نوار الزبيدي
كم تمر على الأنسان لحظات فرح ومسرات، كالخطوبة والزواج، كوصول مسافر طال غيابه، كشراء شيء ثمين طال الصبر عليه حتى صار بين اليدين، وغيرها الكثير من الافراح والمسرات ...ولكن كانت وستبقى لذة وسعادة النجاح ...غير ... حقيقة غير ... لها طعم مختلف ولها شعور سام ولها احاسيس لا استطيع ان اعبر عنها ، ولكن كل ما يمكنني ان اكتبه هو انني وحينما كنت اتجاوز مرحلة ما من حياتي وامسك (مادياً او معنوياً) ثمرة ذلك النجاح تغمرني سعادة ليس كمثلها سعادة وفرح ليس يعادله شيء واتذكر هنا كلمات للمرحوم عبدالحليم حافظ ( ما لقيت فرحان بالدنيا زي الفرحان بنجاحه )
اذن فالفرح بعد النجاح حق مشروع بل طبيعي وطبيعي جدا بعد ان يذوق ثمرة ذلك التعب وتجاوز تلك الصعوبات والمشقات ولكن وتحت كلمة لكن خطين او ثلاث ... وانا أرى حفلات تخرج البعض (وهنا لا اقصد احد بعينه) أرى ان (بعض) تلك الحفلات صارت عبارة عن حفلات مبتذلة ، بل هابطة ، لا تمثل المستوى العلمي الذي قد وصل اليه الخريج او الخريجة ، لا تمثل الصرح العلمي الذي احتضنهم ومنحهم تلك الشهادة ، طغت تلك الحفلات وتمردت على كينونتها وأصبحت لا تليق بمن يكون ضمن تلك الدائرة وذلك المحيط المعنوي والنطاق ، من ملابس ورقصات واغان وحركات ثملة وطقوس غريبة ، وسؤالي هنا كيف كانت يا ترى حفلات تخرج الأكبر سنا من الاربعينات وحتى التسعينات من القرن الماضي ؟ كيف كانت يا ترى؟
يحق للناجح والخريج الفرح الغامر ولكن ليس كما نشاهد.. وهذا الكلام لا اقصد به الجميع بل البعض كون هنالك حفلات تخرج رائعة بل أكثر من رائعة من إدارة وترتيب وتنسيق وكل مظاهر الفرح بالتخرج ضمن الحدود وآداب السلوك والذوق العام. فهي والأخيرة أعني لا تسيء للخريج والخريجة ولا الى الصرح العلمي ولا الى الشهادة العلمية الطاهرة.
اذن هي دعوة مني لأصحاب الشأن في ذلك من القائمين على الصروح العلمية أينما كانت واينما كانوا ...دعوة للإعلام ...دعوة للمثقفين.. ولكل صاحب صوت ...دعوة مفتوحة لان يكون للموضوع صوت وصدى الذي قد اخذ أكبر من حجمه وسار على مسار غير مساره وطريق غير طريقه ولا يعبر عن الفرح بل عن الابتذال والسخرية والرعونة وهي ذات الدعوة لأصحاب الشركات ذات الاختصاص من اجل ان تطرح ما لديها من منتجات تخص إدارة حفلات التخرج بتنسيق كامل من الالف الى الياء بعيداً عن هذه التشوهات البصرية (التي تصيب البصر والعين) عسى ان تقل تلك المظاهر السيئة والمشوهة في كل تفاصيلها في المؤسسات و الصروح العلمية والأكاديمية اينما كانت و التي تتكرر في كل عام قصداً او عن غير قصد (جهلاً أعني) وأتمنى ان نرى حفلات تخرج وخريجين تغمرهم السعادة والامل بغد أجمل والانتقال من المرحلة العلمية الى المرحلة العملية التي يتكللها النجاح الدائم ... ودمتم سالمين
0 تعليقات
إرسال تعليق