بسام كريم المياحي

سيهبط بايدن بطائرته الرئاسية في السعودية وهو يستجدي النفط .. كما هبطت طائرة كيسنجر قبل خمسة عقود وهي بلا وقود بنفس المكان عندما استخدم العرب ولأول مرة حينها النفط سلاحاً  في المعركة والأمتناع عن بيعه إلى كل من ينصر إسرائيل حتى باتت ألاف السيارات معطلة بلا بنزين في شوارع امريكا .
أن أمريكا اليوم في أضعف حالاتها منذ نهاية الحرب الباردة وتفكيك الاتحاد السوفيتي. فمشكلاتها الاقتصادية أصبحت معروفة للقاصي والداني .
وقضية العرب المركزية مازالت تراوح مكانها مع كل التنازلات التي قدمها العرب والسلطة الفلسطينية وقبولهم بحل الدولتين والذي لم يتحقق منه إلا سيناريوهات على الورق .
وبقيت اسرائيل تماطل وتسوف متجاوزة كل القرارات الأممية وضاربةً بها عرض الجدار ..
بل بالعكس ازدادت توسع وغطرسة .. حتى جاء مالم يكن بالحسبان .
فاليوم اسرائيل تعصف بها المشاكل السياسية حتى حُل برلمانها في سنة الواحدة ثلاثة مرات .
وقبل أيام حل البرلمان ايضا والدعوة إلى انتخابات مبكرة .
كل خصوم العرب وحلفائهم المزدوجين ( حلفاء مع العرب وحلفاء مع أعدائهم في قضيتهم المركزية ) في حالة ضعف ومشاكل مركبة بين اقتصادية وسياسية وجغرافية .
والعرب وحدهم في حالة قوة واضحة على كل المستويات دون أن يشعروا بتلك القوة ..
وربما يشعرون بأنهم في وضع قوي جدا يمكنهم من فرض شروطهم لكن يخشون أن يظهروا للجميع بما فيهم الامريكان مرتكزات قوتهم الحالية وشاغلين أنفسهم ومنشغلين بأعداء وهميين أو أعداء لا يستحقوا ولا يرتقوا إلى درجة أعداء حقيقيون كالارهاب والتمدد الإيراني وغيرها من المسائل الفرعية التي يمكن حلها دبلوماسيا وحتى هؤلاء الذين يعتقدونهم أعداء هم في حالة من الضعف لا يحسدون عليها .
وهنا يجب أن ينتبه العرب لحالهم والضغط أكثر على أنفسهم قبل خصمهم الحليف وحليفهم الخصم .
نعم يجب أن يضغطوا على أنفسهم والتكشير قليلا بوجه بايدن والضغط عليه ونقل رسالة إلى الآخرين من خلاله بما في ذلك الاتحاد الأوروبي بأننا نحن العرب اليوم في وضع اقوى منكم وأكثر اتزان وبحالة جيوسياسية واقتصادية توفر لنا الكثير من خيارات التحالفات الجديدة .
وبما أن تحالفنا نحن كعرب معكم قديما ومازال كذلك ..
ولكي لا نذهب البحث عن خيارات أخرى للتحالف وقد تكون مع خصومكم..  فعليكم اليوم الضغط على إسرائيل لوضع حد لتجاوزاتها واطماعها وكبح جماحها .
وحينها وعندما تستجيب امريكا وحلفائها لحل القضية الفلسطينية ..
 أظهروا ايه العرب كرمكم الذي اعدتم عليه لهم وبيعوا النفط بما شأتم لهم .
فالفرصة تأتي مرة كل ١٠٠ عام ونحن كعرب جائتنا الفرصة بعد ٥٠ عاما فقط اي مرتي في المائة عام .