بقلم/حسن راسم محمد
"تعمل جميع دول العالم على مواكبة التقدم في تقديم الخدمات الى جميع مواطنيها الذين يقطنون أرضها فتعمل جاهدة وتكون ذو سعي حثيث من اجل ان ينعم وأن يلمس مواطنيها الخدمات بأم اعينهم وايديهم ويلمسونها على أرض الواقع وذالك بأعتبار الدولة هي الراع وهي المسؤولة الاولى والأخيرة في تقديم كل ما يحتاجه المواطن من خدمات منوعة من خدمات التعليم والصحة والكهرباء والماء الصالح الشرب وغيرها من القطاعات الحيوية التي يحتاجها المواطنون في حياتهم اليومية،وعلى الجانب الآخر تتقاعس دول معينة وتهمل هذه الجوانب بصورة تجعل المواطن يشعر بالنقص الدائم لهذه الخدمات التي يريدها ويحتاجها بصورة غير منقطعة سواء كانت يومية او شهرية او غير ذالك، ومن هذه الخدمات المهمة والمهملة والتي ساتكلم عنها بصورة جوهرية بأذن الله هي خدمة الصحة وأوجه التمايز في تقديم الخدمات مابين بعض المستشفيات الحكومية والمستشفيات الأهلية"
المستشفيات الحكومية والخدمات المقدمة
"لا يخفى على المواطن وهذا ما يلمسه ويشاهده كل من دخل بعض المستشفيات الحكومية من سوء وتردي وهزالة الخدمات المقدمة للمريض في هذه الإبنية الطبية فبعض المستشفيات الحكومية عندما تنظر وتبحث عن ما يوجد فيها تجد بأن مرافقها وأقسامها مصابة بالشلل والانحدار والتهدم سواء كان الامر على مستوى البنى التحتية او على مستوى الأدوية المقدمة للمرضى الراقدين في هذه المستشفيات،
حيث إن اغلب هذه المستشفيات الحكومية تخلو من الاجهزة الحديثة والتي تعمل على تشخيص الامراض المزمنة والخطيرة والتي لها دور بارز في إعطاء القراءة المهمة والتفصيلية الى الطبيب المعالج والذي على ضوئها يقرر ما يحتاجه المريض من علاج سواء كان ذالك دواء او تداخلا جراحيا او غيرها من الامور التي يعرفها الطبيب من خلال قرائته وتفحصه لهذه القراءات المهمة، وعندما تدخل هذه المستشفيات تجد بأن أغلبها إما غير متوفر فيها هذه الأجهزة او أجهزتها متهالكة وغير متطورة أو غير رصينة وغير كفوئة في العمل وبعضها مصاب بالعطل أو أنها لا تعمل بالشكل الصحيح نتيجة العمل المكثف عليها او أن الصيانة لها غير متوفرة لدواعي كثيرة،
ومن ناحية وزاوية أخرى هناك معاناة أخرى تضاف الى هذه السلبيات وهي معاناة صعبة جدا وتكون ذو عبئ نفسي ومادي كبير على المريض وخصوصا أصحاب الدخل المحدد الا وهي مسألة نقص الأدوية المهمة ذات الاثمان المتوسطة او العالية والتي لا تتوفر في بعض هذه المستشفيات فعندما يدخلها اغلب اصحاب الامراض المزمنة والخطرة احيانا تجد بأن الأدوية لهذه الأمراض هي أدوية غير متوفرة ولا توجد بحجة أنها أدوية باهضة الثمن لا يمكن استيرادها أو ان بعض هذه الأدوية مستوردة من مناشئ ليست عالمية وليست معروفة في مجال شركات الأدوية الرصينة صاحبة الاسم اللامع والجودة العالية في التصنيع مما يضطر الطبيب المعالج الى صرف الأدوية التي تتوفر خارج المستشفى والتي تكون أثمانها غالية على هولاء المرضى الذين ليس لهم حول ولا قوة الا بالله بسبب ضعف حالهم مما يضطرون الى أخذها وهم في أوج الحاجة اليها من خارج المستشفيات،
ومن زاوية التعامل مع المريض ومما يلاحظ احيانا من بعض الكوادر الطبية في تعاملهم تجد بأن تعاملهم ليس فيه اي أنسانية او رحمة وسلوكا لا يمت الى هذه المهنة الانسانية وأخلاقياتها والتي جوهرها هي إنقاذ الإنسان وفعل جميع الاسباب والطرق التي من شأنها ان تنقذ حياته وتعبر به الى بر الامان والصحة سواء كان سلوكا فعليا او قوليا فتجد بأن هناك غلظة وشدة كبيرة في التعامل مع بعض المرضى الراقدين في هذه المستشفيات وأهمالا واضحا وملموسا من بعض هولاء الكوادر وهذا كله ينافي هدف هذه المهنة التي تعلوا وتسموا في اغلب البلدان الغربية ثم تدنأ وتدنأ في بعض البلدان العربية صاحبة الثروات الكبيرة والميزانيات الطائلة والخيرات الواسعة التي لا تعد ولا تحصى"
المستشفيات الاهلية والخدمات التي تقدمها
"إن الأمر والأسلوب والخدمات التي تقدم في هذه الابنية وفي هذه المستشفيات هي مغايرة ومختلفة تماما عن سابقتها في المستشفيات الحكومية،بدئا نتكلم عن موضوع البنى التحتية حيث تجد بأن هذه الابنية قد تم بنائها وصف المقاييس الهندسية وحسب المواصفات الكبيرة بحيث تجعل كل من يدخلها ينبهر بجمال غرفها وتصاميمها واشكالها المعمارية فالبناء قد تم تأسيسه وفق الشروط المميزة ووفق الخرائط الحديثة المنتشرة في ارجاء معظم البلدان، اضافة الى الخدمات الأخرى الموضوعة في هذه المستشفيات من كل شيء بحيث يجعل المريض والكادر المرافق له يشعر بالارتياح والامان ولكن هذا الامر لا يأتي على حسن النية او المحبة بل بكل خطوة ثمن يجب تقديمه جراء هذه الخدمة الموضوعة لهم،
ومن ناحية أخرى نتكلم عن شق مهم جدا الا وهو الاسلوب الذي يتعامل به كل من في داخل هذه البناية انطلاقا من المستقبلين المتواجدين في بداية المستشفى الى الكوادر الطبية الى ابسط انسان متواجد داخل هذا الصرح حيث تجد بأن الاسلوب والسلوك كله مشحون بالايجابية ومشحون بالطاقة والتحفيز الى المريض ومن يرافقه والمريض اذا حدث له أبسط تأثير جراء العملية او غيرها من الآثار التي تحدث تجد بأن الكوادر كلها تنقلب عليه وتحاول ان تجد العلة وتقدم له مافي وسعها من اجل ان لا يشعر بأي إرهاق او مضاعفات نتيجة ذالك،حيث الاهتمام الذي يلاقيه المريض لن تجد له اي مثيل في اغلب المستشفيات الحكومية ولن تجد له منازع وفي كافة الجوانب وكافة الخدمات المقدمة ولكن هل هذا الامر هو حبا او إنسانية او عطفا ?? أنه ببساطة ليس الامر كذالك وكما اسلفنا بان الامر عبارة عن تجارة رابحة تقدم عروض مميزة لك تجذب الأنظار لها"
"إن مسالة الصحة والمؤسسات الصحية هي من اهم الامور التي تركز عليها الدول وذالك لأهميتها البالغة ولحاجة جميع الافراد الى هذا الامر فتجد بأن الدول تقوم في كل سنة بتخصيص جزء غير قليل من اموال ميزانياتها الى قطاع الصحة إيمانا منها بأن الانسان يجب أن يلاقي الرعاية الصحية الكاملة ويلاقي جميع الادوية التي من شأنها ان تداوي ما يصابون به من امراض تختلف درجة شدتها وخطورتها،وهذه الدول تعتمد في ذالك على شيء أسمه نظام التأمين الصحي وهو نظام يحمي الانسان ويقدم له كل الخدمات الصحية جراء جزء من المال يدفعه الى الدولة صاحبة الشأن الاكبر في ذالك ومن شأن ذالك ان يحد من ظاهرة الاستغلال الكبير الذي تمارسه بعض الكوادر الطبية خارج اروقة هذه الابنية،فالدول المتقدمة تعمل دوما على هذا النظام الذي من شأنه ان يوفر للانسان ما يريده من الدواء والذي يكون بعضه يباع بمبالغ ثمينة جدا لا يستطيع الانسان العادي والبسيط بشرائه،
إن المشاكل التي تواجهها بعض المستشفيات الحكومية في بعض البلدان لهي مشاكل كبيرة جدا ومتراكمة تحتاج الى عملية إصلاحية تنقذها وتنتشلها من من وضعها المزري وهذا الوضع الذي لا يطمئن اي مواطن بسيط فالخدمات بجميع صنوفها هي خدمات متردية وغير مجدية ولا تصب في مصلحة المواطن وذالك للمشاكل الكبيرة الذي تشهدها هذه المؤسسات من الدواء الى الاجهزة الى الكوادر الطبية والى كل شيء،
وعلى الدولة الراعية للمواطن ان تفكر وتعي جيدا بأن مسالة المستشفيات الاهلية تزيد من كاهل المواطن وتزيد من إعبائاته المادية والنفسية لذالك وجب عليها ان تقوم بتطوير المستشفيات الحكومية وتوفر فيها كل ما هو موجود في المستشفيات الاهلية فهذا واجبها الاخلاقي والقانوني تجاه مواطنيها الذين انتخبوها وجعلوها تمثلهم في قمة وهرم السلطة والقرار"
0 تعليقات
إرسال تعليق