الشاعر الفلسطيني
باسل البزراوي
تموّجَ صوتُ الشعرِ يُغري ويُبرِقُ
على صفحَةٍ بيضاءَ للهمسِ تخفقُ
فيجتازُ بُعدَ الشمسِ عن غابَةِ النوى
وَيَهمي عليها الطلَّ ليلاً ويَغدِقُ
ويَروي معَ الأيّامِ ألفَ حِكايةٍ
منَ المَهجَرِ الغربيِّ في الصمتِ تنطقُ
تُنادي فَيُصبيها الفراقُ وأهلُها
ومَوجٌ على بيضِ الضفافِ يرقرقُ
فما البعدُ إلاّ نسمةٌ حينَ دغدَغتْ
مساءاتِها رقّتْ فأجَّ التشوُّقُ
تحنُّ إلى الماضي وأنفاسِهِ التي
تُعطِّرُ ربعَ الأرضِ طيباً فتعبقُ
ترى الأرضَ في القلبِ الرقيقِ سُلافةً
بها تَثملُ الأحلامُ والقلبُ مُوثَقُ
وتختالُ ذكرى الأمسِ في الروحِ مثلَما
تلوحُ طقوسُ الحبِّ جَذلى فتفرَقُ
فتجلو لَها الركْبانُ ما كَنَّهُ النوى
وما كانَ من همٍّ على الروحِ يُطْبقُ
أراها على إيقاعِ شعري قصيدةً
تراءى بها سِحرُ المعاني المُعتّقُ
وأغْرَت حُروفَ الشعرِ حتى تسنّمَتْ
جمالاً بهِ تسمو وتحنو وتَرفقُ
ستبقيْ على حرفِ القصيدةِ نغمةً
تُداني نجومَ الليل كالصبْحِ تُبرقُ
وتبدو على صفحاتِ شعري كأنّها
نسائمُ صُبحٍ صافياتٍ وزنبقُ
زَها باسمِها الشعرُ الجميلُ فَأشرَقَتْ
ملامِحُهُ السمراءُ توحي وتنطقُ
ألمْ تعلمي؟ فالشعرُ حلمٌ ومهجةٌ
على كلِّ قلبٍ في المساءاتِ تُشرقُ
نَمَتْهُ انتشاءاتُ الغروبِ وصمتُهُ
وهمسٌ كعزفِ النايِ والكلُّ مُطْرِقُ
لكِ الشعرُ صافٍ لا المتاهاتُ تنتهي
إليهِ ولا يوحي إليها ويغرقُ
فما الشعرُ إلاّ كُحلُ عيْنيْكِ حينما
ترفَّانِ يسترخي الدلالُ المُحَلِّقُ
فتحلو على همسِ المعاني حروفُهُ
كعقدٍ على صدرِ الغواني يُعلَّقُ
ويَشتارُهُا الذوقُ الرفيعُ برِقَّةٍ
على قمّةٍ يُصبيكِ فيها التذَوُّقُ
تحلُّ على أغصانِ شعري يمامةً
تُسَجِّعُ حتّى ينجلي فيهِ رَوْنَقُ
تَروحُ وتأتي كلّما شاقَها الهوى
وَيَنتابُها حزنٌ قديمٌ مُؤَرِّقُ
تلوحُ بخدّيْها من القدسِ شامةٌ
وفي موجةِ العيْنينِ تَبْسِمُ جُلُّقُ
فللّهِ درُّ العابرينَ بِرَبعِها
صباحاً ونورُ الشمسِ في الوردِ يُشرقُ!
يرومونَ أنفاسَ الربيعِ وقد بَدَتْ
على شُرفةِ التاريخِ فيهم تُحَدِّقُ.
عليكِ سلامُ اللهِ كلَّ عشيّةٍ
وكلَّ صباحٍ ملءَ عينيكِ يورقُ
0 تعليقات
إرسال تعليق