اجود عامر
لم يكن الحدث الذي زلزل أرض الأستبداد العربية في أوائل العام 2011 بداية في تونس وتدرجه بالتمدد إلى مصر ثم ليبيا ثم سورية ثم اليمن تباعا" ليقلب الطاولة فوق كراسي العروش، تلك العروش التي استساغت الظلم والقهر لشعوبها بإدارة منظومة عالمية من الفساد والطغيان الأقتصادي همها جمع المال حتى لو على
حساب الشعوب، هذه المنظومة التي رسخت سياسة الاستبداد في عالمنا العربي واستطاعت أن تحكم شعوبها بالحديد والنار بحجة القضية الفلسطينية.
لاشك فيه أن نجاح الثورة التونسية والمصرية شكل رعب حقيقي لهذه المنظومة، وكان لابد من ايقافها حتى لو أدى ذلك إلى
إزالة دول وحرق شعوب وسندخل في موضوعنا إلى الثورة السورية وندع اليمن وليبيا جانب كون المقال خاص بالشأن السوري ولكي نعلم مالذي حصل في سوريا
وماهي المقومات التي جعلتها تأخذ هذه المكانة من الاهتمام ووضعها في أولويات المنظومة العالمية فتدخل السياسة على الإقتصاد المحرك الأساسي للسياسة بعد سقوط النظريات التي قامت عليها الكيانات
والأمم في بداية القرن العشرين وأصبح الاقتصاد هو المقوم الرئيسي لأي كيان سيتم إنشائه.
وبالعودة لموضوعنا وربطا" مع كل ماتقدم علينا أن نعرف سوريا
إذا" ماهي سوريا ؟ وما أهميتها وأهمية ماحصل بها؟؟
سورية بقعة صغيرة على مستوى العالم جغرافيا" كبيرة بالأهمية فهي قلب الشرق الأوسط الذي يموت بدونها وعقدة الربط بين ثلاث قارات وممر تجاري لايستهان به قربها من مصادر الأقتصاد العالمي وأخيرا وليس آخرا الكتلة الديمغرافية التي كانت التربة الخصبة لنشوء فكرة القومية والعروبة.
إذا" هذه هي سورية بتعريفها المبسط كتوضيح لترتبطها الأقتصادي والسياسي مع ماسمي الربيع العربي والذي كان مطلوب إنهاءه في سورية فكان لابد من حرف الثورة عن مسارها وتغير اسمها من ثورة شعب إلى حرب أهلية وصراع على السلطة كذلك أن تكون بؤرة إرهاب وتطرف عالميا" ولثبيت هذا التشويه الذي أصاب الثورة السورية كان لابد من أدوات لتنفيذه فتم إستقدام كل أشكال التطرف ومن مختلف الجنسيات إلى سورية وإدارتها عن طريق الحكومات المتحكمة بالشأن الإقتصادي العالمي في مايضمن مصالحها والمحرك الرئيسي لهذه المافيا الأقتصادية حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أصبح العالم قطب واحد يساعدها في إدارة هذه الجريمة بعض الدول التي يغريها عراقتها التاريخية في النفوذ وتسعى جاهدة إلى استعادة ماضيها كروسيا التي تحلم بإعادة هيبة الإتحاد السوفيتي قديما" فما كان من الولايات المتحدة إلا استخدامها كشرطي من أجل ضرب الثورة السورية وقتل الربيع العربي في سوريا حتى لايتمدد إلى باقي الكيانات العربية فتم تشويه صورته على الشكل الذي نراه في هذا اليوم ومما لاشك فيه أن إدارة الأزمة السورية وقلب مفهوما من ثورة إلى أزمة جعل منها غول يخيف كل شعوب المنطقة كذلك البديل الذي أنتجته السياسة العالمية كان رعبا" يخيف المنطقة بعقود مضت فالخيار في البقاء على ماهو الحال عليه أفضل بكثير من السقوط تحت قبضة التطرف كشكل الدولة الاسلامية أو جبهة النصرة لذلك نرى حماس الشعوب في التغيير أنكفئ إلى أدنى مستوياته وبات الأمر محصورا" بالعسكر فلا منتصر إلا أصحاب المصالح ولا خاسر إلا الشعب

0 تعليقات
إرسال تعليق