أمل محمد ياسر
سورية/ دمشق


المدرسة هي إحدى المؤسسات الأكثر أهمية، وهي محور يتحول الجاهل من خلاله إلى متعلم، والمتعلم إلى عالم، ومع مرور الزمن وتطور التكنولوجيا وسبل الترفيه واللهو أمام الطلاب بات موضوع التعليم غاية بالصعوبة مع هذا الكم الهائل من مغريات العصر، واصبح من الصعوبة انجذاب الطلاب نحو الكتب والدراسة، واصبحت المدرسة شيء غاية بالملل بالنسبة للطالب، وكأنها مفروضة عليه بشكل قصري، وبالتالي يجب على الانظمة التعليمية والتربوية بالخروج من بؤرة التقليد واظهار المتعة بإعطاء الدروس ووضع خطط بديلة لإنجذاب الطالب نحو التعلم.
إن التدريس بالتلقين يجعل الطالب بؤرة للتجمد الفكري، ويجعله بحالة ملل ورضوخ أبله، ويبعده عن الإبداع والخروج بأفكار مشرقة ونيرة، فالتلقين يعطى للطالب من غير ترك له الفرصة بالتعبير عن مكنونات أفكاره ومن غير أن تعطيه الفرصة للسؤال والحوار والاستجواب..
ولذلك يجب قدر الإمكان من الكوادر التدريسية بأن يبتعدوا عن هذه الطريقة، واتباع طرق تدريسية تنشط الطالب وتعطيه الحرية للإبداع واخراج طاقاته وتصريفها بأفكار إبداعية يستفيد منها زويهم من الطلاب ولذلك فبرأيي أن التعليم بالتلقين يُقيد المهارات ويدفنها، لذلك يجب اتباع طريقة الاستجواب وبهذه الطريقة، يعطي الاستاذ معلومة ويترك للطالب مسؤولية البحث لاستكمال المعلومات، وهذه الطريقة تقوم على طرح التساؤل والإجابة عنها بطريقة تحفيز التفكير النقدي، وتنسب هذه الطريقة إلى سقراط هذا الفيلسوف اليوناني في العصر الكلاسيكي، فيقوم منهجهُ على توليد الأفكار وتدريب الأطفال على التفكير بشكل أكثر عمقاً، وهذا المنهج المتبع في مناقشة قواعد المنطق ومحض وجهات النظر المختلفة حول قضية معينة، وسوف يظهر تحسن في قدرات الاستدلال والتعبير والوصول إلى الاستنباط.
والاستجواب السقراطي هذا المنهج المحكم والعميق يرتكز على النظريات والقضايا والمشاكل وإيجاد الحلول المناسبة لها.
ويحتاج الطلاب إلى الممارسة لتحسين مقدراتهم الاستجوابية، والنبش تحت سطح أفكارهم واظهار مكنوناتها وفلذاتها، وهذه الطريقة كفيلة بأن تخرج المواهب المكبوتة واظهارها من خلال عملية التساؤل الأسلوبية...
وعندما يرى الطالب هذا التحدي بين الاستاذ وافكاره ويخرج مكامن كبيرة من الأفكار الفولاذية العالقة بداخله، وبذلك تتوسع أفاق تفكيره ويتمرس على خلق تساؤلات على الواقع مما يُخرج نخبة واعية عقلانية ، لا تفكر فقط بالمعقول، بل تفكر بلامعقول ، مما يخرجها من الظلمة التي تعيش فيها تحت خيمة الجهل والنزوح إلى التسلية وإغلاق التفكير أو تركه مؤصلاً بتفكير مدرس المادة فقط، وأيضاً من فوائد التدريس السقراطي أنه يزيل الخجل والحبور العقلي والتوحد، وبالتالي ربما يصبح درس الفيزياء أو الكيمياء أو التاريخ أو أي درس أخر بمثابة جلسة نفسية تحفيزية عميقة، تزهر منها براعم أفكار، وهذه البراعم تصبح مستقبلاً حدائق مليئة بالأزاهير فيخرج منها نخبة من العلماء والعظماء...
طرق التدريس من أهم الأمور التي يجب أن تعنى بالأرشاد والتطبيق الصحيح للمفاهيم التعليمية ويجب وضع الخطط بشكل مستمر من أجل خلق جو تعليمي ضمن تضاريس ينجذب إليها الطلاب ويستفيد منها بشكل كبير، وتساهم بإنجذابه وليس بنفوره.