محمد السيد محسن 

قد يعرّف الوطنيون في كل البلدان بلادهم بانها ليس كمثلها في البلدان ، لكننا في العراق نمتاز عن غيرنا بميزات كثير منها قبيح وقليل منها جميل . 
فيحق لنا ان نقول ان بلدنا العراق ليس كمثله بلد. 
. في العراق يُبعد بعض العراقيين لانهم اكثر فهماً وكفاءةً من أصحاب القرار
. في العراق لدينا مظاهرات تواجه بالرصاص الحي ويتم اتهام فصائل تابعة للحشد الشعبي بقتل متظاهرين ، فتكلف الحكومة المتهم برئاسة لجنة تحقيق بالمزاعم التي تطاله. 
. في العراق لدينا نواب في البرلمان يستلمون رواتبهم من الخزينة العراقية ، ويفوزون بالانتخابات بفضل أصابع عراقية ، بيد انهم يأخذون أوامرهم من قائد دولة جارة ، ويحدد لهم سياساتهم عبر الفتوى. 
. في العراق قد تتجول فتجد صوراً لرجال ليسوا عراقيين لكنهم يتمتعون بقوة اكثر من قوة ابن الشعب وقادته.  
. في العراق يعتبر الجندي العراقي الذي لبى خدمة العلم وقاتل في حرب الثمان سنوات ضد ايران يعتبر خائناً ، ولا يعد محترماً عند اصحاب القرار اليوم. 
. في العراق لا تحتاج الى شهادة جامعية كي تحصل على عمل وبعده تحصل على راتب وتؤسس بيتاً ، بل تحتاج الى شهادة تخرج من احد السجون في زمن سابق. 
. في العراق طبقة سياسية لا تستطيع ان تستمر في المشهد السياسي دون ان تستقوي على الجماهير بأعدائها ، فتراها تبث الروح بين حين وآخر بحزب البعث ، وتتهمه بانه يقود الشارع والمتظاهرين السلميين الذين طالبوا الحكومة بوظائف وتعديل النظام السياسي ، واذا اضطرت فانها ستسمح لا سامح الله لداعش ان يفتك بالشعب لتاخذ دور البطل الذي يطرد ويقتل الإرهاب بدماء أبناء الشعب من جديد. 
. في العراق ليس لدينا صاحب قرار الا وفوقه صاحب قرار. 
في العراق يمكن للحكومة والطبقة السياسية ان تخترق الدستور متى ما شاءت ومتى ما رغبت ، فقط لتعديل مسار "العملية السياسية" التي تنزوي خلفها. 
. في العراق حكومة تتبجّح بمخالفة الدستور فتقطع الخدمات الإلكترونية عن الشعب ، وتعترف بذلك ، وتعلم انها تخالف الدستور ، لكنها تمضي قدماً دون رادع. 
. في العراق إذا اخطأ او اتُّهِم الوزير بفساد او تقصير فلا يحق لأي جهة ان تحقق معه الا الحزب الذي رشحه. 
. في العراق تتوزع المنافذ الحدودية على الأحزاب ومواردها ليست للحكومة. 
. في العراق لدينا نقاط گمرگية بين المحافظات وكأننا في بلدين ، حيث انك إذا دخلت الى أربيل ، يجب عليك ان تدفع مكوصاً گمرگية. 
. في العراق لدينا ثلاث محافظات تأخذ ما تريد من العراق بأجمعه ، وهي غير مطالبة بدفع ما يوجب عليها ، لانها دولة داخل دولة ، واسمها في الدستور إقليم تابع للبلد. 
. في العراق لدينا طبقة سياسية تقف على نصف ساق كل يوم جمعة ، لتعرف ماذا ستتناول خطبة المرجعية ، وهم يعلمون ان لا عاصم دستوري للخطبة ، ولكنهم ينتظرون. 
. في العراق الشعب يرشح الفاسدين ، ويعيد تدويرهم عبر الانتخابات ، وبعد الانتخابات يطالب مرجعيته الدينية بالمجاهرة بفشلهم – اقصد الفاسدين- .
. في العراق لدينا قانون للشعب وقانون للطبقة السياسية ، فإما قانون الشعب فيستفيد منه الشعب والطبقة السياسية معاً ، وإما قانون الطبقة السياسية ويدعى قانون "الدرجات الخاصة" تستفيد منه الطبقة السياسية فقط. 
. في العراق إذا خدم الموظف ثلاثين عاما يستطيع ان يأخذ تقاعده ، واذا خدم نائب في البرلمان اربع سنوات فقط يستطيع ان يأخذ أضعاف ما أخذه موظف الثلاثين سنة. 
. في العراق لدينا مجموعة لاجئين لم يعودوا للعراق بعد لكنهم يستلمون ثلاث رواتب في الشهر الواحد ، فيما تستلم عائلة الشهيد راتبًا واحدًا في الشهر ، تتنازع عليه أم الشهيد وزوجته.
. في العراق لدينا مواطنون يستلمون اكثر من راتب في الشهر ، وآخرون لا يستلمون حتى مساعدات للعيش بكرامة في بلدهم. 
في العراق ...إلخ ...إلخ ...إلخ ...
 نحن نختلف كثيراً عن البلدان 
الم اقل لكم ان العراق ليس كمثله بلد!.