حفلات التكريم التي انتشرت وبصورة كبيرة جدا في مجتمعنا العراقي من قبل منظمات ومؤسسات حكومية وغير حكومية لابد أن يكون لها أسس ومعايير، يتم من خلالها هذا التكريم، ولكن للأسف نلاحظ أن الكثير والغالب الذي يحدث هو العكس تماما، حيث يتم التكريم من خلال محسوبيات ومصالح شخصية ومجاملات ونفاق.
نلاحظ اليوم في مجتمعنا العراقي انتشار ظاهرة التكريم يدعمها نوع من التكالب على التكريم في معظم ميادين العمل والابداع المختلفة، الحكومية منها أو الأهلية منظمات المجتمع المدني الاتحادات المؤسسات النقابات الى درجة انعدام المقاييس الصحيحة لهذا الاجراء، ويعزو المختصون بدراسة المجتمع وعلم النفس، هذه الظاهرة الى الاوضاع التي كان يعيشها العراقيون في ظل الانظمة التي أهملت الكفاءات، وحصرتها بمن يؤيد النظام السياسي ويثبت ولاءه له، لذلك بات الجميع يتطلعون الى الاطراء والتشجيع تعوضا عن الاهمال السابق الذي تعرضوا له.
كثرة المؤسسات والمنظمات والدوائر التي اخذت على عاتقها نشر ظاهرة التكريم إلا أن هناك بعض الشوائب التي رافقت هذه الظاهرة في وضع المعايير الخاطئة للتكريم وحصرها بمؤيديها فقط، او بأصحاب المناصب العليا من المسؤولين
لقد اخذت ظاهرة التكريم في مجتمعنا مناحي أخرى وأصبح يكرم فيها الذي يستاهل والذي لا يستاهل فمن غير الطبيعي أن تكرم المؤسسات والمنظمات مسؤول او شخص له انجازات علمية او انسانية في نهاية مشواره العملي ومعظم سنين عمله يتخللها الغياب والتأخير والتقصير ونسيان الاغلبية المستحقة لنأتي بعد ذلك نهاية لحفل تكريم يتقدمها اشخاص لايستحقون هذا التكريم واصلا هم خارج اطار،شعار الاحتفالية ، وتزداد المأساة حينما ينبري الحاضرون أمام الميكروفون وشهوة الميكروفون للتحدث عن هؤلاء بكلمات مبالغ فيها ويتحدثون عنهم وكأنهم أسطورة لن تتكرر من قبل وهذا عيب في حق التكريم نفسه، وحق من نظمه وكذلك الحضور.
ومما يزيد الطين بلة في كشف زيف هكذا تكريم وجعله خاليا من التأثير الفعلي، عندما يكون صادرا من جهة لا تملك تاريخا وطنيا او انسانيا ولا حتى تجربة مقبولة في الأداء والتقييم، تؤهلها لعمل حفل تكريم لأشخاص غير معروفين وليس لديهم أي نشاط يمكن أن يتم تكريمهم عليه، سوى أن لهم ارتباطات ومصالح وعلاقات شخصية مع منظمي الحفل أو اصحاب العلاقة، في حين يغيب عن التكريم أو يغيّب شخصيات ربما كان لها تأثير وعمق في عملها الاجتماعي والوطني وتاريخها والانساني وتجربتها ورصيدها يشهد لها على ذلك، وقدمت للوطن وللمجتمع أكثر من أولئك عابري حفلات التكريم. فالتكريم يجب أن يكون للجديرين حقا عطاء وبذلا أداء وتعاملا انضباطا وتفاعلا. أما من كان تاريخهم العملي لا يحظى بالعطاء ولا بتقدير الناس فهذا إهدار للتكريم فكم من شخص كرم وهو لا يستحق. وكم ممن لم يكرم وهو يستحق والشيء الغريب أن بعض المكرمين الذين لا يستحقون التكريم يتدخلون حتى في برنامج التكريم ويضعون شروطا لمجريات حفل التكريم ولا تستبعد أن يطلبوا من المنظمين تأليف كتاب عنهم وعن تاريخهم العملي رغم أن ذلك التاريخ لا يشفع لهم أن يحظوا ولو بخطاب شكر.
يأتي التكريم عادة لقاء عطاء مميز أو جهود حقيقية بذلت في مجال ما أو إنجاز ملفت للنظر لصاحب سيرة ومسيرة تستحق التكريم فعليا .. فتكريم أي شخص لا يمكن لأحد أن يعترض عليه بل وتشكر عليه الجهة التي أعدت له وقامت به، لكن من الضروري أن تكون هذه الجهة المكرٍمة اختارت مُكرميها ضمن مقاييس وضوابط تمت على أساسها الاختيار.
والشيء الرائع أن من يستحقون التكريم حقا ولهم تاريخ مشرف يرفضون التكريم ويرون أنهم لم يقدموا شيئا يستحق التكريم بالرغم أنهم الأجدر والأحق من غيرهم.. ولكنهم يأبون ذلك ويحتسبون الأجر من الله متكئين على تاريخهم المضيء والمطرز بالإبداع والتألق ورضا الناس عنهم ودعواتهم لهم.
فدعونا [نقنن] التكريم اي نضع له قانون ولا نمنحه إلا من يستحق والذين حققوا إنجازات تميزهم عن الآخرين وذلك حتى لا يفقد التكريم هيبته.. وهنا نؤكد بالذات على المؤسسات واامنظمات وغيرها أن لا تكرم إلا من يستحق ذلك حتى لا تفقد هيبتها، ويفقد التكريم هيبته..اليوم وفي وقتنا الحاضر يجري اغفال تكريم من لهم بصمات في التاريخ الوطني والسياسي والانساني وحتى الإعلامي والاجتماعي على مستوى الوطن .ويكرم آخرون ممن ليس لهم أي سجل يذكر .أنا هنا لا أعني أبدا أنني ضد أي أحد تم أو سيتم تكريمه، بقدر ما يهمني في الموضوع احترام جهة التكريم لنفسها من خلال وجود أسس حقيقية بنت عليها نتائج اختيارها للتكريم .. وبحيث تكون هذه النتائج مقنعة للآخرين .
لقد اصبحت موضة حفلات ومهرجانات التكريم مدعاة للسخرية والابتذال، ولم يعد لها أي هدف يذكر، بمعنى آخر تكريم في غير محله، بحيث يُكرم في معظم الأحيان من لا يستحق التكريم، فيما يبقى المستحقون له منسيين قصدا لا بل ومبعدين عنه غيرة وحسد.
بصفة عامة يا ترى ما فائدة التكريم عندما لا يكون أكثر من إسقاط واجب أو عندما يأتي بعد الوفاة.
واخيرا الدولة التي تقودها أنظمة فردية ومؤسسات تابعه لاحزاب والعكس صحيح تنحسر فرص التكريم فيها ويقل عدد الموهوبين والمبدعين وتضمحل الكفاءات مقابل ازدهار التملق وتغييب قاعدة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وفي ظل أنظمة سياسية وهذه يشعر الشعب بحالة من التحقير والإهمال وغالبا ما تطوله الإهانة بسبب الاهمال الذي يتعرض له المبدعون والموهوبون.
ربما يؤاخذ الإنسان أحيانا على الصمت أمام تصرفات الآخرين المجانبة للصواب، ولهذا رأيت أن المناصحة أسلوب الأتقياء، ومشاركتي هذه هي حول الطريق الشائك الذي سلكه كثير من الناس ويقصد من ورائه الرياء والشهرة.
نلاحظ اليوم في مجتمعنا العراقي انتشار ظاهرة التكريم يدعمها نوع من التكالب على التكريم في معظم ميادين العمل والابداع المختلفة، الحكومية منها أو الأهلية منظمات المجتمع المدني الاتحادات المؤسسات النقابات الى درجة انعدام المقاييس الصحيحة لهذا الاجراء، ويعزو المختصون بدراسة المجتمع وعلم النفس، هذه الظاهرة الى الاوضاع التي كان يعيشها العراقيون في ظل الانظمة التي أهملت الكفاءات، وحصرتها بمن يؤيد النظام السياسي ويثبت ولاءه له، لذلك بات الجميع يتطلعون الى الاطراء والتشجيع تعوضا عن الاهمال السابق الذي تعرضوا له.
كثرة المؤسسات والمنظمات والدوائر التي اخذت على عاتقها نشر ظاهرة التكريم إلا أن هناك بعض الشوائب التي رافقت هذه الظاهرة في وضع المعايير الخاطئة للتكريم وحصرها بمؤيديها فقط، او بأصحاب المناصب العليا من المسؤولين
لقد اخذت ظاهرة التكريم في مجتمعنا مناحي أخرى وأصبح يكرم فيها الذي يستاهل والذي لا يستاهل فمن غير الطبيعي أن تكرم المؤسسات والمنظمات مسؤول او شخص له انجازات علمية او انسانية في نهاية مشواره العملي ومعظم سنين عمله يتخللها الغياب والتأخير والتقصير ونسيان الاغلبية المستحقة لنأتي بعد ذلك نهاية لحفل تكريم يتقدمها اشخاص لايستحقون هذا التكريم واصلا هم خارج اطار،شعار الاحتفالية ، وتزداد المأساة حينما ينبري الحاضرون أمام الميكروفون وشهوة الميكروفون للتحدث عن هؤلاء بكلمات مبالغ فيها ويتحدثون عنهم وكأنهم أسطورة لن تتكرر من قبل وهذا عيب في حق التكريم نفسه، وحق من نظمه وكذلك الحضور.
ومما يزيد الطين بلة في كشف زيف هكذا تكريم وجعله خاليا من التأثير الفعلي، عندما يكون صادرا من جهة لا تملك تاريخا وطنيا او انسانيا ولا حتى تجربة مقبولة في الأداء والتقييم، تؤهلها لعمل حفل تكريم لأشخاص غير معروفين وليس لديهم أي نشاط يمكن أن يتم تكريمهم عليه، سوى أن لهم ارتباطات ومصالح وعلاقات شخصية مع منظمي الحفل أو اصحاب العلاقة، في حين يغيب عن التكريم أو يغيّب شخصيات ربما كان لها تأثير وعمق في عملها الاجتماعي والوطني وتاريخها والانساني وتجربتها ورصيدها يشهد لها على ذلك، وقدمت للوطن وللمجتمع أكثر من أولئك عابري حفلات التكريم. فالتكريم يجب أن يكون للجديرين حقا عطاء وبذلا أداء وتعاملا انضباطا وتفاعلا. أما من كان تاريخهم العملي لا يحظى بالعطاء ولا بتقدير الناس فهذا إهدار للتكريم فكم من شخص كرم وهو لا يستحق. وكم ممن لم يكرم وهو يستحق والشيء الغريب أن بعض المكرمين الذين لا يستحقون التكريم يتدخلون حتى في برنامج التكريم ويضعون شروطا لمجريات حفل التكريم ولا تستبعد أن يطلبوا من المنظمين تأليف كتاب عنهم وعن تاريخهم العملي رغم أن ذلك التاريخ لا يشفع لهم أن يحظوا ولو بخطاب شكر.
يأتي التكريم عادة لقاء عطاء مميز أو جهود حقيقية بذلت في مجال ما أو إنجاز ملفت للنظر لصاحب سيرة ومسيرة تستحق التكريم فعليا .. فتكريم أي شخص لا يمكن لأحد أن يعترض عليه بل وتشكر عليه الجهة التي أعدت له وقامت به، لكن من الضروري أن تكون هذه الجهة المكرٍمة اختارت مُكرميها ضمن مقاييس وضوابط تمت على أساسها الاختيار.
والشيء الرائع أن من يستحقون التكريم حقا ولهم تاريخ مشرف يرفضون التكريم ويرون أنهم لم يقدموا شيئا يستحق التكريم بالرغم أنهم الأجدر والأحق من غيرهم.. ولكنهم يأبون ذلك ويحتسبون الأجر من الله متكئين على تاريخهم المضيء والمطرز بالإبداع والتألق ورضا الناس عنهم ودعواتهم لهم.
فدعونا [نقنن] التكريم اي نضع له قانون ولا نمنحه إلا من يستحق والذين حققوا إنجازات تميزهم عن الآخرين وذلك حتى لا يفقد التكريم هيبته.. وهنا نؤكد بالذات على المؤسسات واامنظمات وغيرها أن لا تكرم إلا من يستحق ذلك حتى لا تفقد هيبتها، ويفقد التكريم هيبته..اليوم وفي وقتنا الحاضر يجري اغفال تكريم من لهم بصمات في التاريخ الوطني والسياسي والانساني وحتى الإعلامي والاجتماعي على مستوى الوطن .ويكرم آخرون ممن ليس لهم أي سجل يذكر .أنا هنا لا أعني أبدا أنني ضد أي أحد تم أو سيتم تكريمه، بقدر ما يهمني في الموضوع احترام جهة التكريم لنفسها من خلال وجود أسس حقيقية بنت عليها نتائج اختيارها للتكريم .. وبحيث تكون هذه النتائج مقنعة للآخرين .
لقد اصبحت موضة حفلات ومهرجانات التكريم مدعاة للسخرية والابتذال، ولم يعد لها أي هدف يذكر، بمعنى آخر تكريم في غير محله، بحيث يُكرم في معظم الأحيان من لا يستحق التكريم، فيما يبقى المستحقون له منسيين قصدا لا بل ومبعدين عنه غيرة وحسد.
بصفة عامة يا ترى ما فائدة التكريم عندما لا يكون أكثر من إسقاط واجب أو عندما يأتي بعد الوفاة.
واخيرا الدولة التي تقودها أنظمة فردية ومؤسسات تابعه لاحزاب والعكس صحيح تنحسر فرص التكريم فيها ويقل عدد الموهوبين والمبدعين وتضمحل الكفاءات مقابل ازدهار التملق وتغييب قاعدة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وفي ظل أنظمة سياسية وهذه يشعر الشعب بحالة من التحقير والإهمال وغالبا ما تطوله الإهانة بسبب الاهمال الذي يتعرض له المبدعون والموهوبون.
ربما يؤاخذ الإنسان أحيانا على الصمت أمام تصرفات الآخرين المجانبة للصواب، ولهذا رأيت أن المناصحة أسلوب الأتقياء، ومشاركتي هذه هي حول الطريق الشائك الذي سلكه كثير من الناس ويقصد من ورائه الرياء والشهرة.
0 تعليقات
إرسال تعليق