سمير داود حنوش
على الأغلب من يقرأ هذه السطور لن يستوعب أحداث ذلك الزمن البعيد القريب ربما لأن الذاكرة لن تسعفه أو قد تكون أحداث ذلك الزمن حدثت قبل ولادته.
في كل الأحوال هي حكايات ماتبّقى من ذكريات لازالت معلّقة على جدران ذلك العقل الباطني الذي مازال يعشعش في مخيلة الذين عاصروا ذلك الزمن.
في أيام ذلك الزمن المظلم البغيض وتحديداً أيام الحصار الغاشم على هذا الشعب كان العراقيون يبيعون أي شيء وكل شيء يستحق البيع (بأستثناء الشرف لأنه غير قابل للمساومة)، في ذلك الوقت أصبحت ديمومة الحياة تُثقل تفكيرهم وتجعلهم حيارى في تدبير أمورهم خصوصاً وإن راتب أي موظف كان لايساوي ثمن طبقة بيض.
وفي خضم هذا التهاوي في المعيشة خرج النظام السابق بشخصيته المغرورة والمتكبرة من خلال إعلامه ببُدعة إلى العراقيين يخبرهم فيه أنه قرر التبرع إلى زنوج أميركا أو (السود) بمبلغ يقدر بـ(100) مليون دولار كهدية لهم، وفي حينها تعددت تفاسير العراقيين لهذا الحدث فمنهم من وصفه بأنه إستفزاز لمشاعر هذا الشعب الجائع والبعض وصفها بالمُزحة السوداء للسخرية من هؤلاء الجياع ومنهم من قال أنه نكاية بالأمريكيين لأنها رسالة لهم بأن النظام مازال بخير رغم الحصار المفروض على شعبه، وفي كل الأحوال تم رفض هدية الرئيس.
وقبل هذا كان النظام قد تبرع إلى المواطن الفلسطيني (محمد الدّرة) وعائلته بشدات الدولارات تثميناً لدوره البطولي في الإختباء خلف جدار وصدّه لإطلاقات العدو الأسرائيلي!.
لاادري لماذا تذكرت وأنا أقرأ وأسمع مقررات مجلس وزرائنا بمنح الفلسطينيين مبلغ (7,5) مليار دينار تلك الأحداث المريرة التي عشناها في ذلك الزمن ربما لأن الواقع بين الماضي والحاضر متشابه أو قد عشنا أو نعيش الآن في وجهان لصورة واحدة.
حكومة الرئيس تمنح العطايا لأخواننا الفلسطينيين وتنسى أن شعبها أنهكه الغلاء والوباء والبطالة. حكومتنا تمنح الخير للغير وتتناسى أن هذا الخير هو من حق المواطن.
لم يعد الأغلب من الشعب يتذكر تلك الأحداث في ذلك الزمن الغابر لكن ماحدث ويحدث في حاضرنا يؤكد اننا لم نغادر حقد السلطة على الشعب ومازال العابثون والمتسلطون والمتحكمون بحياتنا وآمالنا يعبثون كما يشاؤون بثرواتنا واموالنا دون حسيب أو رقيب، ومازال صِبية السياسة عندنا يتسلّون بأوجاعنا وآهاتنا.
نفس الوجوه والأقنعة لم يتغير فيهم أي شيء سوى الأسماء والمسميات، شعب كان دائماً عنوان حياته الصبر وإنتظار الفرج من السماء ويبدو أن حتى حلول السماء باتت بعيدة المنال عن قومٍ غافلين.
في كل الأحوال هي حكايات ماتبّقى من ذكريات لازالت معلّقة على جدران ذلك العقل الباطني الذي مازال يعشعش في مخيلة الذين عاصروا ذلك الزمن.
في أيام ذلك الزمن المظلم البغيض وتحديداً أيام الحصار الغاشم على هذا الشعب كان العراقيون يبيعون أي شيء وكل شيء يستحق البيع (بأستثناء الشرف لأنه غير قابل للمساومة)، في ذلك الوقت أصبحت ديمومة الحياة تُثقل تفكيرهم وتجعلهم حيارى في تدبير أمورهم خصوصاً وإن راتب أي موظف كان لايساوي ثمن طبقة بيض.
وفي خضم هذا التهاوي في المعيشة خرج النظام السابق بشخصيته المغرورة والمتكبرة من خلال إعلامه ببُدعة إلى العراقيين يخبرهم فيه أنه قرر التبرع إلى زنوج أميركا أو (السود) بمبلغ يقدر بـ(100) مليون دولار كهدية لهم، وفي حينها تعددت تفاسير العراقيين لهذا الحدث فمنهم من وصفه بأنه إستفزاز لمشاعر هذا الشعب الجائع والبعض وصفها بالمُزحة السوداء للسخرية من هؤلاء الجياع ومنهم من قال أنه نكاية بالأمريكيين لأنها رسالة لهم بأن النظام مازال بخير رغم الحصار المفروض على شعبه، وفي كل الأحوال تم رفض هدية الرئيس.
وقبل هذا كان النظام قد تبرع إلى المواطن الفلسطيني (محمد الدّرة) وعائلته بشدات الدولارات تثميناً لدوره البطولي في الإختباء خلف جدار وصدّه لإطلاقات العدو الأسرائيلي!.
لاادري لماذا تذكرت وأنا أقرأ وأسمع مقررات مجلس وزرائنا بمنح الفلسطينيين مبلغ (7,5) مليار دينار تلك الأحداث المريرة التي عشناها في ذلك الزمن ربما لأن الواقع بين الماضي والحاضر متشابه أو قد عشنا أو نعيش الآن في وجهان لصورة واحدة.
حكومة الرئيس تمنح العطايا لأخواننا الفلسطينيين وتنسى أن شعبها أنهكه الغلاء والوباء والبطالة. حكومتنا تمنح الخير للغير وتتناسى أن هذا الخير هو من حق المواطن.
لم يعد الأغلب من الشعب يتذكر تلك الأحداث في ذلك الزمن الغابر لكن ماحدث ويحدث في حاضرنا يؤكد اننا لم نغادر حقد السلطة على الشعب ومازال العابثون والمتسلطون والمتحكمون بحياتنا وآمالنا يعبثون كما يشاؤون بثرواتنا واموالنا دون حسيب أو رقيب، ومازال صِبية السياسة عندنا يتسلّون بأوجاعنا وآهاتنا.
نفس الوجوه والأقنعة لم يتغير فيهم أي شيء سوى الأسماء والمسميات، شعب كان دائماً عنوان حياته الصبر وإنتظار الفرج من السماء ويبدو أن حتى حلول السماء باتت بعيدة المنال عن قومٍ غافلين.
0 تعليقات
إرسال تعليق