شعر: د. وليد جاسم الزبيدي
هيَ الطفولةُ في جَدٍ وفي لعِبِ
ما كنتُ فيها سوى كهلٍ ومُحتطَبِ..
ما كنتُ إلا غضوناً اوقدتْ زمناً
بين التباريحِ أطويها معَ النّوَبِ..
أخجلتُها في ربوع الدارِ أفنيةً
حينَ استعرّ هشيمُ الشيبِ كالّلهبِ..
وهدهدتني حكايا الليلِ في وجعٍ
من آفةِ الجوعِ لَوْ أغفو بلا صخبِ..
اليومَ أطلقَها من زهوِ مُنشغلٍ
عنونتَها شغفاً في سرّ مرتقبِ..
هلْ لي بحلوى وكمْ كانتْ تؤرقُني
حُلماً ببردٍ يُمنّيني معَ التُرُبِ..
ما كانَ خبزٌ لنا في ظلّ معجنةٍ
كنّا نصلّي لأنْ نحيا بلا سغبِ..
هل لي بحلوى وبعضُ الفقرِ أضرحةٌ
كيما يُقدّسُ يَفنى الطينُ بالذّهَبِ..
هل لي بحلوى وهل للعيدِ من سببٍ
وهل لفرحةِ مظلومٍ هوى الطربِ..
ما قيمةُ الشعرِ في شعبٍ بلا وطنٍ
للاجئينَ الى مَنْ فَرّ مِنْ عَطَبِ..
ما قيمةُ الشعرِ إنْ غنّى الى صَممٍ
للمترفينَ الى الحُكّامِ والرّتَبِ..
ما أحوجَ الشعرَ للأوهامِ نُسقطُها
فمِديةُ الحرفِ في حسٍ من العتبِ..
و"بالسّرايّ" سيسري الشعرُ موكبَهُ
في صوت تشرين في الأسفارِ والكُتُبِ..
سيورقُ الفجرُ من آهاتنا غبشاً
من ساعةِ اليأسِ تأتي ساعةُ الغضبِ..
0 تعليقات
إرسال تعليق