لمناسبة العشر الأواخر:  
              

علي الجنابي - بغداد

 
ماذا عَسَانِي!
مَاذَا عَسَايَ أنْ أنَاجِيَهُ، وذا خافقي بِآثامِ شَهوَتهِ مُضَرَّج، ولساني..
ومَاذَا عَسَانِيَ، وذاكَ طَائِري في عُنُقي، وجَنَاحَاهُ لطَرائِقي يَتَعَسَّسَانِ،
ومَاذَا عَسَانِيَ، وذانِ شَطرايَ بِشِقوَتِهما يَتَغَمْغَمان، وبطغواهما مُغَمَّسانِ،
ومَاذَا عَسَانِيَ، وَذَانِكَ كاتِبَيَّ على كَتِفَيَّ مُسَرَّجانِ، ولبَوائِقي يُكَدِّسانِ،
فمَاذا عَسَانِي، وقدِ إِحْتَبَسَ وِجدَاني سَريرَةَ حَرفِهِ، ولِسَانِي...
ومَاذا عَسَانِي، وقدِ إِبتَأَسَ كيَانِي جَريرَةَ ذَرفِهِ، وتنكسَ كبريائي وسنانِي! إلّا...
أَنْ أعتَصِرَ لأنتَصِرَ لِعَبَراتِ صَرفِي، فِي ظلالِ إلهٍ حَميدٍ أُنْسِيتُهُ وَمَا نَسَانِي...
أَنْ أحتَصِرَ لأختَصِرَ نَظَرَاتِ طَرفِي، لِجلالِ مَلِيكٍ رَشِيدٍ إنْ عَصَيْتُهُ وَاسَاني...
مَاذَا عَسَانِي، وقَدْ هَامَ بَنَاني في أمواجٍ وأمواجٍ ن تَأَفُفٍّ، وأفواجٍ وأفواجٍ مِن تَكَلُّفٍ، وفي مَرسَاهما رَسَّانِي...
مَاذَا عَسَانِي، وقَدْ صَامَ عناني عن أزواجٍ وأزواجٍ مِن تَعَفُّفٍ، وأمشاجٍ وأمشاجٍ مِن تَلَطُّفٍ، وجَنَفَ عن مَسراهما وما أسْرَانِي، إلّا...
أنْ أَفِّرَّ إلى رَبِّ غَفُوُرٍ، فَيُبَدِّلُ ذُنُوبي بعَطفهِ لرضوانٍ وإحسَانِ، وإلّا...
أنْ أَقِّرَّ لرَبِّ صَبُوُرٍ، فَيُعَدِّلُ عُيُوبي، وبلُطفِ غفرانهِ أكرمني وأكسَانِي...
مَاذَا عَسَانِي، وقَدْ ظَنَّ الأنَامُ أنَّ أصابعَ يديَّ تَقْطُرا ألَقاً وَورَعاً وتَنَسُّكاً، وللمعروفِ يلتمسانِ...
مَا عَسَانِي، وقَدْ جَنَّ الظَّلامُ على مرابعِ جفنيَّ، إذ تَمطُرا قلقاً وجزعا وتَهَتُّكَاً بخُسْرانِ، إِلّا...
أنْ ألوُذَ بالغَفَّارِ مِن شُؤْمِ بَوائِقي، وأعُوُذَ بالجَبَّارِ مِن لُؤمِ طَرائِقِي كإنْسَانِ.
سُبْحَانَهُ...
سُبْحَانَهُ، وإذ هوَ في غَبْرَاءَ مَهَالِكي يَرعَانِي، وفي حَضِيضِهُمُ أَنْجَدَني ومَا سَجّانِي...
سُبْحَانَهُ، وإذ هوَ في عَورَاءَ مَسالِكي وَعَّانِي، لِيَفكَّ أسْريَ مِن طغيانيَ ومن سَجَّانِي...
سُبْحَانَهُ، وإذ هوَ ينادينِي كُلَّمَا مَسَّنيَ طَائِفٌ مِن الشَّيطانِ وَبِلَمزِهِ دَسَّانِي...
سُبْحَانَهُ، وإذ هوَ يَتَقَبَّلُ مِنِّي صَلاةَ واهٍ سَاهٍ لاهٍ شَارِدٍ نَعسَانِ...
سُبْحَانَهُ، فصلاتي لو عُرِضَتْ عَلَيَّ لَسَخِرتُ منها، ولرَفَضتُ ما فيها مِن سَهوٍ ومِن نِسيَانِ...
سُبْحَانَهُ، وقد صَوَّرَ الغيومَ والنَّوارِسَ، وكَوَّرَ النجومَ والخُنْفُسانِ...
سُبْحَانَهُ، وقَد ضَرَبَ الظَالِمَ بالظالمِ، وجعلَهما بَعضاً على بَعضٍ يتجَبَّرانِ ويَتَغَطرَسانِ....
سُبْحَانَهُ، وقد مَنَحَ دبيبَ النَّملِ مَجَسيْنِ يتحسسانِ، وسَمَحَ لسليمانَ فهمَ ما يقولانِ وما يتهامسانِ ...
سُبْحَانَهُ، وقَد يَسَّرَ لكُلِّ زَوجَينِ مِن ذَكَرٍ وأُنثَى عيشهما، فيتآلفانِ فيَعرسَانِ...
سُبْحَانَهُ، وقد سَيَّرَ ما في الغابِ، فإثنانِ يفترِشانِ ويتآنسانِ، وإثنانِ لبعضِهما يَفتَرِسانِ...
 سُبْحَانَهُ، ما أعظَمَهُ! ما أحلمَهُ!
سُبْحَانَهُ، ما أكرَمَهُ! ما أرحمَهُ!