محمود الجاف
كان يا ما كان في سالفِ العَصر والزَمان بلدٌ اِسمُهُ العِراق ...
الخَيرُ على أرضِه يُراق . يَزهو فيه الرُطَب وَالرُمان . يَنعَمُ بِالأمنِ والأمان .
جَميلٌ لَطيف أَنيق . تجري بِه الأنهار . تَطولُ مِن جَمالهِ الأعمار . الثَروات كَثيرَة والمَرأة فيه أَميرَة . لكن فَجأة تَغيرَ اَلحال وصارَت في بِلادِها أَسيرَة . حُراسَها مِن العَشيرَة . لكِن لا شَرَف عندهُم وَلا غيرَة ...
تَسلَلَ الظَلامُ إليه وَخَيَمَ اَلَلَيل عَلَيه . غابَ أَهلَهُ أو غُيبوا بِلا ذَنب أذنَبوا . ُقتِلوا أو هُجِروا أو هَربوا ومِنهُم لِلأخطار رَكِبوا ... دَمَر الاوغاد كُل شَيء تَصحَبهُم الشُرطة ولم يَشعُروا بِالخَوف أو الوَرطَة . عَبَّدوا لِبَني صِهيون الطَريق وأَشعَلوا في الدُنيا حَريق . كَبيرهُم عَن أفعالهِم راضي . يُصَفِق لهُم القاضي ...
قِصَتي حَقيقَة ولَيسَت مِن الخَيال .
غَطَت دِمائنا السُهول والوديان والجِبال . والشَعب مِن حال إلى حال . ذُلٌ وَوَبالٌ وَاَهوال . اَلذَهَب الأسوَد سَرَقوه والأصفَر . وَاحرقوا اليابِس والأخضَر . خانَ مِنا كَثير . غَني وَفَقير . شُيوخٌ يُساقون بِالفلوس صاروا عَبيدا لِلمَجوس . وباتَ الأراذِلُ سادَة . فَجَروا دور العِبادَة . لا تَعليم ولا تفهيم . بَدَلوا الوِحدة بِالتَقسيم . دَخلَ الوَباء مِن إيران ارض الشِرك وَالعِدوان ...
قيلَ تعالوا نساوِم . لا نُقاتِل أو نُقاوِم ونَبيعُ جارَنا غَنائِم . فقد وَلى زَمانُ البطولة وَحلَّت مَكانَه الخِيانَة فإبليس طالَ لِسانَه والدَجالُ آن أوانَه والدينَ غابَ فُرسانَه ...
يا لَيتَ حُلمي يَعود ومَعَهُ العَساكِر وَالجنود والسَلام يَسود .
سَأسكُت عَن الكَلام المُباح فَقَد طَلَع الصَباح .
يا سادَة يا كِرام لَكُم مِني السَلام .
فقد أكمَلتُ لكُم الروايَة مِن البِدايَة الى النِهايَة فَخُذوا مِن تاريخنا العِبَر وَتَعلَموا مِنها الدُروس ...
عُيونُكم عَلى المَجوس
عُيونُكم عَلى المَجوس
عُيونُكم عَلى المَجوس
اللهُم لا تَرفَع لَهُم رايَة ولا تُحَقِق لَهُم غايَة وَاجعَل عَذابَهم لأمثالِهم عِبرَة وَأية .
0 تعليقات
إرسال تعليق