بقلم إبراهيم المحجوب

 

يصادف الثامن من آذار من كل عام احتفالا خاصاً مميزا هو عيد المرأة وهو اليوم الدولي للمرأة أو اليوم العالمي للمرأة وهو اليوم الذي اقرته هيئة الامم المتحدة ضمن المناسبات العالمية ويكون فيه  احتفال عالمي خاص كل عام ويقام للمحبة والتقدير للمرأة لإنجازاتها الاقتصادية  ومشاركتها العملية السياسية في بعض الدول وفي اغلب الدول الاشتراكية  كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على عطلة واستراحة في هذا اليوم.

ونحن أبناء الشعب العراقي اذ نحتفل في هذا اليوم لابد لنا ان نراجع حساباتنا ونستذكر المواقف الانسانية لأمهاتنا واخواتنا وشريكات حياتنا وبناتنا وهن يقدمن العطاء تلو العطاء من اجل مساندة الرجل والوقوف الى جانبه في اصعب واهلك الظروف.... 

لقد قدمت الامهات العراقيات فلذات اكبادهن للدفاع عن تراب الوطن العزيز وعن مبادئه وقيمه الانسانية فمنهم من نال الشهادة بشرف كونه قد رضع من حليب طاهر ومنهم من اصيب اصابة بالغة وكتب الله لأبنائهن الباقين السلامة ومازالت مستمرة هذه الام العراقية في عطاياها التي تعطيها الى وطنها واهلها بلا منة او مقابل... 

ان المرأة العراقية امرأة حديدية الثوابت رحيمة وطيبة القلب عطوفة المشاعر خدومة لأهلها وبيتها مطيعة لزوجها يغلبها الحياء في اتخاذ اي قرار تجاه اخيها وابيها كونها تعلمت في مضارب الفرسان واستفادت من تجارب الحياة  . ومازالت تضحي رغم معاناتها مع الزمن وظلمه لها فالمرأة العراقية لحقها الحيف والظلم في كل مراحل الحياة كونها تنتمي الى عوائل متماسكة وهذا يتطلب التضحية من الجميع والمحافظة على مثل هكذا موروث اجتماعي عكس ما موجود في بلدان اخرى من تفكك اسري وتباعد في صلة الارحام  وعدم سماع البنت كلام الام او الاخت الكبيرة.. لقد حافظت مجتمعاتنا رغم وجود التعصب القبلي على حقوق المرأة وان جميع الكتب السماوية ونصوصها اعطت حقوق المرأة اسوة بأخيها الرجل.. ان عالمنا العربي اليوم يشهد نهضة ثقافية علمية وصناعية كبيرة جدا تشارك فيه المرأة كعنصر اساسي في كل مكونات الحياة ولم تجد اي جانب وظيفي او اقتصادي الا وجدت المرأة لها حصة كبيرة في ذلك وعلى سبيل المثال مجالات التعليم بكل مراحله فنجد المعلمات جنبا الى جنب مع الرجل والمعاهد والكليات نجد الاكاديميات من النساء وهن يقومن بالتدريس الجامعي   والقطاع الصحي ايضاً  ومساهمة المرأة فيه كطبيبة وصيدلانيه وممرضة وهن يعالجن مرضاهن بنفس الامومة وملائكة الرحمة.. وليس بجديد في القطاع الصناعي وهي تدير دفة المعامل بصفتها مهندسة او موظفة ادارية او عاملة جنبا الى جنب مع اخوها  الرجل.. وهكذا بقية القطاعات فنجدها في الزراعة فلاحة مميزة ومع رجال القانون كقاضية ومحامية وقانونية او كاتبة عدول ومع كل هذه الوظائف نجدها دوماً ربة اسرة ومديرة منزل ناجحة... فالف تهنئة والف تحية للمرأة في العالم عموما وللمرأة العراقية البطلة المضحية خصوصا والى اعياد وافراح ومسرات دوماً ان شاء الله.....