الدكتور مصطفى مصلح الصبيحي
لتسهيل تحقيق غايات المستعمِر المحتل ، تقوم الدول المهيمنة بإطلاق فقاعات ترويجية لمخططاتها العدوانية تحمل مصطلحات أخلاقية حتى يتسنى لها اختراق الأدمغة واحتلال الأفئدة وشل الجوارح وإذلال الضمير وتدجين الروح وإماتة الوجدان.
إنه ثمة مصطلحات تستخدم اليوم لتحقيق غايات سياسية ومصالح اقتصادية وأهداف استراتيجية، لتبرير التدخل في شؤون الآخرين، ولتسهيل تحقيق تلك الغايات، تقوم الدول المهيمنة بالتقديم لمخططاتها العدوانية بمصطلحات سامية أخلاقية كي يتسنى لها اختراق الأدمغة واحتلال الأفئدة وشل الجوارح وإذلال الضمير وتدجين الروح وإماتة الوجدان.
فما من قوة عالمية إلا ورفعت شعارات تزود قواتها المقاتلة بشحنة روحية و"عقيدة عسكرية"، وفي نفس الوقت توهن عزيمة المقاومة في نفوس أعدائها.
فجنكيز خان الذي يمكن اعتباره بطل اللامنطق في تاريخ الحروب ولم تشهد حلبة الزمان شخصية أكثر وحشية منه، كان يبرر حروب الإبادة التي كان يشنها على الحضارات الإنسانية بأنها ترجمة لإرادة الله على الأرض، وكان يختم أوامره بعبارة "منجو تنجري جوكندور"والتي تعني: "ليس هذا إلا تمثيلا لإرادة الله الخالد".
ولا يدخل محتل أرض ويرتكز فيها، ويتمكن منها كما تتمكن السباع من فرائسها في شريعة الغاب ، ويرغب بالمغادرة منها ، إلا ويتركها رهينة لحاجاته ، ويعلق ثرواتها حكرا لمتطلبات دولته وحاجاتها.
أما وقد تم الاحتلال ، وغُرس الفساد وشُتت الشمل وترك المحتل له من العملاء من ترك خلفه ، وأخذ الطغاة رحالهم متوجهين إلى بلادهم ، فإنه لا يعنيهم إن تركوا خلفهم حضارة لها تاريخ - خططت في آثارها المخططات - حطاما تشتعل فيها النيران ، ليتم حينها منح المحتلُ الدول المحتَلَّة استقلالها المزيف ، ويبدأ بإشعال فتيل الفوضى والاضطراب ليعم البلاد ونهب الموارد بإسم الحرية.
والكذبة الأسوأ في العملية الديموقراطية المختلقة ، أن الميلشيات والأحزاب فيها تستقي توجيهاتها ودعمها ومرجعيتها من خارج حدود الوطن مما يضرب العملية الديمقراطية في الصميم، ولتتناسى هذه الفئات أن جوهر الديمقراطية إنما هو تمثيل إرادة الناس، والتعبير عن تطلعاتهم من خلال برامج وسياساتٍ تخدم مصالحهم.
وما يحصل في العراق هو أن الممثّل الوطني المنتخَب إنما يمثل إرادة خارجية ، ويخدم أجندات لا علاقة لها بمصالح الشعب العراقي ، وهذا يفسّر .. والأمثلة كثيرة .. لماذا يستمرّ العراق في استيراد الغاز الإيراني، رغم أن احتياطيه من الغاز أكبر من احتياط أستراليا، أو لماذا يستمر في استيراد الكهرباء، رغم أن دخله من تصدير النفط تجاوز تريليون دولار منذ عام 2003، وكان قادراً على بناء محطّات توليد كهرباء تكفي لإنارة مناطق حدود الوطن مجتمعة .
ويبقى أن الأهم من ذلك كله، افتقار "النُخب" التي تصدّت للعمل السياسي في العراق إلى ثقافة ديمقراطية، ترتكز على المرونة، ونبذ العنف والاعتراف بالآخَر، وقبول الخسارة الانتخابية والانتقال من السُلطة إلى المعارضة، والعكس صحيح . وذلك ليس لأن الديمقراطية العراقية الوليدة افتقرت إلى "نخب" ديمقراطية، بل لأن هذه النخب تصرّفت مع الدولة باعتبارها غنيمةً وفريسة وقعت تحت براثنها في غفلةٍ من التاريخ، وصار من الصعب بالتالي تخليصها من سيطرة استعمار من شكل ثانِ ، وبإسم الوطن والوطنية وتحت شعار " نعم للوحدة الوطنية للعراق العظيم."
لتسهيل تحقيق غايات المستعمِر المحتل ، تقوم الدول المهيمنة بإطلاق فقاعات ترويجية لمخططاتها العدوانية تحمل مصطلحات أخلاقية حتى يتسنى لها اختراق الأدمغة واحتلال الأفئدة وشل الجوارح وإذلال الضمير وتدجين الروح وإماتة الوجدان.
إنه ثمة مصطلحات تستخدم اليوم لتحقيق غايات سياسية ومصالح اقتصادية وأهداف استراتيجية، لتبرير التدخل في شؤون الآخرين، ولتسهيل تحقيق تلك الغايات، تقوم الدول المهيمنة بالتقديم لمخططاتها العدوانية بمصطلحات سامية أخلاقية كي يتسنى لها اختراق الأدمغة واحتلال الأفئدة وشل الجوارح وإذلال الضمير وتدجين الروح وإماتة الوجدان.
فما من قوة عالمية إلا ورفعت شعارات تزود قواتها المقاتلة بشحنة روحية و"عقيدة عسكرية"، وفي نفس الوقت توهن عزيمة المقاومة في نفوس أعدائها.
فجنكيز خان الذي يمكن اعتباره بطل اللامنطق في تاريخ الحروب ولم تشهد حلبة الزمان شخصية أكثر وحشية منه، كان يبرر حروب الإبادة التي كان يشنها على الحضارات الإنسانية بأنها ترجمة لإرادة الله على الأرض، وكان يختم أوامره بعبارة "منجو تنجري جوكندور"والتي تعني: "ليس هذا إلا تمثيلا لإرادة الله الخالد".
ولا يدخل محتل أرض ويرتكز فيها، ويتمكن منها كما تتمكن السباع من فرائسها في شريعة الغاب ، ويرغب بالمغادرة منها ، إلا ويتركها رهينة لحاجاته ، ويعلق ثرواتها حكرا لمتطلبات دولته وحاجاتها.
أما وقد تم الاحتلال ، وغُرس الفساد وشُتت الشمل وترك المحتل له من العملاء من ترك خلفه ، وأخذ الطغاة رحالهم متوجهين إلى بلادهم ، فإنه لا يعنيهم إن تركوا خلفهم حضارة لها تاريخ - خططت في آثارها المخططات - حطاما تشتعل فيها النيران ، ليتم حينها منح المحتلُ الدول المحتَلَّة استقلالها المزيف ، ويبدأ بإشعال فتيل الفوضى والاضطراب ليعم البلاد ونهب الموارد بإسم الحرية.
والكذبة الأسوأ في العملية الديموقراطية المختلقة ، أن الميلشيات والأحزاب فيها تستقي توجيهاتها ودعمها ومرجعيتها من خارج حدود الوطن مما يضرب العملية الديمقراطية في الصميم، ولتتناسى هذه الفئات أن جوهر الديمقراطية إنما هو تمثيل إرادة الناس، والتعبير عن تطلعاتهم من خلال برامج وسياساتٍ تخدم مصالحهم.
وما يحصل في العراق هو أن الممثّل الوطني المنتخَب إنما يمثل إرادة خارجية ، ويخدم أجندات لا علاقة لها بمصالح الشعب العراقي ، وهذا يفسّر .. والأمثلة كثيرة .. لماذا يستمرّ العراق في استيراد الغاز الإيراني، رغم أن احتياطيه من الغاز أكبر من احتياط أستراليا، أو لماذا يستمر في استيراد الكهرباء، رغم أن دخله من تصدير النفط تجاوز تريليون دولار منذ عام 2003، وكان قادراً على بناء محطّات توليد كهرباء تكفي لإنارة مناطق حدود الوطن مجتمعة .
ويبقى أن الأهم من ذلك كله، افتقار "النُخب" التي تصدّت للعمل السياسي في العراق إلى ثقافة ديمقراطية، ترتكز على المرونة، ونبذ العنف والاعتراف بالآخَر، وقبول الخسارة الانتخابية والانتقال من السُلطة إلى المعارضة، والعكس صحيح . وذلك ليس لأن الديمقراطية العراقية الوليدة افتقرت إلى "نخب" ديمقراطية، بل لأن هذه النخب تصرّفت مع الدولة باعتبارها غنيمةً وفريسة وقعت تحت براثنها في غفلةٍ من التاريخ، وصار من الصعب بالتالي تخليصها من سيطرة استعمار من شكل ثانِ ، وبإسم الوطن والوطنية وتحت شعار " نعم للوحدة الوطنية للعراق العظيم."
0 تعليقات
إرسال تعليق