عمر سعد سلمان  

                                
يمكن صناعة الواقع وفقاً للإرادة الشخصية من خلال خطوتين (التعبير عن النية/ التحرر من النوايا المعاكسة). فالتعبير باستخدام عبارة (اريد) هي مؤشر على الشعور بالنقص وهو تعبير غير مسموح به. كذلك ليس التعبير باستخدام (سوف) أفضل لان يضع الواقع المراد في المستقبل. لكن التعبير باستخدام (انا املك) او (انا) يعد أفضل بكثير، واما عبارة (اقرر) فهي توحي بروح النية اوصي بها بشدة. كما ان عبارة (اسمح) متميزة لان صناعة الواقع هي سماح أكثر من ان تكون قسراً. فمن الضروري الالتزام بأحدى هذه العبارات للتصريح عن نواياك، وستكون بخير.  
يفترض بالنوايا التي تختارها ان تنتقل من كونها واقعية وقريبة التحقق في البداية الى كونها أكثر تقدماً وطموحاً مع تزايد قوتك وثقتك بنفسك، فالذهن يصاب بالإرهاق بسهولة، لذا لا تنهكه وتضغط علي، فلو كنت تخطط لجمع مبلغ 15.000 دولار، ربما من الآمن الانتقال الى 5000 دولار ومن ثم الى 10.000 دولار. يجب عليك في كل الأحوال الا تنتقل الى الدرجة الأعلى الا بعد ان تحقق الدرجة السابقة.
إذا لم ترغب بأية مشكلات في حياتك، عليك الا تضع اهدافاً او نوايا، وانت في كل مرة تقوم بنوع من النية تعمل تلقائياً على اظهار كل ما يقف في طريق هذه النية. قد يكون الانسان سعيداً ومتحرراً من الصعوبات كله إذا لم يضع لنفسه أي اهداف، لكن وجود الأهداف وتحقيقها امر ممتع للغاية، وهو يسمح بنمط مختلف تماماً من السعادة التي لا يشعر بها أولئك الذين لا يضعون لأنفسهم اهدافاً. ان القاعدة هي أنك كلما رفعت مستوى هدفك، وحددتها بدقة زاد ما يظهر من العوائق والمشكلات والاعتراضات والمقاومة والشكوك.
في معظم الأحيان فان شدة التحديد غالباً ما تشير الى شخص مدفوع بالأنانية أكثر من شخص يسمح للكون (الحياة/ حقل الطاقة) بتجسيد النية، وفي العادة فان الشخص الذي يحاول اثبات مدى عظمته هو من ينوي مثل هذه النية. وان محاولتك اثبات براعتك ليس امراً ينصح به.
من الأفضل إبقاء معظم نواياك لنفسك. كذلك لا ينصح بالمبالغة في التحديد وكأنك تحاول القيام بأمر سحري. احرص ان تكون نواياك صحيحة منذ البداية لان تقنية صناعة الواقع لا تسمح بتغيير النية بعد اطلاقها. ويتم التعامل مع تغيير النية كواحد من الأوجه الكثيرة للشك والمقاومة.
بعد ان تتأكد ن نيتك، عبر عنها كقرار. لان التصريح بالقرار يشعرك بشعور مختلف تماماً عن شعور الأمنية او الرغبة او الحلم او حتى الهدف. يقول القرار انك عازم 100% على اختيار الواقع(أ) وترك الواقع (ب)، دون ان تعود للنظر خلفك مطلقاً. ويتطلب القرار انعدام (لو) و(لكن).
ان الخطوة الثانية بعد التصريح عن النية هي التحرر من النوايا المعاكسة التي تقف ضد هدفك والتي تضم (الشكوك/المشاعر/ المعتقدات/ الاعتراضات) والتي وضعناها في أنفسنا بدون قصد او اقتنعت بها في مرحلة ما من رحلتك. ومن الشائع جداً على كوكب الأرض ان يتم التركيز على غير المرغوب أكثر بكثير مما هو على المرغوب.  
ان الحالة المثالية هو ان لا تقوم بهذه التقنية اثناء قيامك بشيء آخر. يعتقد الناس (حسناً. سأقوم بهذا اثناء قيادة السيارة) او (سأجمع بين هذه التقنية وبين ممارسة الرياضة). إذا كانت حالات الواقع التي تريد صناعتها مهمة فعلاً بالنسبة اليك فيجب عليك ان تعاملها بما يكفي من الاحترام لتحظى بالوقت والمكان المخصص لها وحدها، والا فأن نيتك لن تعود كونها تسجيلاً سطحياً مكرراً.