الشاعرة / عالية محمد علي


اسافر وحيدة
اتوسل بعض المواساة من قبضة
حقيبتي
اشد عليها بدلا عن الاصابع
الغائبة
متلفّتةٌ باحثةٌ في ذلك المحيط
البارد
عمن يدمع لفراقي
أجد أثرا لقلبي في كل الاثار التي
رافقت صخب الآت العزف
لعجلات حقائب
السفر
وهي تزحف على الارضية الملساء
لارض الوداع
وفي صدر التنهّد
ضغطت ذكرياتي واحلامي
التي لايمكن لاي صندوق شحن
ان يحملها
لي تجربة مريرة في رحيلي
السابق
حين اغرق بالضحك ذلك المسؤول
عن الميزان
وقال لي : نحتاج لطائرة عملاقة
لحمل حقيبتك
ماذا وضعت فيها !؟
فقال له قلبي : وضعت فيها
نهر دجلة
وخطوات مشيتها لوحدي على
ضفته
ووضعت فيها ثوباً أسوداً أثيراً
لأمي
كان يلامس جلدها قبل
رحيلها
وخبئت بروح البخيل زجاجة
عطر فارغة
رافقت ليالى أنُسي وأماني
وحملت فيها ضماد متسخ
لطفل يتيم جار عليه
الشارع
فجرحته سيارة مسرعة
وحبات طعام جاف
تذكرني بقططي التي اودعتها
جارتي
وقميص أبيض واسع
يذكرني بإطعام نفسي عنوة
للانتصار على نحافتي
بعد فقداني لطعم الفوز في الكثير
من معاركي
وفي الجيب السرّي للحقيبة
خبأت فيها اقراط أمي
المتوارثة
والتي رافقت مسيرة الاحاديث التي
سمعتها بتلك الحاسّة الهوجاء
طوال حياتي
أسير الى قدري
مرددةً بشهيق عميق :
لعل الغد يوم مختلف .