ابتهال العربي


كانوا يقولون: أولادنا فلذات أكبادنا… فالأبوان عادة يقدمان كل شيء لأولادهم ويمدونهم بالخبز والرعاية والتربية .

الرعاية هي الاهتمام بالأبناء من اجل بناء مستقبلهم من الصغر حتى الكبر .. فبعض الآباء يشغلهم التفكير بحياة ومستقبل أبنائهم قبل حتى أن يولدوا للحياة، وهذه ميزة الأبوة .

الأبوة الحنونة ليست فقط عند البشر بل عند الحيوان أيضاً ، نرى وبإستمرار الحيوانات ترعى مولودها وتعلِّمه الأكل والصيد وهذه هي سنَّة الحياة .

بدأت سنَّة الحياة تتغير لدى بعض الناس فلم نألف قبل عقود مثل اليوم تزايد حالات لزواج الأم من رجل آخر والتخلي عن أطفالها بحجة أن المجتمع الشرقي يعتبر أن أولاد الابن نسلهم وهم فقط من لهم حق الوصاية والرعاية .

رعاية الإبن واجب على الأبوين فـــــــهما من شاركا في وجـــــوده، وإذا كان الأبوان غير مســــــــتعدان للإهتمام فالواجب ألا ينجبان هذا الإبن.

الإبن يصبح ضحية سوء اختيار وتـــصرف من قبل الأب أو الأم وعدم تحملهما المسؤولية الكافــــــية لحمايته من مآسي الحياة التي يضعونه فيها بمجرد أن ينجباه ثم يقرران الإنفصال لاحقا ً، فتلجأ الأم الى زوج آخر أو يضع الأب ابنه بين أحضان زوجة أخرى، فيصبح الطفل ضحية تدفع الثمن نتيـــــجة اللامبالاة والقسوة والأنانية .

قمة الانانية عندما نقرر الإنجاب ولا نقرر الرعاية أو ننجب لأننا نريد ربط الرجل، أو مجرد عملية لإصلاح علاقة زوجية وفق منطق بائد ورجعي .. وغالباً هذه محاولات تبوء بالفشل، ضحيتها ذلك الأبن تعيس الحظ .

البعض يعتبر أن الزواج حظ وليس حسن اختيار وإذا سمعت البعض تجدهم يرددون بأن الزوج حظ والولد حظ فإذا جاء الولد رمته أمه في الشارع من الفقر أو من الكآبة في النهر .

وأذكر قول رائع للكاتب يوهان فولفانغ غوته : هناك هبتان يمكن أن نمنحهما لأولادنا وهي الجذور والأجنحة ، ولو تفكرنا نعلم أن الجذور هي الأصل والنسل أما الأجنحة فهي الحرية والسعادة .

البعض منا أصبح يسلب سعادة أولاده بسبب إختيار الأنا على حساب الإبن.