د. هيثم جبار طه
الخبير الدولي في جودة التعليم والإعتماد الأكاديمي
حتى وقت قريب، ظل تطبيق المعايير الخاصة بالمناهج في كل ولاية أمريكية بشكل مغاير ويعتمد على معايير هذه الولاية الأمريكية وتلك، بحيث يعتمد المنهاج الأمريكي على الولاية التي تقع فيها المدرسة أو جهة التقييم.
في يونيو 2009 أعلنت الجمعية الأمريكية للمحافظين ومجلس رؤساء ومدراء المدارس في الولايات، عن شراكة مع فريق من المعلمين على مستوى البلاد، أعلنوا من خلاله مبادرة لتوحيد المعايير الاساسية المشتركة للمنهاج الأمريكي. مبادرة المعايير الأساسية المشتركة للدولة هي مبادرة أمريكية تبين تفاصيل العملية التعليمية وما يجب أن يعرفه ويكتسبه الطلاب من الروضة الى الصف 12 في اللغة الانجليزية، والفنون، والأدب والتاريخ والدراسات الاجتماعية، والمواد العلمية والتكنولوجية والرياضيات في نهاية كل صف أومرحلة عمرية.
تقسم السنة الدراسية في النظام الامريكي الى كوارترز (أرباع) الربع الأول شهري سبتمبر واكتوبر, والربع الثاني نوفمبر وديسمبر ... الخ, فالطالب يمتحن في نهاية الربع المادة التي تم اخذها خلاله ولا يمتحن آخر الفصل أوالسنة بها.
النظام الأمريكي والمعروفHigh School Diploma (HSD) , وهو نظام الثانوية العامة في الولايات المتحدة، ويبدأ من الصف التاسع ولغاية الصف الثاني عشر.
سنوات دراسة المناهج الأمريكية عددها 12 سنة مقسمة إلى 6 سنوات مرحلة ابتدائية و3 اعدادي و3 ثانوي، والعامين الأخيرين أو grade11 و grade 12 هما بمثابة الثانوية العامة، ويمكن الطالب دخول نفس الامتحان حتى 6 مرات لتحسين درجاته. والطلاب الراغبين في دخول الكليات العملية يقومون باختيار مادتين عمليتين فقط في السنة 11 و12 من الدراسة، ويكون الاختيار مابين مواد الكيمياء والفيزياء والأحياء والرياضيات، وذلك وفقا لميوله وطبيعة الكلية التي ينوي الدراسة بها، اي انه اذا اختار الطالب كلية الهندسة فلابد من دراسة الرياضيات مع مادة أخرى مثل الكيمياء أوالفيزياء، بينما إذا اختار التخصص الطبي فيختار الأحياء مع مادة علمية أخرى وهكذا.
من مزايا نظام التعليم الأمريكي, المرونة فى طرح الموضوعات والتنوع الثقافي والإعتماد على البحث, وأن المجموع التراكمي للصفوف 10،11،12 تمثل 40% من المجموع النهائي, والمناهج متطورة في العلوم والبحث العلمي وأيضاً ينمي الشخصية ويدعم الثقة بالنفس, ولايمثل ضغوط نفسية على الطالب
ويشجع على الابتكار والابداع ويناسب الطالب الذى يُحصِّل المعلومة من خلال أنشطة وليس الحفظ وصاحب الاداء المنتظم وتقديم المناهج المتطورة بكل من المواد العلمية ومواد البحث العلمي.
يتلائم المنهج الأمريكي مع الطالب الغير قادر على الاداء تحت ضغوط نفسية, والقادر علي الاداء المنتظم, والذي لايستطيع تحديد مستقبله التعليمي مبكرًا, ويبحث عن نظام تعليمي متنوع وشامل, والذي لا يُدخل (يُحصِّل) المعلومة إلا من خلال أنشطة, والذي يحدث له تشتيت ذهني في المواضيع التي لا تهمه أو عنده نشاط زائد بنسة بسيطة. أما عيوب المنهج الامريكي فهي عدم التعمق في المعلومة, ويتطلب الاداء بإنتظام والمثابرة.
ولهذا نلاحظ بأن المناهج الأمريكية طويلة بعض الشيء لكنها خفيفة ومسلية، وبها نسبة كبيرة من التطبيقات العملية والفاعلية مما يجعل دراستها أسهل كثيرا إذا ما قورنت بالمناهج البريطانية أومناهج مدارس اللغات، حيث نسبة الحفظ في المناهج الأمريكية لاتتعدى 30%، بينما نسبة الفهم والتحليل والتطبيق تصل إلى 70% من المناهج.
0 تعليقات
إرسال تعليق