نزار العوصجي
للوهلة الاولى كنت اظن ان جلاجل اسم لشخص ما ، ذكر كان إم انثى ، وان الفضيحة بمجملها مرتبطة بهذا الاسم ، و لكن بعد التقصي و التمحيص ، تبين لي عدم صواب ظني ، وان الجلاجل انما هي أجراس يجلب صوتها الانتباه حين تهتز ، لذا بحثت كثيراً بين المفردات عن عنوان مناسب للمقال الذي يتناغم مع الاحداث الدائرة ، حول ما جرى و يجري من كشف المستور خلال هذه الفترة ، فلم اجد افضل من : فضيحة بجلاجل ..
تدور أحداث قصة المثل الشهير الذي تناقلته الأجيال ( فضيحة بجلاجل ) ، إلى ما حدث في قديم الزمان مع سارق ، فقد قام شخص بالسرقة من أهالى بلدة ما ، وحكم عليه القاضي بحكم رادع وقاسي جداً ، هذا الحكم الذي تأتى منه ذلك المثل الشهير ( فضيحة بجلاجل ) ..
القصة : يحكي أنه في قديم الزمان قام شخص بالسرقة من الأهالي ، فقاموا بالقبض عليه وسلموه إلى العدالة ، فقام القاضي بالحكم عليه بعدة أحكام ، وذلك لكي يكون عبرة لغيره من الأهالي أو ممن يحاول تكرار هذا الفعل المشين ، فقام بالحكم عليه كالآتي :
اولًا : أن يأتوا له بحمار ، ثم يجعلونه يجلس عليه جلوساً خلفياً ( بالمقلوب ) ، حتى يلفت انتباه الجميع إليه ، حين يسير به الحمار في البلدة ..
ثانيا : أن يرتدي ثيابًا أشبه بثياب المشردين ، وذلك أيضا لكي يكون عبرة لغيره من الناس ، فللبس المشرد يلفت أنظار الناس أيضاً ..
ثالثا : أن توضع برقبته جلاجل ، أى أن توضع برقبته أجراس كثيرة ، لترن أثناء حركته ، وتنذر بمرور الحمار ، وكلما مر أمام بيت ، ما كان أهل ذاك البيت إلا ليخرجون ويشاهدون هذا المنظر المخجل البشع ..
وقاموا بالفعل بتنفيذ الحكم على السارق ، فقاموا بوضعه على حمار بالخلف وألبسوه ثيابا مهلهلة ، ووضعوا أجراس كثيرة في رقبته ، ومروا به في البلدة كلها ، فقال الناس كلما مر عليهم إنها فضيحة بجلاجل ، وهي شبيهة وقريبة جدًا بقول جملة ، ( راح أجرسك بين الناس ) ، والمثل الصحيح هو ( فضيحة بجلاجل ) ، والذي أصبح مثلا دارجاً بين الناس وتم تناقله عبر الأجيال ، ويشير إلى الفضيحة الشديدة جداً ..
قد يتصور البعض أن القصة اعلاه تتعلق بعقوبة سارق ، في حين أنها تتغنى بعدالة قاضي شريف ، مخلص لوطنه و شعبه ، أراد أن يجعل من عقوبة هذا اللص عبرة لمن اعتبر ..
لم يكلف القاضي العادل نفسه عناء التقصي عن دين او مذهب اللص ، ولا عن مرجعيته و طريقة صلاته ، ولا عن لقبه و عشيرته او حتى قوميته ، لقناعته التامة بانها لا تغير شيئاً في مسار القضية ، كما ان الولوج فيها يتعارض مع مبدء تطبيق العدالة ..
هذه القصة في جزئها الاول المتعلق بالسرقة ، تشبه الى حد كبير احداث قصتنا اليوم ، فابطالها مجموعة من الصوص ، سرقوا و نهبوا الاموال على مدى عقدين من الزمن ، تأمروا على البلد الذي ولدوا و ترعرعوا فيه ، خانوا الارض التي نشاؤا و تربوا عليها ، يهدفون الى حرق الاخضر و اليابس ، الى جانب عشقهم للإيغال في الأجرام المتجذر في عقولهم المريضة ، لما يختزنون من حقد دفين تجاه الارض والأنسان بشكل عام ..
بعد الاطلاع على تفاصيل القصة في جزئها الاول المتعلق بالسرقة و الخيانة و التأمر و افتضاح أمر ابطالها ، بات العراقيين جميعاً متشوقين لسماع الكلمة الفصل للقضاء ، في تطبيق العدالة بحق هؤلاء ، لذا نجدهم يتابعون بشغف مجريات الجزء الثاني المتعلق بالعقاب الذي يستحقونه ، كونهم ليسوا لصوصً فقط ، بل انهم قتلة و متأمرين و خونة ايضاً ، لذا فان عقابهم يحب ان يكون اشد ، وان ينالوا القصاص العادل جراء ما اقترفت إيديهم من جرائم ، وان تكون فضيحتهم من نوع خاص ، تتناسب مع افعالهم الشنيعة ..
لن تقتصر قصة اليوم على شخص واحد دون غيره ، بل انها تشمل ثلة من المجرمين ، باتت افعالهم على كل لسان ، يتداولها الناس في كل أوان ، كونهم تأمروا على العراق وشعبه ، حين خططوا لأستهداف حياة و وجود ثلثي ابناء الشعب او اكثر ، لذا يجب ادانة و محاسبة كل من حضر و شارك و تحدث في جلسة التأمر تلك ، بعد ان يتم أزاحة غطاء الحصانة المزيفة عنهم .. هؤلاء المجرمين اللذين يعشقون منظر الدماء و الجثث الممزقة ، يطربهم سماع نحيب الامهات و اهات الزوجات و بكاء الاطفال ، هؤلاء القتلة الذين لا يؤمنون بمخافة الخالق و القصاص في الدنيا و الاخرة ..
رغم وضاعة فعل الاعداد لجريمة الابادة ، التي لو مررت لا سمح الله ، لكانت قد اودت بحياة عشرات الملايين من الإبرياء ، نجد البعض من الدجالين المحترفين لفن التزيف والتحريف ، المنتفعين من دمار و خراب البلد ، يحاولون ان يصنفوا كشف خيوط المؤامرة الدنيئة على انه عمل غير قانوني ، لم يستحصل فيه اذن القضاء رسمياً ، في كشف تسجيلات مادار في تلك الجلسة و نشرها ، في مسعى خبيث لأستغباء البسطاء من أبناء الشعب باسم القانون ، بعد ان فشلوا في تكذيبها و التشكيك بها ، وهذا ليس بغريب عليهم ..
ان أسمى قانون يمكننا الاتكال عليه هو عدالة السماء ، العدالة التي يراد لها ان تغيب عن الوجود ، لذا فان اشد ما يثير الاستغراب هو خروج احد المنافقين الأقزام على شاشات التلفاز ، محذراً (( بصيغة تهديد مبطن )) من استمرار مسلسل كشف المستور ، بحجة ان نتائجه لا تصب في خانة استقرار البلد ، وان تداعياته كارثية ، متناسياً قدرة الله عز وجل على حماية خلقه من شر الأشرار و المنافقين ، و كشف مخططاتهم الشيطانية قبل وقوعها ، حين سخر نفراً ما ليفضحها ، لتقبر في مهدها قبل الأقدام على تنفيذها .. ان الله يعز من يشاء و يذل من يشاء و هو أرحم الراحمين ..
للوهلة الاولى كنت اظن ان جلاجل اسم لشخص ما ، ذكر كان إم انثى ، وان الفضيحة بمجملها مرتبطة بهذا الاسم ، و لكن بعد التقصي و التمحيص ، تبين لي عدم صواب ظني ، وان الجلاجل انما هي أجراس يجلب صوتها الانتباه حين تهتز ، لذا بحثت كثيراً بين المفردات عن عنوان مناسب للمقال الذي يتناغم مع الاحداث الدائرة ، حول ما جرى و يجري من كشف المستور خلال هذه الفترة ، فلم اجد افضل من : فضيحة بجلاجل ..
تدور أحداث قصة المثل الشهير الذي تناقلته الأجيال ( فضيحة بجلاجل ) ، إلى ما حدث في قديم الزمان مع سارق ، فقد قام شخص بالسرقة من أهالى بلدة ما ، وحكم عليه القاضي بحكم رادع وقاسي جداً ، هذا الحكم الذي تأتى منه ذلك المثل الشهير ( فضيحة بجلاجل ) ..
القصة : يحكي أنه في قديم الزمان قام شخص بالسرقة من الأهالي ، فقاموا بالقبض عليه وسلموه إلى العدالة ، فقام القاضي بالحكم عليه بعدة أحكام ، وذلك لكي يكون عبرة لغيره من الأهالي أو ممن يحاول تكرار هذا الفعل المشين ، فقام بالحكم عليه كالآتي :
اولًا : أن يأتوا له بحمار ، ثم يجعلونه يجلس عليه جلوساً خلفياً ( بالمقلوب ) ، حتى يلفت انتباه الجميع إليه ، حين يسير به الحمار في البلدة ..
ثانيا : أن يرتدي ثيابًا أشبه بثياب المشردين ، وذلك أيضا لكي يكون عبرة لغيره من الناس ، فللبس المشرد يلفت أنظار الناس أيضاً ..
ثالثا : أن توضع برقبته جلاجل ، أى أن توضع برقبته أجراس كثيرة ، لترن أثناء حركته ، وتنذر بمرور الحمار ، وكلما مر أمام بيت ، ما كان أهل ذاك البيت إلا ليخرجون ويشاهدون هذا المنظر المخجل البشع ..
وقاموا بالفعل بتنفيذ الحكم على السارق ، فقاموا بوضعه على حمار بالخلف وألبسوه ثيابا مهلهلة ، ووضعوا أجراس كثيرة في رقبته ، ومروا به في البلدة كلها ، فقال الناس كلما مر عليهم إنها فضيحة بجلاجل ، وهي شبيهة وقريبة جدًا بقول جملة ، ( راح أجرسك بين الناس ) ، والمثل الصحيح هو ( فضيحة بجلاجل ) ، والذي أصبح مثلا دارجاً بين الناس وتم تناقله عبر الأجيال ، ويشير إلى الفضيحة الشديدة جداً ..
قد يتصور البعض أن القصة اعلاه تتعلق بعقوبة سارق ، في حين أنها تتغنى بعدالة قاضي شريف ، مخلص لوطنه و شعبه ، أراد أن يجعل من عقوبة هذا اللص عبرة لمن اعتبر ..
لم يكلف القاضي العادل نفسه عناء التقصي عن دين او مذهب اللص ، ولا عن مرجعيته و طريقة صلاته ، ولا عن لقبه و عشيرته او حتى قوميته ، لقناعته التامة بانها لا تغير شيئاً في مسار القضية ، كما ان الولوج فيها يتعارض مع مبدء تطبيق العدالة ..
هذه القصة في جزئها الاول المتعلق بالسرقة ، تشبه الى حد كبير احداث قصتنا اليوم ، فابطالها مجموعة من الصوص ، سرقوا و نهبوا الاموال على مدى عقدين من الزمن ، تأمروا على البلد الذي ولدوا و ترعرعوا فيه ، خانوا الارض التي نشاؤا و تربوا عليها ، يهدفون الى حرق الاخضر و اليابس ، الى جانب عشقهم للإيغال في الأجرام المتجذر في عقولهم المريضة ، لما يختزنون من حقد دفين تجاه الارض والأنسان بشكل عام ..
بعد الاطلاع على تفاصيل القصة في جزئها الاول المتعلق بالسرقة و الخيانة و التأمر و افتضاح أمر ابطالها ، بات العراقيين جميعاً متشوقين لسماع الكلمة الفصل للقضاء ، في تطبيق العدالة بحق هؤلاء ، لذا نجدهم يتابعون بشغف مجريات الجزء الثاني المتعلق بالعقاب الذي يستحقونه ، كونهم ليسوا لصوصً فقط ، بل انهم قتلة و متأمرين و خونة ايضاً ، لذا فان عقابهم يحب ان يكون اشد ، وان ينالوا القصاص العادل جراء ما اقترفت إيديهم من جرائم ، وان تكون فضيحتهم من نوع خاص ، تتناسب مع افعالهم الشنيعة ..
لن تقتصر قصة اليوم على شخص واحد دون غيره ، بل انها تشمل ثلة من المجرمين ، باتت افعالهم على كل لسان ، يتداولها الناس في كل أوان ، كونهم تأمروا على العراق وشعبه ، حين خططوا لأستهداف حياة و وجود ثلثي ابناء الشعب او اكثر ، لذا يجب ادانة و محاسبة كل من حضر و شارك و تحدث في جلسة التأمر تلك ، بعد ان يتم أزاحة غطاء الحصانة المزيفة عنهم .. هؤلاء المجرمين اللذين يعشقون منظر الدماء و الجثث الممزقة ، يطربهم سماع نحيب الامهات و اهات الزوجات و بكاء الاطفال ، هؤلاء القتلة الذين لا يؤمنون بمخافة الخالق و القصاص في الدنيا و الاخرة ..
رغم وضاعة فعل الاعداد لجريمة الابادة ، التي لو مررت لا سمح الله ، لكانت قد اودت بحياة عشرات الملايين من الإبرياء ، نجد البعض من الدجالين المحترفين لفن التزيف والتحريف ، المنتفعين من دمار و خراب البلد ، يحاولون ان يصنفوا كشف خيوط المؤامرة الدنيئة على انه عمل غير قانوني ، لم يستحصل فيه اذن القضاء رسمياً ، في كشف تسجيلات مادار في تلك الجلسة و نشرها ، في مسعى خبيث لأستغباء البسطاء من أبناء الشعب باسم القانون ، بعد ان فشلوا في تكذيبها و التشكيك بها ، وهذا ليس بغريب عليهم ..
ان أسمى قانون يمكننا الاتكال عليه هو عدالة السماء ، العدالة التي يراد لها ان تغيب عن الوجود ، لذا فان اشد ما يثير الاستغراب هو خروج احد المنافقين الأقزام على شاشات التلفاز ، محذراً (( بصيغة تهديد مبطن )) من استمرار مسلسل كشف المستور ، بحجة ان نتائجه لا تصب في خانة استقرار البلد ، وان تداعياته كارثية ، متناسياً قدرة الله عز وجل على حماية خلقه من شر الأشرار و المنافقين ، و كشف مخططاتهم الشيطانية قبل وقوعها ، حين سخر نفراً ما ليفضحها ، لتقبر في مهدها قبل الأقدام على تنفيذها .. ان الله يعز من يشاء و يذل من يشاء و هو أرحم الراحمين ..
0 تعليقات
إرسال تعليق