بقلم إبراهيم المحجوب

لم التقي بك يوما عن قرب سواء في مؤتمر عام او دعوة خاصة ولكنني منذ التغيير الذي حصل في العراق قد اضفتك الى قائمة السياسيين الديمقراطيين انت واشخاص معدودين جدا كوننا نعيش منذ حينها في وسط ثلاثة طبقات تحكم الشعب العراقي اولها تطالب دوما بكرسي الحكم وكأنه ارث سياسي لآبائهم والطبقة الثانية هم سياسيي الصدفة الذين تسلقوا بطريقة او اخرى الى الكرسي ولم يستطيعوا اثبات وجودهم كطبقة سياسية وانما موظفين من الدرجة الاولى حسب الحقوق وبدون واجبات.. والطبقة الثالثة انتم واخوانك اصحاب الجرأة والشجاعة في كل تصريحاتهم ومطالباتهم ومعك السياسي المحنك الاستاذ فائق الشيخ علي وبعض السادة المشاركين في العملية السياسية والذين لهم مواقف وطنية كثيرة حتى عندما كانوا في صفوف المعارضة.. اليوم وبعد مرور تسعة عشر عام وابناء الشعب العراقي يعيشون في وضع متذبذب جدا بين فراق الدكتاتورية وسلبياتها وايجابياتها وبين النظام الديمقراطي الذين فسره مع الاسف الشديد الكثير من الطبقة السياسية على انه ملأ  الجيوب وسرقة المال العام والضحك على الذقون تحت رقابة مسميات صنعوها لأنفسهم حتى تسمى دوائر رقابية ولكنها في الحقيقة خطوة اخرى مكملة لسياسة الاحزاب نفسها...

ولقد وصلت درجة اليأس الى اعلى مستوياتها في نفوس جميع ابناء الشعب العراقي  واليوم اي تصريح لأي مسؤول حكومي يصل آذان المواطن العراقي بأنه كاذب وذلك لعدم مصداقية السادة المسؤولين من وزراء او اعضاء في مجلس النواب لكل الحكومات السابقة المتلاحقة وتصريحاتهم التي لم يستندوا فيها الى سند قانوني او رسمي.... وكما عهدتك من قبل اعرف انك صريح وصادق وشجاع وبدون مجاملات وربما سوف اختلف مع الكثيرين في هذا الموضوع كوننا نعيش في مجتمع متعدد الأراء ويمتلك من الديمقراطية  الحديثة التي وصلت الينا قشورها فقط.. وعليه اناشدك  واتحدث معك ومع مصداقيتك وانا سمعت انك الان احد اعضاء اللجنة المالية في مجلس النواب العراقي وقد صدر منك تصريحاً مفاده بتوزيع منحة مالية لكل ابناء الشعب العراقي وخاصة الطبقات المعدومة والكسبة وذوي الدخل المحدود...

وربما ياسيادة النائب ان هناك مثل عراقي يقول

((ان الشبعان لا يعرف بالجوعان)) والكلام للطبقة السياسية جميعاً وان منحة الحكومة الاخيرة البالغة مئة الف دينار كان لها أثر ايجابي كبير في الشارع العراقي...

فكيف اذا ما وافقت الحكومة باقتراحكم الاخير وتم تشريعه في مجلس النواب ثم تقوم الحكومة بتوزيعه على الطبقات المستحقة. فانا ارى ان هذه الخطوة سوف تكون ثمرة طيبة لأبناء الشعب العراقي انتظروها تسعة عشر عام. وانكم اليوم بصفتكم عضو في مجلس النواب وشخصية سياسية مؤثرة من خلال عملكم عضوا في اللجنة المالية في مجلس النواب سوف تثبتون للعالم اجمع ان نضالكم وتضحياتكم وكل تصريحاتكم السابقة واللاحقة اثبتت وجودها في ارض الواقع...

اتمنى ان تكون كما هو عهد اخوانك الوطنيون بك وان تكون مفتاح الفرج والفرحة لكل ابناء الشعب اخوانك في الوطن من خلال المطالبة بتشريع هكذا قوانين انسانية تهم الحياة العامة لكل ابناء الشعب العراقي المغلوب على امره...

رسالتي لك هذه رهان امام كل القراء والمتابعين بانك تستطيع ان تكسب تأييد كل السادة في اللجنة المالية لإصدار مثل هذه القرارات والقوانين التي تعتبر اهم شيء في حياة المواطن العراقي. وان تكون كل تصريحاتك المستقبلية لها صدى في الواقع وتنفيذها مهم ومطلوب...

وفق الله الراعي والرعية لما فيه الخير للعباد والبلاد والله ولي التوفيق....