د. وليد جاسم الزبيدي
في قراءة الشعر، واستنباط بنية النص، والشعرية، تقف بين اللغة ، وادوات الشاعر، وتاريخه، ولعل البحث الأكاديمي، سيضيف أركان أخرى يوظفها في استقراء النصوص وما وراء النّص، وفق منهجيات حداثوية ومابعد الحداثة.
لكن (شاعرنا مظفر النوّاب) لا يمكن أن تتوقف عنده وفق منهج واحد محدد، ولا وفق مدرسةٍ، أو مصطلح ، نقرأهُ وفق احساسنا، وهو البوصلة والاسطرلاب الذي يحدّد ثيمة ما نكتب، فالشاعرُ، يشكّل في منجزه الشعري (بوناراما) تأخذُك وفق سياق تاريخي، اجتماعي، ثقافي، . وتتلقفك أشكال كتابته وفق مستويات مختلفة: 1/ مستوى اللغة: تشكّل اللغة في شعره كائناً، ينمو ويتحرك ويتطور، في بنية الكتابة منذ أول نص (قصيدة) الى آخر كتاباته، فقد طوّع اللغة ليتحكم بها ، لا تتحكم بدلالاته، ويصنع منها بناءًـ أفقياًـ وعمودياً وفق مسار الفكرة والموضوع. فكان يجعل من (اللغة المحكية/ العاميّة) لغةً ترتقي من المفهوم المحلي نحو غنائية محببة في اسماع منْ لا يفهمها لتكون الرسالة وصلت من خلال موسيقية اللفظة/ المفردة، وصورتها الشعرية، بل وجعل من اللفظ المهجور أحيانا في اللغة العاميّة له معنىً آخر يتناغم والزمن الذي كُتبَ به النّص، وقد طوّع اللفظ والتراث اللفظي للمفردة في خدمة القصيد، وشكّل إرثاً في اللفظة وقاموساً ابتكره لبناء القصيدة. وفي أفق الفصحى جعلها لغةً من اليومي وكسّر تابوهات عديدة وازال الوهم في قدسية التشكيل والبناء اللغوي لينحو في صياغة لغةٍ تشاكس اليومي وتنحتُ صورا لم تتكرر. وبين المستويين (المحكي/ والفصيح) فقد وظّف اللفظ العامّي في خدمة (النص الفصيح)، ووظّف لغته الفصيحة التي نحتها وفق اسلوبه وموضوعة القصيدة في خدمة (القصيدة الشعبية).
2/ المستوى الاجتماعي – الثقافي: شاعرية مظفر النوّاب لا يمكن ا، تندرج وفق المفهوم الواقعي أو وفق سياقات الأغراض الشعرية المستنبطة من الشعر (الغزل، الوصف، المدح، الرثاء..)، أو موازين الشعر الشعبي التي يتخذها مريدوه في وصف أشعارهم أو أشعار الآخر، فأنت تقرأ في النّص غزلاً، وحكمة، ورثاء، وهجاء.. وتتلقف الصورة أحيانا من نبرة صوته لا من المفردة المقروءة. وهكذا نرى البُعد والخزين الثقافي الذي ينثره في النّص الشعري كيفما كان شكله ولونه،
ومن هذا الخزين الثقافي تتلاقح معه اللغة مما يؤدي الى تفجير وانشطار في اللغة التي تلحق بها بناء صورٍ ، تؤسس الى مدلولات واشارات أراد بها ايصال رسالة بعيداً عن عين الرقيب، وشفرة يفهمها الفقراء والكادحون. وهنا إشارة الى أخرى الى عظمة وثراء خزينه من التراث وما يعلق بذاكرته من أحداث وحكايا وأغانٍ وأساطير، وألوان (الأبوذيه/ النايل/ العتابة/ ..) بما يحمل المكان من عبق اللفظة والوزن والبحر والايقاع، فضلا عن ثقافة المكان وما به من خصوصية في الشمال والجنوب والشرق والغرب.
3/ المستوى الصوتي : حين تقرأ مظفر النوّاب، ليس كما تسمعه، ستجد ذلك الفرق من خلال المتابعة، ففي قراءتك قد تضيع عليك مفردة، أو صورة شعرية، لكن بإلقائه، تجدهُ يجسّد المفردة صورةً باحساسه وتعبيرات يده ووجهه وأحيانا حشرجات الصوت حيث تكون الرسالة أوضح ويكون النص(القصيدة) حواراً مع الجمهور الذي يتفاعل معه، ويفهم ما يعنيه ويعرف دلالاته.
الختام/ سيضع النقّاد العراقيون والعرب، مصطلحاتٍ وتسمياتٍ، لقصائده ولسمته الشعرية على امتداد حياته، فمنهم منْ يقول شاعر الغزل، أو شاعر الواقع والحياة، أو شاعر السخرية، ويعتمدون بذلك على قصائدة في الشكليين الشعريين، لكني أقول أنهُ شاعر الوطن، وشاعر الألم الإنساني أينما كان. الخلود والمجد للشاعر الكبير .
في قراءة الشعر، واستنباط بنية النص، والشعرية، تقف بين اللغة ، وادوات الشاعر، وتاريخه، ولعل البحث الأكاديمي، سيضيف أركان أخرى يوظفها في استقراء النصوص وما وراء النّص، وفق منهجيات حداثوية ومابعد الحداثة.
لكن (شاعرنا مظفر النوّاب) لا يمكن أن تتوقف عنده وفق منهج واحد محدد، ولا وفق مدرسةٍ، أو مصطلح ، نقرأهُ وفق احساسنا، وهو البوصلة والاسطرلاب الذي يحدّد ثيمة ما نكتب، فالشاعرُ، يشكّل في منجزه الشعري (بوناراما) تأخذُك وفق سياق تاريخي، اجتماعي، ثقافي، . وتتلقفك أشكال كتابته وفق مستويات مختلفة: 1/ مستوى اللغة: تشكّل اللغة في شعره كائناً، ينمو ويتحرك ويتطور، في بنية الكتابة منذ أول نص (قصيدة) الى آخر كتاباته، فقد طوّع اللغة ليتحكم بها ، لا تتحكم بدلالاته، ويصنع منها بناءًـ أفقياًـ وعمودياً وفق مسار الفكرة والموضوع. فكان يجعل من (اللغة المحكية/ العاميّة) لغةً ترتقي من المفهوم المحلي نحو غنائية محببة في اسماع منْ لا يفهمها لتكون الرسالة وصلت من خلال موسيقية اللفظة/ المفردة، وصورتها الشعرية، بل وجعل من اللفظ المهجور أحيانا في اللغة العاميّة له معنىً آخر يتناغم والزمن الذي كُتبَ به النّص، وقد طوّع اللفظ والتراث اللفظي للمفردة في خدمة القصيد، وشكّل إرثاً في اللفظة وقاموساً ابتكره لبناء القصيدة. وفي أفق الفصحى جعلها لغةً من اليومي وكسّر تابوهات عديدة وازال الوهم في قدسية التشكيل والبناء اللغوي لينحو في صياغة لغةٍ تشاكس اليومي وتنحتُ صورا لم تتكرر. وبين المستويين (المحكي/ والفصيح) فقد وظّف اللفظ العامّي في خدمة (النص الفصيح)، ووظّف لغته الفصيحة التي نحتها وفق اسلوبه وموضوعة القصيدة في خدمة (القصيدة الشعبية).
2/ المستوى الاجتماعي – الثقافي: شاعرية مظفر النوّاب لا يمكن ا، تندرج وفق المفهوم الواقعي أو وفق سياقات الأغراض الشعرية المستنبطة من الشعر (الغزل، الوصف، المدح، الرثاء..)، أو موازين الشعر الشعبي التي يتخذها مريدوه في وصف أشعارهم أو أشعار الآخر، فأنت تقرأ في النّص غزلاً، وحكمة، ورثاء، وهجاء.. وتتلقف الصورة أحيانا من نبرة صوته لا من المفردة المقروءة. وهكذا نرى البُعد والخزين الثقافي الذي ينثره في النّص الشعري كيفما كان شكله ولونه،
ومن هذا الخزين الثقافي تتلاقح معه اللغة مما يؤدي الى تفجير وانشطار في اللغة التي تلحق بها بناء صورٍ ، تؤسس الى مدلولات واشارات أراد بها ايصال رسالة بعيداً عن عين الرقيب، وشفرة يفهمها الفقراء والكادحون. وهنا إشارة الى أخرى الى عظمة وثراء خزينه من التراث وما يعلق بذاكرته من أحداث وحكايا وأغانٍ وأساطير، وألوان (الأبوذيه/ النايل/ العتابة/ ..) بما يحمل المكان من عبق اللفظة والوزن والبحر والايقاع، فضلا عن ثقافة المكان وما به من خصوصية في الشمال والجنوب والشرق والغرب.
3/ المستوى الصوتي : حين تقرأ مظفر النوّاب، ليس كما تسمعه، ستجد ذلك الفرق من خلال المتابعة، ففي قراءتك قد تضيع عليك مفردة، أو صورة شعرية، لكن بإلقائه، تجدهُ يجسّد المفردة صورةً باحساسه وتعبيرات يده ووجهه وأحيانا حشرجات الصوت حيث تكون الرسالة أوضح ويكون النص(القصيدة) حواراً مع الجمهور الذي يتفاعل معه، ويفهم ما يعنيه ويعرف دلالاته.
الختام/ سيضع النقّاد العراقيون والعرب، مصطلحاتٍ وتسمياتٍ، لقصائده ولسمته الشعرية على امتداد حياته، فمنهم منْ يقول شاعر الغزل، أو شاعر الواقع والحياة، أو شاعر السخرية، ويعتمدون بذلك على قصائدة في الشكليين الشعريين، لكني أقول أنهُ شاعر الوطن، وشاعر الألم الإنساني أينما كان. الخلود والمجد للشاعر الكبير .
0 تعليقات
إرسال تعليق