عبد الجبار الجبوري
ألإطار التنسيقي (الشيعي)،بقيادة نوري المالكي وجماعته،يعيش أسوأ حالاته وأيامه السياسية حراجة وفوضى،وهو أمام مفترق طريقين لاثالث لهما،إما الظفر برئاسة الوزراء(بالقوة والعفترى)، وإما تخريب ملعب العملية السياسة ، وجر العراق،الى حرب طائفية،وحرب شيعية – شيعية،فبعد كل ماقام به من إستعراض العضلات ،من قصف أربيل بالصواريخ والكاتيوشا، وبيوت الاحزاب والمسؤولين ،والتظاهرات والى المحكمة الاتحادية،تدعمه بهذا كله ايران، ولم يفلح فيها، يستخدم اليوم آخر ورقة بقيّت لديّه، وهي ورقة إعادة السياسيين المطاردين من قبله الى بغداد، والتصالح معهم (ليس حباً بهم) وإنما ليضرب بهم خصومه اللدودين في (الحالف الثلاثي)، ليفلّشه ويستفرّد في تشكيّل الحكومة،هذا كل دوره الآن ،وإذا لم يحقق حلمه هذا فسيذهب الى السيناريو الحوثي الذي يلوح به دائما قادته،في المقابل تصرف التحالف الثلاثي بحكمة وهدوء وامتصاص لكل ماقام به الإطار من حماقات وبهلوانات ضد خصومه،ليثنيهم ويفشل مهمتهم في تشكيل حكومة اغلبية ، لامتلاكهم الكتلة الاكبر التي إنتخبت رئيس البرلمان،فكان ردّ الفعل لدى التحالف هادئاً وحكيماً، وخاصة السيد مسعود برازاني(قصف أربيل بالصواريخ الباليستية ،وقصف مقر الحزب الرئيسي وهدمه في بغداد، قصف اربيل بالكاتيوشا وووو)،وكذلك الحلبوسي الذي قصف بيته وهدّد شخصه، وحتى قيامه بإلقاء كلمة مديح عاصفة في ذكرى تأسيس منظمة بدر، لترضية وإستمالة خصومه في الإطار، لم تتوقف حملة التشهير والتسقيط والتهديد به، ثم جاءت زيارته لطهران ، لإبلاغ قادة ايران مايفعله الاطار ،من أعمال وأفعال ،تدخل العراق في حرب أهلية مدمّرة،مستغلاً تراخى نفوذ ايران على الميلشيات والفصائل وتقاطعها معهم،ولكن السيد مقتدى الصدر كان أذكى من الإطار وقادته، فقد أعلن مهلة الاربعين يوماً، كي يمنحهم فرصة إقناع أطراف من التحالف الثلاثي الإنضمام للإطار،لتشكيل حكومة توافقية،وهي خطوة لجر البساط ،من تحت أقدام الإåطار التنسيقي، ووضعه في زاوية حرجة ،لايخرج منها الاّ يائسأ ومحبطاً،وخائباً ايضاً،وهكذا وضعه أمام مصيره السياسي وإمتحانه ،نعم خطوة الصدر مهمة ، لفضح الإطار امام جمهوره ، وأمام الرأي العراقي العام،وخلال هذه الفترة( المهلة)، التي تشارف على الإنتهاء بعد أيام قليلة،قام الإطار بمحاولات وجولات مكوكية ، ولقاءات بروتوكولية، لإقناع أعضاء من نواب الكتل في التحالف الثلاثي، الإنضمام لهم ، فلم يحققوا هدفهم،وبقي الثلث المعطّل بيدهم ، دون إحراز تقدّم وإقناع الآخرين ببرنامجهم السياسي،حتى تفتّقت قريحتهم الخبيثة، لخلق فتنة من داخل (البيت الحلبوسي)،سمينّاها (فتنة الانبار)،وهي الورقة الوحيدة والآخيرة ،التي يظنُّ الإطارالنجاح فيها،وهي إعادة خصومهم وأعداؤهم في العملية السياسية ،المطرودين من قبل الإطار نفسه،الى خارج العراق، والمطلوبين قضائياً ،(كيدياً وعفترة)،قام نوري المالكي بترتيب (عودتهم) الى بغداد لتقديمهم الى القضاء صورياً ( بعد تطمينهم من قبل المالكي وتدخله وتوسطه في القضاء كما صرّح هو نفسه)، والهدف الرئيسي من هذا هو خلق فتنة داخل( البيت السني) في الانبار،لارغام الحلبوسي وتخويفه تقدم تنازلات للاطار والانضمام لهم، وبهذا يضربون ثلاثة عصافير بحجرواحد( الصدر + الحلبوسي+ اعودة المطرودين)فعاد رافع العيساوي وتمت تبرئته، ووصل الانبار وسط اهازيج واحتفالات، ثم بعده عاد علي الحاتم السليمان، وجرت له مراسيم استقبال تحت حماية فصائل ارسلها المالكي أوصلته الى الانبار، وتصريحات وتهديدات للشيخ على الحاتم مباشرة للحلبوسي ،وجماعته في الانبار، في إشارة ، لمرحلة مابعد العودة، لتخريب أمن وإستقرار الأنبار، وخلق بيئة قلقة ،وفوضى سياسية وعشائرية، خطّط لها المالكي، بين الحلبوسي والسليمان ،تطبيقاً لشعار(فخار يكسّر بعضه)،وهكذا يلوّح الآن المالكي والإطار لإعادة طارق الهاشمي والنجيفي،بضمانات (مالكية) في القضاء، وإطلاق سراح احمد العلواني وتبرئته بعد سنوات السجن ،وسط رفض غاضب وتهديدات مباشرة ،من هادي العامري والخزعلي واعضاء بدولة القانون والفصائل وجمهور الإطار وأحزابه، لخطوة المالكي إعادة( المجرمين والقتلة ) الى العراق،كمسرحية ،وهكذا ظنّ ويظنُّ الإطار التنسيقي، أن ورقته هذه ستربّح المليون،فهل ينجح المالكي وإطاره المنفجر والمنفلته أعصابه، من خطوة المالكي هذه، بتحقيق( الهدف الخبيث) ، إشعال حرب سنية – سنية في الانبار،بعد عودة هؤلاء، ليخلو له الجو، ويفتت كتلة الحلبوسي، والجميع يعلم أن الهدف ليس الحلبوسي وكتلته، بالدرجة الاولى ،وإنما الهدف الاكبر،هو مقتدى الصدر وتياره المعاند،والرافض لنوري المالكي ودولة القانون ،المشاركة في حكومة اغلبية وطنية لاشرقية ولاغربية،إذن محاولات ومؤامرات المالكي لجر التحالف الثلاثي وكتله الى معارك ومواجهات ،قد باءت بالفشل، وأخذ يعزف على الورقة الطائفية ، والورقة الوحيدة التي يظن انها ستحقق له مايريد،ومانراه اليوم هو اللعّب بالنار،فداعش أخذ يطلّ برأسه ،في أكثر من مكان ،ويهددّ المدن الغربية ، بعمليات نوعية، لا بل يهدد بغداد بعمليات عسكرية، تم إفشالها وإلقاء القبض على قادة داعش في الطارمية ، ونينوى والحويجة وديالى، نعم هناك خطر لداعش يظهر بقوة ،مستغلاً الصراع على السلطة في بغداد،دون ان يدرك الاطار خطر ما يفعله، ونتائج مايقوم به، خاصة ونحن في المدن الغربية ،عانينا من تصرفات وسياسة المالكي الطائفية في محافظاتنا، عندما سلمّها لداااعش الإجرامي، وبطش بأهلها، وخرّب مدنها، وقتل وهجّرأبناءها، فهل يريد أن تتكرّر السياسة الطائفية،إن زيارة الحلبوسي لطهران، لاطلاعه على سيناريو المالكي وجماعته وتحذير الجانب الايراني نتائج ومخاطر مايقوم به الإطار، من خلط الاوراق وتهديد العملية السياسية برمتها ،وجعلها في مهبّ الريح، لاسيما وهناك خطران يواجهانها ، هو الإنسداد السياسي، الذي سيولّد إنفجاراً شعبياً، وعودة ثورة تشرين التي لن تبقي لهم، موطيء قدم في السلطة، أو خطر دااعش الارهابي الذي يلوح في الافق بسبب صراعات الاحزاب وفسادها وتكالبها على الاستحواذ على السلطة ومناصبها،أما انتهاء مهلة الصدر فهي محطة فارقة ، بين زمنين، ونعتقد ستكون هناك (صرخة القائد)، التي لوّح لها تياره، بعد انتهاء مهلة الاربعين،في ضوء الهدوء الذي نراه لدي الصدر وتياره ، وهو هدوء يسبق العاصفة ، وبإختصار ، ان مهمة الإطار فشلت في اقناع كتل التحالف في الانضمام له، وصلابة التحالف الثلاثي في مواجهة الاعيب ومؤامرات وخطط الاطار وافشالها بحكمة ورويّة وصبر وضبط اعصاب، وهذا مايعزّزأن عملية تفتيت التحالف، فشلت رغم ما جرى ، وسيطول إنتظار تشكيّل حكومة أغلبية،إن لم يقم الصدربعملية جراحية قيصرية ، لقطع الطريق على الإطار ومالكه، واعلان حكومة طواريء ، تنهي الجدل البيزنطي لدى الإطار وجماعته ، بدعم وإشراف أمريكي – بريطاني محتمل ومنظور ، وهو الحلّ الأمثل لتجنيب قيام، حرب شيعية – شيعية ،أو حرب سنية – سنية،أو حرب كردية – كردية، يعمل لها الاطار التنسيقي منذ انتهاء الانتخابات ، فلمن ستكون الغلبة ،وهل سينجح الاطار في مهمته بتفكيك التحالف الثلاثي ولو بحرب متوقعة ، وإنقلاب فصائلي مسلّح ،لتنفيذ السيناريو الحوثي ضد الصدر وتحالفه ،والكاظمي وحكومته ، هذا ما ستكشفه الايام القليلة مابعد عيد الفطر المبارك ...!!!
0 تعليقات
إرسال تعليق