البروفيسور حكيم غريب - خبير في الشؤون الإستراتيجية والأمنية
إن التداعيات الجيوسياسية لانتشار جائحة كورونا على المدى الطويل مترابطة، لاسيما ما يتعلق بالوضع الدولي للولايات المتحدة الامريكية. حيث أن الأنظمة العالمية تتغير بشكل تدريجي في البداية ثم مرة واحدة يتغير كله. لذا يجب على صناع السياسة الأمريكية أن يدركوا أنه إذا لم ترقى بلادهم لمواجهة اللحظة، فإن كورونا قد تمثل لحظة مماثلة لما حدث في حرب العالمية الثانية.
إن القيادة العالمية للولايات المتحدة على مدار العقود السبعة الماضية لم تقتصر على الثروة والقوة فقط، بل على الشرعية التي تأتي من الحكم الداخلي في الولايات المتحدة القدرة والاستعداد على قيادة وتنسيق الاستجابة العالمية للأزمات وبينما تتداعى واشنطن، تتحرك بكين سريعا للاستفادة من الانفتاح الذى خلقته الأخطاء الأمريكية وملأت الفراغ لتنصيب نفسها زعيمة عالمية في التعامل مع الفيروس، فقدت المساعدات الطبية لدول أخرى بل إنها نظمت حكومات أخرى. وتدرك بكين أنه يمكن أن ينظر إليها على أنها رائدة وينظر إلى واشنطن إلى أنها غير قادرة أو راغبة في القيام بذلك، وهذا التصور يمكن أن يغير بشكل أساسي موقف الولايات المتحدة في السياسة العالمية وتسابق القيادة في القرن الحادي والعشرين. فالعبارة التي كتبت على جدران مدينة هونغ كونغ الصينية بعد أزمة تفشي وباء كورونا، يمكـن تلخيصها في قولنا: إن العالم ما بعد كورونا غير ما قبله؛ فهل ستؤثر تلك الأزمة الناتجة عن تفشي الوباء على هيكل النظام الدولي؟
وهي الأمور لن تعود إلى ما كانت عليه، لأن وضعها السابق كان هو المشكلة بالأساس.
هذا السؤال بات هاجس الخبـراء الاستراتيجيين في العالم؛ بل كل من يراقب الأوضاع الدولية وتأثيراتها المستقبلية على صعود وهبوط القوى العالمية والإقليمية خاصة في الدول والأمم التي لديها حلم الهيمنة والزعامة العالمية سواء كان بدافع التجبر في الأرض أم بدافع كونها خير الأمم باعتبار أن الرسالة المنوطة بها هي تعبيد الناس لربهم وإقامة شرعه ومنهجه.
وللإجابة عن هذه التساؤلات يجب علينا معرفة وضع النظام الدولي قبل انتشار هذا الوباء ثم معرفة ما أحدثه الوباء في العالم وما يزال، ثم نعرِّج على توقُّع السيناريو أو المسار الذي يؤول إليه النظام الدولي بعد هذه الأزمة.
* النظام العالمي قبل جائحة كورونا
يمكن التأكيد بأنّ تفشي جائحة كورونا سيغير بنية النظام الدولي في المدى المنظور. إلا أن جائحة كورونا تحمل في طياتها القدرة على تغيير توزيع القوة الحالي، لهذا فإنّ الوباء فتح حواراً في حقل العلاقات الدولية حول تأثير الأوبئة المعدية وسريعة الانتقال في بنية النظام الدولي، وقدرتها على تكثيف العوامل الأساسية التي تسهم في التغير في النظام الدولي، سواء أكانت إقتصادية أم إجتماعية أم سياسية، وفي مناطق مختلفة من العالم. يُلاحظ أن التوازنات الدولية، قبل الوباء وانتشاره، تشير إلى بداية حدوث تغيير في النظام الدولي، كأنه يتحرك نحو شكل من أشكال تعدد الأقطاب في ظل صعود قوى دولية، مثل الصين وروسيا، تتعارض مصالحها في مناطق مختلفة من العالم، في ظل سعي الولايات المتحدة الأميركية إلى الحلول دون صعود قوى منافسة لها في المدى المنظور.
إن بعض أدبيـات علم السياسة في الغرب تؤرخ لبداية النظام الدولي بمؤتمر فيينا عام 1815م عندما أبرمت إنجلترا وألمانيا وروسيا والنمسا حلفاً يتيح لهم التدخل في شؤون الدول الأخرى، بينما تقول أدبيات أخرى إن تداول المفهوم كان قبل ذلك في ظل اتفاقيات ويستفاليا (1644 - 1648م) التي أنهت حرب الثلاثين سنة التي مزقت أوروبا وتصارعت فيها دولها.
وتتعدد مفاهيم مصطلح النظام الدولي، ولكن أدقها ما يعرِّفه بأنه نمـط أو شكل التفاعلات بين الفاعلين الدوليين في كافة المجالات في وقت محدد، باعتبار أن الفاعلين الدوليين هم أصحاب القوة والنفوذ، ومع تغيُّر أصحاب القوة يتغير شكل النظام.
وبعد انتهاء الحرب الباردة مع نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي، اتسم النظام الدولي بالفوضى مع تعدد المعايير التي يمكن بها تصنيف القوى العالمية؛ فبعضهم وصف النظام الدولي بأنه أحادي القطبية، في حين ذهب آخرون إلى القول بأنه أصبح متعـدد الأقطـاب، بينما يرفض رأي ثالث تحديد شكل النظام الدولي الراهن ويقول إنه لا يعدو أن يكون مرحلة انتقالية تسبق ظهور ترتيب جديد للقوى العالمية لم يُعرَف بعد.
وفي الحقيقة فإن النظام الدولي في هيكلته لم يعد فقط مقتصراً على الدول؛ بل دخل في تصنيف هذا النظام الشركات متعددة الجنسيات، وكذلك المؤسسات الاقتصادية العالمية كصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية وغيرهما.
وفي مرحلة بوش الإبن، استغل هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2011، ليواصل استخدام استراتيجية القوة العسكرية في فرض الولايات المتحـدة هيمنتها على النظام الدولي في احتلالها لأفغانستان ثم العراق، ولكن عندما تراجع الجيش الأمريكي أمام المقاومة الأفغانية والعراقية وثبت أن القوة العسكرية الأمريكية عاجزة أمام مقاومة الشعوب عندئذٍ حدث أول زلزال في النظام الدولي وهو عدم قدرة القوة المهيمنة على النظام الدولي على فرض إرادتها العسكرية على الشعوب وإن نجحت في تغيير النظم.
وانتهى الأمر بترامب، هذا التاجر الذي أراد إدخال منطق التجارة في تعاملاته الاستراتيجية والسياسية فحاول استعادة الهيبة الأمريكية بالممارسة الابتزازية وفرض منطق البلطجة الصريحة على الدول والقوى ومنها الاتحاد الأوروبي والصين، الأمر الذي عزز من عزلة الولايات المتحدة مع التقدم المذهل للصين.
أما الصين فقد بَنَت استراتيجيتها للمنافسة في ترتيب النظام الدولي على أساس نظري فيما أطلقت عليه (استراتيجية الصعود السلمي) وهي في جوهرها تعني الانتقال تدريجياً إلى مرتبة لاعب أساسي في العلاقات الدولية ولكن دون تهديد أمن واستقرار النظام الدولي، أو هي التسلل الناعم لأحشاء النظام الدولي. وبدأت بتفعيل هذه الاستراتيجية على صعيد السياسة الخارجية الصينية منذ أكتوبر عام 2003م، وعبر خطـابين مزدوجين تواصل الصين الصعود: خطابٌ موجَّه للخارج يصور الصين قوةً تريد المشاركة مع القوى الأخرى ولا تريد الاستفراد بالنظام الدولي، ثم خطابٌ موجَّه للداخل يدعو الشباب إلى عدم التخلي عن حلم الوصول إلى القوة الأولى في العالم.
وبينما يتبنى الخطابَ الأول الناعم الساسة الرسميون فإن الخطاب الحقيقي يتبناه الأكاديميون القوميون خاصة الذين يخاطبون الشباب الصيني؛ وبذلك يسهل التنصل من الخطاب الأصلي أمام الخارج الذي يراقب بعناية الخطاب الرسمي الصيني.
* الملامح الرئيسية للنظام العالمي الجديد ما بعد «كوفيد – 19»
إن النظام العالمي الجديد وشيك التشكل، لهذا وجب على الهند أن تتطلع إلى ما هو أبعد من النظام الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، من خلال منافستها الصين تارة والتعاون معها تارة أخرى؛ وذلك من أجل توجيه النظام العالمي لصالحهما في صورة نظام عالمي صيني – هندي.
إن النظام الدولي كما يرى يمضي نحو عصرٍ ما بعد الغرب، وأن المحور الجيواستراتيجي لحقبة ما بعد الحرب الباردة بدأ يتحول تدريجياً من أوروبا إلى آسيا، وبالتحديد صوب منطقة المحيطين الهندي والهادي، حيث تعكف الصين على صياغة نظام عالمي جديد، وهو نظام حوكمة عالمي موازٍ لا يسمح للولايات المتحدة الأميركية باحتكار صياغة قواعد النظام الدولي، ويؤدي إلى تهميشها في مجالات أخرى كثيرة، وسوف تعمل الصين في المقام الأول على التركيز في ثلاث سمات تواصل من خلالها عزل أراضيها عن التدخل الخارجي، وتسعى في الوقت نفسه إلى ضمان عدم فرض أي قوة أخرى لهيمنتها على المناطق الأخرى في العالم، وسوف تعمل على تعزيز قوتها بالوصول إلى كل ركن من أركان العالم وفي أي وقت، لتصبح طرفاً فاعلاً في القضايا الناشئة كافة، وقد بدأت الصين بالفعل في تنفيذ استراتيجية النفوذ الاستراتيجي من خلال إنشاء جزر صناعية ووصلات للموانئ البحرية، وإقامة تحالفات، وشرعت في إنشاء مؤسسات متعددة الأطراف؛ مثل منظمة شانغهاي للتعاون، والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، ومجموعة البريكس وبنك التنمية الجديد؛ وذلك بهدف تقديم منصات انطلاق بديلة للحوكمة العالمية ولإعادة صياغة قواعد اللعبة.
إن النظام العالمي ما بعد الجائحة سوف يؤسس وينشر التفوق الثقافي للشرق على الغرب، وأن الآثار الإيجابية للجائحة سوف تبرز كثيراً من الممارسات الحياتية مثل استبدال مصافحة اليدين بتحية «الناماستي»، وتبني نظام غذائي نباتي بعيداً عن تفضيلات الأطعمة البرية والغريبة.
يقول بعض الخبراء: إن الأوبئة لا تقل تأثيراً عن الحروب والأزمات الاقتصادية في إحداث تغيرات في النظام العالمي عبر بلورة نظام جديد أو تهيئـة الأجواء لصعود قوى أخرى منافسة بجوار دول أخرى ظلت مسيطرة لعقود، وينبئنا التاريخ أن الأوبئـة التي أصابت العالم قديماً أعادت صياغة العالم على نحو شامل بعد أن قضت على مئات الملايين من البشر، وتسببت في انهيار إمبراطوريات، وتصدع حكومات، وإبادة أجيال بأكملها.
لقد كشف انتشار وباء كورونا بهذه الكيفية وعلى امتداد خريطة جغرافية عالمية واسعة عن عدة حقائق لا يُعرَف بَعدُ درجة تأثيرها وانتشارها عالمياً منها حالة عدم اليقين التي تُفاقِم كلاً من الفوضى والصدمة وانكشف أيضاً النظام السياسي الفيدرالي الأمريكي حيث السلطة مقسمة بين الحكومة الفيدرالية وحكومة الولايات، وفي هـذه الأزمـة تحـدَّت بعض الولايات رغبة في تضييق نطاق الحظر وإعادة النشاط الاقتصادي، وداخل كل ولاية كان هناك معارضون لسلطة الولاية نفسها وقراراتها في إبقاء الحظر، كما كشف الوباء عن هشاشة الاتحاد الأوروبي؛ فأواصر العلاقات بدأت تتصدع بين عدد من دوله وتحطمت قيم التضامن وتزعزعت الثقة بين أعضائه، ولفتت نيكول غنيسوتو نائبة رئيس معهد جاك ديلور (وهو مؤسسة فكرية مستقلة تتخذ من باريس مقراً لها) الانتباه إلى أن الاتحاد الأوروبي أظهر عدَم جاهزيته وعجزَه وجبنَه، فضلاً عن تردُّده على نحو صارخ.
كما ظهرت الصين بمظهر مختلف عنه؛ فمنهم من رأى أنها عرضت النموذج الأفضل بتقديمها المساعدات للدول المختلفة وقدرتها المزعومة في السيطرة على المرض، ونجحت كذلك في أن تصبح عملاقاً اقتصادياً عالمياً؛ إذ إن الناتج المحلي الكلي للصين سيفوق الناتج المحلي الكلي الأمريكي خلال بضع سنوات، وبعد عشرين عاماً قد يصل ضعفَ نظيره الأمريكي. أما المجال الأبرز صينياً الذي يقلـق صانعي القرار في أمريكا؛ فهو التطور في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، والتفوق في عدد البراءات العلمية المسجلة في المنظمة العالمية لحقوق الملكية الفكرية.
إن النظام العالمي الليبرالي يعيش لحظته الأخيرة. أما النظام المستقبلي سيكون أكثر فوضوية؛ إذ ستسعى الصين وروسيا ودول أخرى جاهدة نحو نظام أوروآسيوي جديد. فالصين ستكون نموذجاً براغماتياً يوافق على تعددية دولية، فيما ستسعى روسيا إلى مزيد من التغييرات الجذرية.
في تصريح ذي مغزى يقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: إن العلاقة بين القوى العظمى لم تكن أبداً مختلة بهذا الشكل. وفي تحقيق نُشِر في الغارديان البريطـانية حاول محررها تحديد الخاسرين والرابحين في أزمة كورونا: ينقل فيها محرر الخبر عن هنري كيسنجر الذي ينصح الحكام بالاستعداد الآن للانتقال إلى نظام عالمي لِـمَا بعد فيروس كورونا... مؤكداً أن هذه الجائحة تبرهن بشكل كبير على أن العالم إما أن يتضافر أو أن يهزمه الفيروس.
ويعلق باتريك وينتور، كاتب مقال الغـارديان: كأنما هذه الجائحة تحولت إلى منافسة حول زعامة العالم، مشيراً إلى أن الدول التي تصدت للأزمة بفعالية أكثر هي التي ستحظى بالشعبية.
بينما يعتقد ستيفن والت، أستاذ الشؤون الدولية بكلية جون كنيدي للعلوم الحكومية بجامعة هارفارد أن الصين قد تنجح، مضيفاً أن فيروس كورونا سيسرِّع وتيرة تحوُّل موازين القوى والنفوذ من غرب الكرة الأرضية إلى شرقها... ويستطرد بالقول: إن كوريا الجنوبية وسنغافورة أظهرتا استجابة أفضل للوباء، بينما أبلت الصين بلاءً حسناً بعد تجاوزها أخطاء البدايات. أما ردود فعل الحكومات في أوروبا والولايات المتحدة - والحديث ما يزال لستيفن والت - فقد اتسمت بالارتياب الشديد، الأمر الذي سيضعف - على الأرجح - نفوذ النموذج الغربي.
ويقول فرانسيس فوكوياما صاحب كتاب نهاية التاريخ ؛ إذ يقول في هذا الصدد: إن الخط الفاصل في الاستجابة الفعالة للأزمات لا يضع الأنظمة الاستبدادية في كفة والديمقراطيات في كفة أخرى. فالعامل الحاسم في الأداء ليس هو نوع النظام بقدر ما هو قدرة الدولة على الاستجابة للكوارث، وفوق كل ذلك درجة الثقة بالحكومة.
وأثنى فوكوياما على ألمانيا وكوريا الجنوبية في هذا الخصوص؛ فكوريا الجنوبية تروج لنفسها على أنها القوة الديمقراطية على عكس الصين؛ إذ استطاعت التعامل مع الأزمة على أفضل ما يكون التعامل، وتعجُّ صحافتها الوطنية بمقالات تنوه بأن ألمانيـا اقتفت أثر النمـوذج الكوري الجنوبي في إجراء فحوص جماعية لمواطنيها.
يرى البعض أن القيادة الصينية ربما لا ترغب في التصعيد؛ فهل تلتقط إدارة بايدن المبادرة وتقطع مع إرث ترامب المدمر؟! تعلمنا أزمة كورونا أنه لا بديل عن التضامن الإنساني، وأن مواجهة التحديات بشكل جماعي كفيل بتحقيق إنجازات رائعة؛ شرط أن يعمل الجميع على التخفيف من الضيق السياسي والإحباط الاقتصادي والاجتماعي الناجمين عن الصراعات والعولمة المتوحشة والإدارة الخاطئة للأزمات.
إن فيروس كورونا يتطلب تعزيز التضامن الدولي والعمل المشترك، واتباع إرشادات العلم وإطلاق العنان للدور القيادي لمنظمة الصحة العالمية، ووضع استجابة دولية مشتركة للتغلب على الجائحة.
لا توجد الآن حاجة للمبالغة، الدول الحرة أخطأت لعقود في الافتراض الدائم بأن الآراء والمصالح الأمريكية تتطابق مع مصالحها، لكن فيروس كورونا لا يحترم أحدا ولا يعرف الحدود، ولا يعترف بزعامة الولايات المتحدة، إنه لا يتكلم الإنكليزية ولا أي لغة محددة وهو لا يقطن في دولة بعينها، بل هو أزمة دولية واختبار عسير للنظام العالمي القائم، فالأمر المميز في هذه الأزمة هو امتحانها لرد كل دولة بصورة منفردة على الوضع القائم لديها ولكن أين القيادة الدولية لمواجهة ذلك، وأين الريادة الأمريكية المفترضة للرد على هذا الفيروس؟
ورجح وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، في مقال له نشر بصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن يؤدى وباء كورونا إلى تغيير النظام العالمي للأبد، مشيرا إلى أن الاضطرابات السياسية والاقتصادية الناجمة عن الوباء ستستمر لأجيال، داعيا الإدارة الأمريكية للاستعداد إلي نظام ما بعد كورونا، واستخلاص الدروس من مشاريعها السابقة كـخطة مارشال لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية أو مشروع مانهاتن البحثي الذي أنتج القنبلة الذرية وحسم الحرب لصالح أمريكا والحلفاء، وأوضح كيسنجر أن الولايات المتحدة تعاني الآن من الانقسام، فهناك حاجة إلى حكومة تتحلى بالكفاءة وبعد النظر للتغلب على العقبات غير المسبوقة من حيث الحجم والنطاق العالمي، وقال كيسنجر إن الأمم تزدهر وتتماسك باعتقادها أن مؤسساتها يمكن أن تتوقع الكارثة، وتوقف تأثيرها وتستعيد الاستقرار، لافتا إلى أنه عندما ينتهي الوباء سيتم النظر إلى مؤسسات العديد من البلدان على أنها فشلت، ولا يهم ما إذا كان هذا الحكم عادلًا وبشكل موضوعي، لكن الحقيقة هي أن العالم بعد كورونا لن يعود كما كان.
0 تعليقات
إرسال تعليق