بقلم إبراهيم المحجوب

رغم ان مقالاتي الادبية منها او السياسية او العامة لا تستغرق كتاباتها عندي الا بعض الوقت لان فكرة الموضوع موجودة واحداثها آنية كانت ام من الماضي فصياغة مفرداتها تكون دوما جاهزة في مخيلة الكاتب...
ولكنني اليوم وبكل صراحة وقفت كل رجفات قلمي امام هذا التاريخ الطويل والجبل العالي الأشم.. امام جيش الاشاوس... وما ادراك ما جيش الاشاوس.. فتلك ساحاتك يافلسطين قد سجيناها بدماء عراقية طاهره وانت ياجولان سوريا تتذكرين الدبابة العراقية ومن فيها وهم يرفعون الاعلام ترفرف هناك...
اليوم يصادف عيدكم يامن رفعتم رؤوس أهلكم وبلدكم عالياً. يصادف عيدكم وانا اتذكر معكم الكلية العسكرية مصنع الابطال.واتذكر تدريباتكم القاسية جدا وانتم في زهرة شبابكم  تتعلمون مع دروسكم العلمية درس الصبر ودرس الشجاعة ودرس التحمل على كل صعاب الحياة..اتذكر يوم الخميس ونهاية دوامه وانتم تتجهون صوب سيارة المنشاة العسكرية لتصلون الى اهلكم كلا حسب مسافة طريقه. وشوقكم لأمهاتكم لا يوصف وعيونكم تسبق خطواتكم لاستقبال اهلكم ومحبيكم وكلكم مشاعر محبة وعنفوان وزهو كبير. لتتخرجوا بعدها ضباط برتبكم المعهودة ملوكاً بضبطكم وربطكم العسكري. وتبدا مسيرتكم القيادية من أمرة الفصيل والسرية الى الفوج واللواء الى قيادة الفرقة او الفيلق. وهنا لابد لي ان اذكر الكليات العسكرية الاخرى مثل كلية القوة الجوية وابطالها صقور الجو وكلية القوة البحرية وابطالها رجال البحر الشجعان وكلية طيران الجيش وابطالها فرسان السمتيات والكليات والمعاهد الرديفة الاخرى.... واتذكر كلية الاركان مصنع الشهادات ولقب الاركان ودورها برفد كل اصناف الجيش بقادة المستقبل ومنحهم لقب شهادة الماجستير في العلوم العسكرية كلا حسب اختصاصه..
لأنتقل بكم مع ذاكرة الكاتب الى معسكرات التدريب وهي تستقبل الالاف من اخوانك الشباب لتدريبهم وتجهيزيهم ليكونوا رجالاً يحملون صفة الرجولة بخشونتها وصبرها... رجال يحملون معهم معاني التاريخ ويلبسون من ملبس الزهد والخشونة متمثلة بحذاء طويل وقاسي وبفضل ارجلكم الكريمة عرف العالم اجمعه ماهو(( البسطال)) وبفضل حزامكم الرجولي عرفت كل جيوش العالم معنى النطاق واصبح اسم اكلكم المفضل بكلمة(( القصعة)) يعرفه كل ابناء العالم بشقيهما المدني والعسكري. لقد تعلمنا منكم ومن تاريخكم الحافل بالانتصارات ان المعسكر بيت التدريب والضبط العسكري.
تذكرت اليوم في مقالتي البسيطة هذه بحق ورقة من اوراق سجلكم الطويل جثث الشهداء وهي ملفوفة في العلم العراقي والتي سالت دمائها دفاعا عنك ياعراق الرافدين.. ياعراق الحضارات ومنارة العلم....
تذكرت اخوانكم اليوم الذين هم امتداد لمسيرتكم العسكرية ويحملون نفس نهجكم العسكري وهم يقفون في البراري والبادية  وهم يتحملون برد الصحراء وحرارة الصيف ليدفعوا عن بلدنا شرور الاعداء...
وبغض النظر عن سياسة  الانظمة السياسية للحكومات ونهجها القيادي ملكيا كان ام جمهورياً بملوكها ورؤسائها تبقون ايها البواسل تاج فوق رؤوسنا جميعا ينظر لكم كبيرنا كسند لحمايته هو وعائلته.. وينظر لكم الصغير وهو يتأمل ان يكبر ليكون واحد مثلكم...
هذه صفحة واحدة من ذاكرتي من سجلات عمرها مئة وعام واحد.. سجلات كتب على مجلداتها تاريخ الجيش العراقي الباسل..... ويشهد الله ان مقالتي هذه اختلطت فيها دموعي مع كلماتي...
فكل عام وانتم بألف الف خير وانتم تدافعون عن السلام في بلدكم... كل عام وانتم بألف خير وانتم تملؤون معسكراتكم المحبة والطمأنينة للشعب العراقي... وكل عام وانتم بألف الف خير ايها المتقاعدون من الضباط والمراتب من افراد الجيش العراقي الواحد بكل معانيه ومسمياته.. وانتم تجلسون بين عوائلكم ملتفون حولكم على مدفأة الشتاء وانتم تحكون لهم قصص الشجاعة والبطولة عن تاريخ جبل عالي اسمه تاريخ الجيش العراقي المجيد.....