داود سلمان الشويلي
- المطعم التركي "جبل أحد"
لم يكن القائد خالد بن الوليد قد هدأ تفكيره لحظة واحدة، بل كان مشغولا منذ أن ترك المسلمون جبل أُحد ونزلوا الى حيث ساحة المعركة لكي يفوزوا كما الآخرين بالغنيمة من المشركين.
أنهى خالد إشغال تفكيره بأية خطة سوى واحدة، هي أن يأخذ مجموعة من الرماة ويلتف حول الجبل ويسيطر عليه. وفعل ما فكر فيه، وسيطر على الجبل، وأخذ يرمي المسلمين منه، فانقلبت كفة الحرب لصالحهم.
عندما سمع "تحرير" ذلك من صديقه في التظاهر "نضال" نهض لكي يكون واحدا من الجماعة التي تصعد المطعم التركي المطل على ساحة التحرير وجسر الجمهورية ليسيطروا عليه، فقد كان فيه الأمان والنصر للمتظاهرين.
***
- سائق "التكتك" والعجوز
صعدت العجوز"أم فقدان"، التي زفت ابنها "فقدان" شهيدا على جسر الجمهورية، في "التكتك" الذي توقف لها، قال لها سائقه: تفضلي أم "فقدان"، اركبي لأوصلك الى ساحة التحرير.
بعد أن جلست في "التكتك"، مدت يدها الى الكيس الكبير الذي تحمل فيه فطورا للمتظاهرين، وأخرجت لفة صمون تحوي قيمر عراقي ودبس وناولتها الى سائق "التكتك"وهي تقول: هاك فُك ريقك يا ابني. ثم سألته قائلا: كيف تعرف اسمي يا ابني؟
ضحك وهو يسوق "تكتكه" بسرعة في شارع خلى من أي شيء سواهما، وأجابها قائلا: أنت نار على علم يا أم الشهيد.
***
- اللوحة
لم يتفقا على اللوحة التشكيلية التي يودان رسمها في الفسحة الخالية التي حددت لهما من جدار نفق التحرير. أخبرت "نرجس" زميلها"أزهر" انها تفكر برسم لوحة تعبر عن جموع المتظاهرين وهم يهتفون بأعلى أصواتهم، رد عليها زميلها في دراسة الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة قائلا: هذه لوحة رسمها الكثير من زملائنا، يجب ان نبحث عن موضوع آخر.
وهم يناقشون بعض الأفكار وصلا الى تلك المساحة من جدار النفق التي خصصت لرسمهم وصدمهم ما رأوه.
لقد كان صبيا صغيرا ماسكا بفرشاة الرسم وهو يرسم ما شكّل علما عراقيا يرفرف عاليا.
***
- قنبلة دخان
وهو يتدرب على لعبة التنس، سمع صوت شقيقه الصغير يناديه ليرى ما كان يبثه التلفزيون من أحداث.
كان المشهد الحي الذي يُبث هو ضرب المتظاهرين بقنابل الدخان، عندها نهض من مجلسه، ورتّب حقيبته، وضع فيها مضرب التنس، وخرج ذاهبا الى ساحة التحرير.
نزل من "التكتك" الذي يقله، وقبل أن يفعل أي شيء، أخرج مضربه ولوح به من بين يديه، فكان أن تلقى ذاك المضرب وهو يتحرك في الهواء قنبلة دخان وقد رمتها قوات الأمن الواقفة على الجسر خلف ساتر من الصبّات الكونكريتية، فأعادها لهم وهي تنفث دخانا.