زمرد المحمود


تعد المرحلة الإنتقالية من سن الطفولة إلى النضوج أهم المراحل العمرية في حياة الإنسان، فهي المرحلة الحرجة حيث يكون الفرد في ذروة الحيوية النشاط والقوة، هي المرحلة الأكثر تأثيراً في بناء شخصية الفرد من خلال المهارات والمعارف المكتسبة، كما تتميز بالنضوج العقلي والجسماني هذا ما يعرف بالشباب.
من هم الشباب
أجمعت مختلف الهيئات العاليمة على الفترة العمرية للشباب ابتداءً من سن 15 حتى 25 وذهب البعض إلى 29 عام كما في برنامج الكومنلث، أما بالنسبة للأمم المتحدة فأقرت الجمعية العامة في قرارها 28/36 لعام 1981 الفترة العمرية للشباب 15-24 عاماً، عقد في لشبونه في 1998 المؤتمر العالمي لوزراء الشباب أقر فيه إعلان 12/08 من كل عام بيوم الشباب الذي يعتبر اليوم العالمي للإحتفال في الشباب وتوصيل صوتهم ومبادراتهم، تهدف الاحتفالات العالمية المتفرقة إلى التعريف بأهمية مشاركة الشباب الإجتماعية، الإقتصادية والسياسية.
برزت العديد من الإشارات في القرآن الكريم إلى فئة الشباب مثل قوله تعالى في سورة الأحقاف (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة) وفي سورة الروم (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة) وهنا نجد الإشارة للقوة والقدرة على الإنتاج في عمر الشباب، في سورة الكهف نجد ثناء الله على فئة الشباب اللذين آمنوا وجزائهم (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى)، كما نجد أغلب الصحابة كانوا من الشباب؛ وهذه الأدلة تزيد حجة أن الشباب أكثر الناس تأثراً وتأثيراً في المجتمعات غير متعصبين لآرائهم.
لما الشباب
لا تكمن أهمية مرحلة الشباب بأنها فترة القوة الإنتاج فحسب، أيضاً يتوفر فيها كمال الحواس، هي مرحلة يتمناها ويتطلع لها الصغير ويتحسرعليها الكبير، فبكى عليها الشيوخ وتغنى بها الشعراء، الشباب هم عماد الأمم؛ وانهيار شباب أي مجتمع هو السبب الرئيسي لإنهيار هذا المجتمع وضياع قيمه، من ناحية أخرى تقدم العديد من المجتمعات الغربية وتطورها يرتكز على وعي وإدراك صناع القرار بأهمية دور الشباب وفاعليتهم في إعمار المجتمع في مختلف الأصعدة؛ كلما ارتفعت نسبة إشراك الشباب وتمكينهم في المجتمع  ارتفعت إنتاجية المجتمع.
 حسب آخر إحصائيات يمثل الشباب 16% من سكان العالم ومن المتوقع أن تكون هنالك زيادة بنسبة مقدارها 7% مع حلول العام 2030 أي مع الموعد المرجو لتحققيق التنمية المستدامة بكافة معاييرها عالمياً.

واقع الشباب الحالي
في الواقع الحالي عالمياً وفي دول العالم الثالث خاصةً أصبح الشباب يواجه العديد من التحديات التي تحده وتشكل كبرى في طريقه ورؤيته؛ يرجع السبب الأكبر لعصر الرأسمالية الذي نعيشه، فوجدت العديد من المدارس لتربية الشباب مثل مدرسة التربية الرياضية، المدرسة السياسية وغيرها، مع هذا العصر تزامناً مع اختلاف مفهوم الشباب، أخذ المفهوم العام للشباب بالتوسع ليشمل إتجاهات عدة مثل الاتجاه السوسيولوجي، الاتجاه السيكولوجي والاتجاه البيولوجي، من ناحية أخرى طبيعة الإختلافات عالمياً بين المجتمعات طبقات المجتمع الواحد والاختلافات الجغرافية فرضت تقسيمات للشباب على هذه الأسس، كما أعدت منظمة الاسكوا دراسة حول القضايا والأولويات والسياسات المتعلق بالشباب في بعض الدول العربية تطرقت به لمشاكل وتحديات مختلفة كما عرضت حال الشباب قبل وبعد الربيع العربي، كما أستحدثت منظة التعاون والتنمية الاقتصادية برنامج الحكومة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا برنامج أبرزت من خلاله دور مشاركة الشباب في الحياة العامة في الأردن المغرب وتونس.

أهمية الشباب
من المتعارف عليه أن فئة الشباب تكون أكثر إندفاعاً شغفاً فيكون للشباب طموح كبير جداً يدفعهم للإنطلاق بحرية مهما كانت القيود المجتمعية متربصة بهم، هذا الطموح الشاسع يعمل على دوران عجلة التغيير والإستدامة بلا توقف ملل أو كلل لا تعرف التوقف عند حزب سياسي معين أو غيره، كما أن التعامل مع الشباب السوي الناضج المتفتح عقلياً المتقبل لوجهات النظر هو دائماً أكثر إقبالاً للتغيير مما يجعل الشباب عنصر مميز في الحياة السياسة التي تعد متغيرة في طبيعة الحال وكل ظرف يعد وليد اللحظة، عادة الشباب لديهم حماس أفكار حيوية إبداعية أكثر من غيرهم؛ فهم حبل الوصل بين الكبار في السن والأطفال مكتسبين خبرات من حولهم من الكبار في السن ومازالوا على دراية بعالم الأطفال إضافة إلى أن حب الإستطلاع والفضول يثيرهم دوماً للبحث الترقب والتجربة بشتى المجالات كلٌ حسب إهتماماته، جيل الشباب هو جيل العمل العطاء المستمر دون تعبٍ أو إرهاقٍ، كما يعد الشباب قوة إجتماعية هامة إضافة لكونه قوة إقتصادية جبارة.


الشباب وكوفيد-19
لا شك أن هذه الجائحة للعالمية أحدثت خللاً كبيرا في فئة الشباب، منهم من تشرد، فقد عمله، أطر لترك دراسته ومنهم من تأثر نفسياً بشكل كبير مما ينعكس عنه تكوين شخصية غير سوية ومنهم من فقد حماسه طموحه وحلمه فهو لا يعلم إلى أين ومتى تنتهي هذه الجائحة أو أقصى الآثار التي سوف تخلفها، أعلنت منظمة العمل الدولية أن أكثر من واحد من كل ستة من الشباب فقد عمله في ظل الجائحة كما أعلن المدير العام للمنظمة رايدر عن ضرورة التدخل السريع للسيطرة على هذه الآفة.

الشباب الأردني
يعتبر وطننا الحبيب من الدول ذات النسبة الشبابية من سكانها المرتفعة حيث أن 63% من السكان هم دون 30 عاماً كما يعد إندماجهم في مختلف مجالات سوق العمل ميزة كبيرة للأردن، بالطبع لا ننسى نسبة البطالة التي تأخذ بالإرتفاع سنوياً بين كلا الجنسين، لتحبقيق الفائدة الأكبر المرجوة إقتصادياً وسياسياً أصبح من الضروري إشراك الشباب في كلا المجاليين لذلك أصبح هنالك حاجة ماسة للتربية السياسية والإقتصادية للشباب، نذكر هنا دور جلالة الملك  ومبادرات ولي عهده الأمين الدؤبة أبرزها مبادرات مؤسسة ولي العهد في تمكين الشباب بالمجتمع المحلي مع إشراكهم في المحافل الدولية للرقي بالمجتمع والوطن ككل والشباب خاصة فهم عماد الوطن وحلقة الوصل بين الماضي الحاضر والمستقبل.


الشباب جيل اجتماعي واعي ومتعلم له اهتماماته وأنشطته الخاصة ، مليء بالطاقات الكامنة والقدرة على الابتكار والريادة بمهارات عالية، الشباب قادة وبناة المستقبل، هم أملنا وغدنا الواعد؛ لذلك يجب أن نعتني بهم من جميع الجوانب، بالإضافة إلى إشراكهم في المجتمع وتمهيد تمكينهم ليكونوا صانعي القرار، والتركيز على مشاريع تنمية الشباب لريادة الأعمال.

بعض البرامج التي يمكن تطبيقها في تنمية الشباب
• إعداد وتنفيذ وتقييم برامج تنمية الشباب
• استراتيجيات حل النزاعات عند العمل مع الشباب
• إدارة مشاريع ومؤسسات تنمية الشباب
• مهارات تعزيز أنماط الحياة الصحيحة للشباب
• إدارة الشباب المعرضين للخطر
• استراتيجية تنمية الشباب الإيجابية
• مهارات تيسير برنامج الشباب
• مهارات إدارة مشاريع التنمية الاقتصادية الموجهة للشباب
• أساسيات تنمية الشباب