هادي جلو مرعي
تظهر قيمة المنافسة حين تبدو من خلالها صور الجمال، خذ مثلا حين يكون هناك شكل واحد من النباتات والجبال والبحار والغيوم والبشر والحيوانات، وفي صنوف الإبداع فلن تجد المعرفة لأنك ستتعود الشكل الواحد، واللون الواحد، ولاتعود لديك الرغبة في تحقيق المتعة من النظر فيها والإستفادة منها.
في معسكر للجيش جنوب بغداد، وبعد ساعة من محاضرة عن دور الدفاعات الجوية العراقية في صد الطائرات الأمريكية التي تجوب الأجواء للتحقق من إلتزام العراق بقرار حظر الطيران نهاية تسعينيات القرن المنصرم، أسرعت وعدد من الجنود المحبطين الى مكان قصي من المعسكر حيث بعض أشجار الكالبتوس العملاقة التي تنشر ظلالها على الأرض، وتتميز بكثافة الأوراق والأغصان، وجلسنا في ظلها لنحتمي من وطأة الحر، وسموم الصيف، ولم أكن أحب تلك الشجرة، وأنزعج منها فهي تواجهني أين حللت وكأن العراق ليس فيه من الأشجار سوى الكالبتوس وموطنها الأصلي أستراليا، وقيل: إن سدني أهدتها الى ملك العراق فيصل الأول.
ولكي أكون منصفا فلم تكن شجرة الكالبتوس مزعجة لي لوحدها وكانت هناك شجرة الزيتون التي غنى لها كاظم الساهر.
ياشجرة الزيتون يمته يجي الغالي
وكانت السدرة، أو النبق، وكان حر الصيف وقبح الأجواء فأشعر بالكآبة الزرقاء كما وصفها لي الشاعر الراحل فيصل المحنا الذي كان يدخن كثيرا، وهو يجلس إلي في الجريدة قبل هجرته لأمريكا، ووفاته المرة في الغربة، وكنت اتمنى ان اجد انواعا أكثر من الأشجار والنباتات مع إن شارع فلسطين في جانب الرصافة وشارع المشاتل في الأعظمية وشوارع أخرى كانت تفيض بمختلف الأنواع من النباتات والأزهار والأشجار، ولكنني كنت أستغرب إني لاأرى سوى الكالبتوس والنبق والزيتون، وكأن الناس كانوا يخافون زراعة المزيد من الأشجار مع وجود النخيل واشجار الفاكهة، غير إني أتحدث هنا عن الأشجار التي تزرع، وتظهر في الشوارع والساحات العامة ومعسكرات الجيش، وقد إكتشفت شارعا في بغداد قرب حي الكسرة فيه عدد من أشجار الزيزفون التي تذكرني بترجمة مصطفى لطفي المنفلوطي لرواية ( تحت ظلال الزيزفون).
عرفت لاحقا إنني كنت متوهما، وإن الكالبتوس والزيتون والنبق من أعظم الأشجار وأنقاها وأكثرها فائدة لكن البيئة التي كانت تحيط بتلك الأشجار سيئة، ولم يكن هناك تنوع كبير في زراعة الأشجار في المتنزهات العامة والحدائق والساحات والجزرات الوسطية وفي حدائق البيوت وعلى جانبي الطريق، وعرفت بالفعل إن الكالبتوس يتحمل درجات حرارة عالية، وينمو بقوة ويتميز بإرتفاعه الى مايزيد على ثلاثين مترا ولاتتاثر أوراقه بالحرارة العالية ولاالزمهرير، ويوفر ظلا ممدودا في الصيف، ويحمي أشجار الفاكهة من التيارات الباردة في الشتاء.
لعل سببا مهما يدفعني لإكتشاف شجرة الكالبتوس الرائعة هو إني أرى أنواعا جديدة من الأشجار بدأت زراعتها في أنحاء من البلاد جعلت المنافسة واضحة. فصرت أرى جمال أوراق الكالبتوس واغصانه وإرتفاعه وظله، وتاكد لي إننا بحاجة ماسة الى تسونامي أشجلر في العراق من النوع المقاوم للجفاف والحرارة العالية وهو مايميز الكالبتوس، وعرفت اكثر إن المنافسة رائعة حتى بين الأشجار والنباتات.
تظهر قيمة المنافسة حين تبدو من خلالها صور الجمال، خذ مثلا حين يكون هناك شكل واحد من النباتات والجبال والبحار والغيوم والبشر والحيوانات، وفي صنوف الإبداع فلن تجد المعرفة لأنك ستتعود الشكل الواحد، واللون الواحد، ولاتعود لديك الرغبة في تحقيق المتعة من النظر فيها والإستفادة منها.
في معسكر للجيش جنوب بغداد، وبعد ساعة من محاضرة عن دور الدفاعات الجوية العراقية في صد الطائرات الأمريكية التي تجوب الأجواء للتحقق من إلتزام العراق بقرار حظر الطيران نهاية تسعينيات القرن المنصرم، أسرعت وعدد من الجنود المحبطين الى مكان قصي من المعسكر حيث بعض أشجار الكالبتوس العملاقة التي تنشر ظلالها على الأرض، وتتميز بكثافة الأوراق والأغصان، وجلسنا في ظلها لنحتمي من وطأة الحر، وسموم الصيف، ولم أكن أحب تلك الشجرة، وأنزعج منها فهي تواجهني أين حللت وكأن العراق ليس فيه من الأشجار سوى الكالبتوس وموطنها الأصلي أستراليا، وقيل: إن سدني أهدتها الى ملك العراق فيصل الأول.
ولكي أكون منصفا فلم تكن شجرة الكالبتوس مزعجة لي لوحدها وكانت هناك شجرة الزيتون التي غنى لها كاظم الساهر.
ياشجرة الزيتون يمته يجي الغالي
وكانت السدرة، أو النبق، وكان حر الصيف وقبح الأجواء فأشعر بالكآبة الزرقاء كما وصفها لي الشاعر الراحل فيصل المحنا الذي كان يدخن كثيرا، وهو يجلس إلي في الجريدة قبل هجرته لأمريكا، ووفاته المرة في الغربة، وكنت اتمنى ان اجد انواعا أكثر من الأشجار والنباتات مع إن شارع فلسطين في جانب الرصافة وشارع المشاتل في الأعظمية وشوارع أخرى كانت تفيض بمختلف الأنواع من النباتات والأزهار والأشجار، ولكنني كنت أستغرب إني لاأرى سوى الكالبتوس والنبق والزيتون، وكأن الناس كانوا يخافون زراعة المزيد من الأشجار مع وجود النخيل واشجار الفاكهة، غير إني أتحدث هنا عن الأشجار التي تزرع، وتظهر في الشوارع والساحات العامة ومعسكرات الجيش، وقد إكتشفت شارعا في بغداد قرب حي الكسرة فيه عدد من أشجار الزيزفون التي تذكرني بترجمة مصطفى لطفي المنفلوطي لرواية ( تحت ظلال الزيزفون).
عرفت لاحقا إنني كنت متوهما، وإن الكالبتوس والزيتون والنبق من أعظم الأشجار وأنقاها وأكثرها فائدة لكن البيئة التي كانت تحيط بتلك الأشجار سيئة، ولم يكن هناك تنوع كبير في زراعة الأشجار في المتنزهات العامة والحدائق والساحات والجزرات الوسطية وفي حدائق البيوت وعلى جانبي الطريق، وعرفت بالفعل إن الكالبتوس يتحمل درجات حرارة عالية، وينمو بقوة ويتميز بإرتفاعه الى مايزيد على ثلاثين مترا ولاتتاثر أوراقه بالحرارة العالية ولاالزمهرير، ويوفر ظلا ممدودا في الصيف، ويحمي أشجار الفاكهة من التيارات الباردة في الشتاء.
لعل سببا مهما يدفعني لإكتشاف شجرة الكالبتوس الرائعة هو إني أرى أنواعا جديدة من الأشجار بدأت زراعتها في أنحاء من البلاد جعلت المنافسة واضحة. فصرت أرى جمال أوراق الكالبتوس واغصانه وإرتفاعه وظله، وتاكد لي إننا بحاجة ماسة الى تسونامي أشجلر في العراق من النوع المقاوم للجفاف والحرارة العالية وهو مايميز الكالبتوس، وعرفت اكثر إن المنافسة رائعة حتى بين الأشجار والنباتات.
0 تعليقات
إرسال تعليق