موفق الخطاب

اذا لم تستح فافعل ما شئت
واذا لم تستح فقل ما شئت!
فعن أي دولة يتحدث سعادتكم وأنتم تمجدون امام الحضور بتاريخ و انجازات منظمة بدر وبناءهم للدولة العصرية المزدهرة والتي شيدتها سواعد منتسبيهم في العراق المحرر من الديكتاتورية طيلة مسيرتها النضالية في حقبتي الحرب والسلم كما إستعرضتم ذلك في كلمتكم التي القيتموها احتفالا بالذكرى الحادية والاربعين لتأسيسها وبحضور أمينها العام السيد هادي العامري وجمع غفير من القيادات؟
هل سعادتكم على يقين راسخ مما تقولون؟
أم إنه البرستيج والاتكيت السياسي ولا ضير أن يخالطه بعض التدليس والنفاق  لإرضاء الحاضنة الأم وكسب ودها ولمجاملة رفاقكم في العملية السياسية من المكون السياسي الشيعي للابقاء في منصبكم الذي قد يتعرض لهزات بدأتم تتحسسوها ؟
هل يريد سعادتكم القفز فوق الحقائق على الأرض؟
 أم أنكم تريدون تغيير قناعات الشعب العراقي الذي اكتشف زيغهم وعدائهم له فلفظهم وأنتم تلمعون ؟
هل حقا أن منظمة بدر منظمة عراقية الولادة والمنشأ والاهداف والولاء لتتفاخر بها وتكيل لها هذا المديح؟؟
ربما  قد يختلط الأمر على القارئ والمتابع  العربي وتختلط عليه الأوراق لكن لا أظن ان ذلك ينطلي على كل عراقي شريف ضاق ذرعا بما قاساه منهم ومن جميع المليشيات!
هل تريد أن نذكركم بظروف تأسيسها وأين تأسست ومن هي حاضنتها ؟
فسجلها وماضيها في ايران وحاضرها في العراق أمر واضح ولا يمكن تجاهله أو محيه.
انزل ياسعادة الرئيس الى الشارع لتتأكد بنفسك وتشاهد بأم عينك آثارهم!
فهل هنالك اليوم في العراق دولة أو  مقومات دولة ليحق لك التباهي بها !
فماذا أضافته هذه المنظمة وأمينها العام للنهوض بالواقع العراقي؟
فإن كنت تردي فتلك مصيبة وإن كنت لا تردي فالمصيبة أعظم!
وأوجز لك حال العراق اليوم لأوفر عليك عناء البحث وربما المحيطون بك قد  لايصدقونك القول و لا يوصلون لك نبض الشارع.
فالدولة التي تتباهى سعادتكم بها وتدعي أن منظمة بدر قد شيدتها، وقد اوصلتها بخطبتكم الرنانة الى مصاف جمهورية افلاطون الديمقراطية الاسطورية تعاني من:
تفكك وضياع السيادة بين امريكا وتركيا وايران وجميع دول الجوار وما خلف الجوار، ولا تكاد هنالك بقعة  فيها مالم تنتهك سيادتها، فبلدك  يعاني من الفساد وتفشي المخدرات والفقر  والدمار والعنف الأسري والمغيبين والسجون السرية وأقبية التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان ، والانهيار الإقتصادي مع اعلى درجات التضخم والبطالة، والإرهاب والطائفية والسلاح المنفلت وعشرات المليشيات ومئآت الأحزاب والتكتلات التي تنهش بجسد العراق، فخيراته تنهب، وتعليمه اصابه الجهل والإنهيار وصناعته قد عطلت، وزراعته اصابها العقم، وروافده ستجف قريبا، وسدوده ستخرج من الخدمة، أما مصافيه فقد دمرت وفككت، ونفطه قد أرتهن عند الشركات لعقود قادمة!!!
هذا هو نتاج النضال من بدر والدعوة والاحزاب الاسلامية وجميع شركائكم في العملية السياسية وهذه هي دولتكم التي تليق بكم والتي تباركها لهم في يومهم العظيم!

تُذكِرني  كلمتكم بكلمة سلفكم السيد  سليم الجبوري نائب رئيس الحزب الإسلامي ورئيس مجلس النواب الأسبق  وفي نفس المناسبة قبل عدة أعوام عندما اطلق تسمية الابن البار للعراق على المجاهد هادي العامري!!!!
وكلنا يعلم ماذا فعل و فعلت منظمته في العراق عموما و في ديالى  على وجه الخصوص وفي أهله وابناء عمومته من قتل وحرق وتشريد لكنها معذرة بهرجة الحياة وسحر المنصب والكرسي تحط بالإنسان الى أدنى درجات الانحطاط و الدناءة والنذالة !
فجميعكم  معذرة من طينة  جبلت من طين آسن ولا غاربة! وكلكم  على درب الهلاك بإذن الله سائرون..

وفي الختام تستحضرني خاطرة الراحل علي الوردي رحمه الله  فقد وصف أولئك النفر أدق التوصيف عندما أورد قائلا:
(فتح الحمار مذكرات يومياته فكتب فيها :
أنا لا أعرف كم مضى من الزمن على رحيل الأسد عن غابتنا، ولكني وصلت في نهاية عمري الى قناعة راسخة لكنها قاسية و مؤلمة مفادها:
 أن ديكتاتورية الأسد أفضل لنا من حرية القردة والكلاب فهو لم يكن يستعبدنا بل كان يحمينا من القرود التي باعت ودمرت نصف الغابة من أجل الموز، والكلاب أتت على نصفها الآخر من أجل العظام!)
ومعذرة سعادة الرئيس فالأمثلة تضرب ولا تقاس..