكون وسيلة للتهاون أو التهوين
فهي اتجاه اجتماعي منتشر في كافة المجتمعات

إلا أن الاسلام اتخذ موقفاً واضحاً حيث حرم الإسلام السخرية وذلك لخطورتها
لقوله تعالى (يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس لاسم الفسوق بعد الإيمان فمن لم يتب فأولئك هم الظالمون) صدق الله العظيم

ففي الفترة الأخيرة الكثير منا أدرك خطورة السخرية على الكثير من القضايا التي تسعى العديد من الدول في التركيز عليها والعمل على نشر الوعي بين أفراد الشعوب فأصبحت السخرية أحد وسائل الهدم
في حين ان الدولة تبذل كامل طاقتها وتسخر أجهزتها على نشر التوعية الرشيدة وتدارك تفاقم الأمور بين أبناء الشعب
فوسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورا كبيرا حيث تعمل على نشر الوعي أو إهدار مجهود الدولة بالتسفيه فتتجه الأمور الى مناحي أخرى

فعلى سبيل المثال ما نعيشه اليوم من وباء عالمي.
فقد اتخذت العديد من وسائل التواصل الاجتماعي وباء كورونا وسيلة للتندر والتفكه مما أدى إلى الاستخفاف بالوباء
مما أثر على سرعة انتشار المرض في الكثير من البلدان..
فإذا كانت السخرية من المفرزات الاجتماعية كوسيلة للتخفيف من الضغوط لسنوات عديدة فأحيانا ليس كل المخرجات الاجتماعية مقبولة
فهي سلاح ذو حدين منها السلبي والإيجابي
لأنه من مخاطرها عدم قدرة المواطن التعامل مع الحدث حالة تزايده بشكل فعلى
وظهور جيل متهاون وسلبي
فعلى المواطن الإنصات الكامل وعدم الانسياق وراء بعض المواقع. وضرورة وضع الامور في نصابها الصحيح بعدم التهويل أو التهوين
فهي حيلة العاجزين وبضاعة المفسدين.. فالسخرية في غير محلها مزمومه وهي باب من أبواب الشر ....
فلا نستبعد أن هناك فئة من الناس ناقص الفطرة أعمى البصيرة ميت القلب يحب الظلام ويكره الحق فهذا حال المنافقين حيث يستخدمون السخرية كسلاح للهدم فهي داء ابتلى الله به الكثير من الناس

فنجدهم تارة من ساخرين من أحكام الدين وأخلاقه بدعوى أنها تقيد الحريات ...
وتارة ساخرين من اختلاف لون البشرة..
أو ساخرين من بعض الحرف أو العادات وخلافه ......
فمن الفطنة ألا يتجه الناس إلى السخرية والاهتمام بواجباتهم التي حضهم الدين عليها وعدم تتبع الغير..
فكلما كان العبد تقيا ذادت سماحته فلن تصدر السخرية إلا من ضعاف الإيمان أو من لديهم نقائص
ولن نستبعد في بعض الاحيان أن تكون هناك أهداف سياسية وراء هدم العديد من القضايا بتشتيت انتباه الأفراد وإلهاء الدول وانشغالها بأحداثها الداخلية
رحم الله عبدا حفظ لسانه من الهمز واللمز وانشغل بما يخصه   

لذلك الاعلام له دور خطير في مواجهة الأمر اذ لابد من نشر الوعي والتعامل مع الكثير من القضايا بمنتهى الشفافية وتوفير المعلومات الدقيقة حتى لا تكون هناك أزمة ثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة
والعمل في المؤسسات التربوية بخلق أجيال لديهم الوعي
إن الحصول على المبتغى لابد ان يلازمه مثابرة
مع عدم غياب الدور الأسرى في تنشئة قويمة
لإنتاج أفراد جادين يتمتعون بالوعي الأخلاقي مؤمنين بدورهم كأفراد فاعلين يعتمد عليهم المجتمع