الباشا صادق سعدون البهادلي


لعل أكثر الرايات شموخا وتساميا راية ابي الشهداء وسيدهم الحسين ابن علي عليه السلام كانت تضحيته هي القصوى وكان صبره وجلده ومطاولته للظلم وصموده في وجه الأعداء يحتل الغاية التي يمكن أن يصل اليها الصمود والمطاولة والصبر فأستحق ان يكون رمزا لكل ثوره ورفض وتحد ومطاوله بوجه الظلم والعدوان والاستعمار والاستكبار واعوانه من الكافرين والمنافقين واشباههم واتباعهم ومن والاهم وأيدهم وناصرهم يقول بقول او فعل أو سلوك واذا كان راي العديد من المؤرخين أن التاريخ لا يعد نفسه فإن الكثير من ملامح التاريخ يتبين لنا شبها كبيرا في العديد من أحداثه ومنعطفاته ومن هنا كان على دارس التاريخ أن ينظر بتدقيق وتركيز الجوانب الكثيرة والمتعددة لحوادثه المتشابهة وما اكثرها وخاصة حادثات التاريخ الكبرى والتي قامت بوجه العدوان والظلم والطغيان..
ان من يقرأ انوار التاريخ وحادثته وما جرى منها على أرض العراق المباركة القديمة بوجه خاص يجد أن هذه الأرض كانت السباقة على طول الزمان في الثورة على الظلم والظالمين وفي رد عدوان المعتدين. ومن هذا استحقت أن تكون وطن الشهداء لعظام أجدادنا الغر الميامين الذين كانوا درر تاج الزمان ويد الإسلام الضاربة وعقله المفكر وعينه المبصرة وهذا مما دفع المؤرخين ممن سجلوا تاريخ الثورات وفي مقدمتها نهضة ابي الأحرار عليه السلام التي مازلنا نعيش ذكراها الخالدة في عامها الهجري عام ١٤٤٢ هجريه وينطلق عليها القول المعروف ( كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء) وقد عرفنا اليوم هو كربلاء الدرس المقدس الذي علمه لكل العالم القريب والبعيد كربلاء الحسين الذي ما يزال صوته يصل لسماع الدنيا ( لا اعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد فحقيقة ان تقول ان كل شبر من أرض العراق هو كربلاء وكل يوم من أيام مقاومة الوطن و الامه للاستعمار هو عاشوراء وان كانت الشهادة في كربلاء هي طريق الانتصار الذي لا طريق غيره فإن طريق الجهاد المستمد من النهضة الحسينية ومبادئها وفكرها وعقيدتها العربية والإسلامية هي الطريق الذي لا بديل له عنه للدفاع عن أرض المقدسات عراق الأنبياء والأئمة والصحابة والأولياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ..
 بسم الله الرحمن الرحيم (ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعده من السن فاستبشروا بيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) التوبة **
ولنردد بقلوب مؤمنه بنصر الحق وأهله وباندحار الكفر دعاء الإمام الحسين عليه السلام والذي يقول فيه: (اللهم انت ثقتي في كل كربي ورجائي في كل شده وانت لي في كل امرا نزل بي وعده كم من كرب يضعف عن الفؤاد ونقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو
أنزلته بك وشوكته اليك رغبة من في اليك فكشفته وفرجته فانت ولي كل نعمه وصاحب كل حسنه ومنتهى كل رغبه فاسلك بنبيك نبي الرحمة محمد صلى الله عليه واله سلم ان تهلك أعدائنا وتوصلنا إلى مرادنا وتدفع عنا شر الاشرار يارب العالمين وان تحفظ العراق واهله من شر الأشرار وتشأفي مرضى الإسلام والمسلمين وترحم شهدا العراق والعراقيين وتخلصنا من الفاسدين يارب العالمين