الباشا صادق سعدون البهادلي
جاءت القصيدة الإسلامية بعد بزوغ فجر الإسلام لترسم ملامح الحياة الجديدة بكل ميادينها وأبعادها فانبثقت الروح المعنوية من هذه العقيدة التي وحدت فرقة العرب وهذبت نفوسهم قال تعالى في محكم آياته(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداء فالف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا) هذه العقيدة التي استندت إلى مرتكزين هما الايمان والجهاد الإيمان الذي يعبر عن الصلة بين الإنسان وبين الله تعالى بأركانه الست المعروفة هذا الإيمان الذي غير النفوس وعمق معنى الروح المعنوية في صدر الإسلام والإيمان لغة التصديق وهو نقيض الكفر والاعتقاد بكل ما اوحى الله تعالى عز وجل اما الإيمان شرعا فهو الاعتقاد والقناعة بما جاء به الرسول الكريم محمد(صل الله عليه واله وسلم ) بوصفه صلوات الله عليه عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فالإيمان بالعقيدة التي فرضها عز وجل على عباده يجعل المؤمن يفعل ما يجب عليه من أعمال القلب والجوارح فيكون جزاءه الثواب والحسنه فالعقيدة تخزن في القلب ومن يعتمر قلبه بالأيمان لا يعرف معنى التردد والخوف وفي الحروب التي انتصر فيها المسلمون على أعدائهم فمن المعروف إن كان المقاتل لا يمكنه خوض غمار الحرب بشجاعته التي تدفعه إلى التضحية والفداء وتجعله صابرا في السراء والضراء وهكذا يعزز الإيمان الروح المعنوية في ميدان الجهاد من زاويه قناعة المقاتل بعدم الخوف من الموت مستعينا بقوله تعالى( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيده) وقوله عز وجل ( وما كان لنفس أن تموت الا بأذن الله ) . وان الإيمان والصبر هما المصدر الأول للمؤمن وسلامته لتكون ارادته صلبه فلا إرادة لمن لا ايمان له ولا ايمان لمن لا ثقة له
فعندما تتكامل هذه الصفات في الذات البشرية تنتج الإرادة القوية الصلبة عندها يصبح الانسان ذات طاقه هائلة تتحدى المجال وقد ربط القرأن الكريم بين الإيمان والصبر في الأمر الالهي ( يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) وقال تعالى بقوله معززا ثقتهم بعقيدتهم في القتال ( يا ايها النبي حرض المؤمنين على القتل أن يكون منكم عشره صابرون يغلبون مائتين وان يكن منكم مائه يغلبون الفا من الذين كفروا بانهم قوم لا يفقهون )وقوله عز وجل ( كم من فئة قليله غلبت فئة كثيره بأذن الله والله مع الصابرين) حيث قال عز وجل في محكم آياته في الصبر( سلام عليكم بما صبرتم فنعمه عقبى الدار) وهكذا نجد أن معاني الصبر الواردة في القرآن والمنبعثة من الايمان تبعث في نفس المؤمن روحا عالية لان الصبر يعني تحمل المشاق ولا يمكن الوصول إلى هذا المستوى الا بالروح المعنوية المنبثقة من الايمان ويجسد رسولنا الكريم محمد صل الله عليه واله وسلم علاقة الإيمان بالصبر لأنهما سلاح المؤمن في حياته ويقول في مخاطبته للمؤمنين من خلال اول شهيد في الإسلام بطلبه الصبر من ال ياسر فيعدهم في الجنة والجنة غير ملموسه الا من خلال الايمان وعن الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام قال عن الصبر ( الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا جسد لمن لا رأس له ولا ايمان لمن لا صبر له ) فالإسلام إذن بتمركز الإيمان أضاف لسمات العرب وقيمهم عرفا جديدا معززا في الإيمان متعززا فيهم اعتصامهم بالصبر وتحليهم بالشجاعة على أعداء الإسلام استنادا الى الصبر والإيمان الراسخ في قلوبهم .
8 تعليقات
احسنتم
ردحذفالله يحفظكم
ردحذفروعاتك
ردحذفابداع متواصل
ردحذفالى أمام
ردحذفشكرا للحدث
ردحذفتألق دائم
ردحذفالله يحفظكم
ردحذفإرسال تعليق