ابراهيم الدهش



يولي أصحاب الشأن وذوي الاختصاص في مجال التجارة العالمية اهتماماً كبيراً بالعراق سواء في تنفيذ مشروع طريق الحرير أو ميناء الفاو الكبير أو في مجالات عديدة أخرى ،، 

أما الصين فقد أعطت أهمية كبيرة للعراق في حال تنفيذ هذا المشروع الحيوي العملاق الذي يغذي العالم أجمع باعتبار العراق دولة غنية في مختلف الصنوف وتمتلك منابع نفطية كبيرة والماء والمعادن والزراعة والثروات المختلفة وكذلك تتميز بالأيدي العاملة الماهرة والخبرة وكذلك موقع العراق الاستراتيجي والذي يصفه البعض في قلب العالم ، وهذا ما دفع الصينيين إلى التفكير في العمل والاستثمار في العراق ويكون لهم موطئ قدم لأن الصين بحاجة كبيرة للطاقة فهم يتوقعون ان يواجهوا مشاكل في هذا الصدد ، و رغم كل التوقعات فهم لم يتنازلوا عن العراق .

وقد أكد ذوي الخبرة في هذا المجال أن  الصين اول دولة مستهلكة للطاقة في عام 2020 ويتوقع بحلول عام 2025 ان يكون استهلاكهم للنفط بحدود 15 مليون برميل في اليوم  ، في حين يستهلكون اليوم 6.5 مليون برميل في اليوم منها اربعة ملايين برميل من استخراجهم وبذلك تصبح الكمية التي يستوردونها من النفط في الخارج 2.5 مليون برميل في اليوم ، فإذا مضت الصين على هذا النمط من التطور الذي شهدتها السنوات العشرين الماضية فستكون بحاجة الى كميات كبيرة لاستهلاك الطاقة على الرغم من ان 65% من الطاقة هو الفحم و30% فقط على النفط والغاز و5% للمفاعل النووي ومصادر الطاقة .

فمن خلال الاطلاع ومتابعة هذه النسب نؤكد بأن الصين في نضج اقتصادي مهول وقد تصل ليس فقط في مصاف الدول المتقدمة بل تحتل العالم اقتصاديا !!!


ولأهمية النفط في هذا المشروع الاقتصادي الكبير وخاصة بما تفكر به الصين اتجاه العراق والذي أصبح همزة الوصل الحقيقية مابين البلدين فقد ابرم اتفاق منذ عقود حول استخراج النفط في حقل (الاحدب) في محافظة واسط في وقت كان العراق يعاني الحصار والآن يطالب الصينيون بتجديد العقد والعمل به ،

هذا من جانب اما من الناحية الجغرافية والحضارية والتراثية والثقافية فهم يعدون العراق احدى الدول الاربعة الحضارية في العالم

(( الصين ، مصر ، العراق ، الهند )) وعليه فانهم يرغبون في المشاركة الفعالة في اعادة بناء العراق وتوظيف رؤوس الأموال فيه اذ لديهم اموال طائلة والصين اول دولة من حيث الاحتياطي المالي.

..ان العلاقات (الصينية ، العراقية) تتمتع باستراتيجية اقتصادية مهمة على خلفية مبادرة الحزام والطريق , وإن  مبادرة ((الحزام والطريق)) مهمة بالنسبة للعراق كونه يقع تاريخياً على طريق الحرير .

أن المبادرة التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ منذ فترة من الزمن تؤكد على أهمية دولة العراق ومن الواجب دعم هذا البلد حتى يتمكن من إعادة بناء البنية التحتية ومساعدته من الناحية الاقتصادية والتنموية ليكون فاعلا في المنطقة ، وتعد المبادرة مهمة بالنسبة للعراق والشرق الأوسط لانها توفر لهما دعما اقتصاديا تنمويا كبيرا ، وكذلك فإن الصين تتمتع بتفوق في مجالات عديدة ، وبما ان العراق دولة نفطية مصدرة للنفط ، اذن المنفعة متبادلة بين البلدين اللذين يتمتعان بعلاقات استراتيجية.

وتعد الشركات الصينية الحكومية أكبر المستثمرين في مجال النفط في العراق، وخاصة تحديث وتطوير البنية التحتية النفطية في العراق ،، من خلال هذا الايجاز البسيط حول علاقة العراق والصين في الجانب الاقتصادي وأهمية النفط في هذا المشروع وما يترتب من نتائج إيجابية في حال تنفيذ مشروع طريق الحرير على الوجه الأكمل والمكانة الدولية التي تتمتع بها الصين في حال سيطرتها على العالم اقتصاديا ،، 

ما موقف امريكا حيال ذلك ، هل تقف مكتوفة الأيدي وتنظر إلى الصين كيف تقودها اقتصاديا .

القادم في خفايا طريق السياسية