ثائرة العكيدي 

‏لماذا الاستغراب من اقدام هذا الانسان الرئيس على خطوة انسانية سياسية وتسجيل ارقام استثنائية في القدرة على تغيير نمطية تفكير الشعوب والقوميات في التعايش السلمي ونبذ العنف والطائفية وتحويلها الى اعترافات واقرارات ملموسة .
 قبل اكثر من 20 يوما ومع استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي حاول برهم صالح أن يلقي طوق النجاة إلى شركائه في العملية السياسية بالعراق المهدد بأصوات الشعب الغاضب بحلول يظنها تُخرج البلاد من أزمتها الحالية لخصها في إجراء انتخابات مبكرة بإعتماد قانون انتخابي جديد ومفوضية انتخابات جديدة تتخطى علل وثغرات الانتخابات الماضية، ومنع التلاعب والتزوير لأصوات الناخبين بعيدًا عن التزوير والمحاصصة الحزبية بإشراف خبراء وقانونيين اكفاء ومستقلين لعله بذلك يبريء نفسه من الاتهامات الموجهة للطبقة السياسية كلها بالفساد فهل ينجو برهم صالح بنفسه .
ودعا إلى أن تخطو الدولة جديًا لمحاسبة كبار الفاسدين والإنتهاء من هذه الملفات بأسرع ما يمكن مذكر ان سبب الاحتجاجات يكمن في الفساد الذي أغرق البلاد في الفقر والحرمان والعوز لطبقات المجتمع وجيوش العاطلين التي تحدث عنها نظيره في السلطة التنفيذيةعبدالمهدي في خطابه ليلة الخامس والعشرين من تشرين أول من أكتوبر الماضي ليلة اندلاع أوسع تظاهرات في العراق واجهتها السلطة بالرصاص وزادت حصيلة القتلى إلى ٣٠٠ قتيل في بغداد . 
وهنا لابد ان يكون هناك موقف ثابت وصادق من لدن صالح فالانحياز المعلن لصوت الشعب هو ماجعله يتوعد بالاستقالة مؤكدا أن التاريخ يعلمنا أن صوت الشعب هو أقوى من أي صوت مطالبًا بإجراءات سريعة تقتضيها المسؤولية القانونية ومحاسبة المقصرين الذين استخدموا العنف المفرط تجاه المتظاهرين داعيًا إلى حصر السلاح بيد الدولة وحدها كاشفًا أن هناك جماعات مسلحة تستخدم السلاح كلما تنافرت مع بعضها محملًا البرلمان المسؤولية الأولى كونه ممثل الشعب ويبدو ان برهم صالح اصبح يدرك جيدا ان مستقبله في رئاسة الجمهورية لم يعد مضمونا بعد هذه الضغوط البرلمانية وقبلها المطالب الشعبية الواضحة باستبدال كل رموز العملية السياسية التي اوصلت العراق الى ما وصل اليه . 
برهم صالح شخصية محوريه في الطاقم الحكومي بأعتباره شخص حامي للدستور العراقي وراعي له هذه الرعايه تكتسب أهميه كبيره وخطيره بالأضافه الى محاولات بعض الأطراف التجاوز والألتفاف عليه وخاصه بما يسمى بعملية التوافق والتي من أحد وجوهها المحاصصه في تقسيم المناصب وهي عمليه مخالفه للدستور نصاً وروحاً لذا يكون من الأهميه بمكان أن يتبوء رجل رئاسة الجمهوريه يمتاز بالقوه والصلاه والشجاعه في تلبية رغبات الشعب بما يناسبهم كما أن كل نظام سياسي حتى يأخذ فرصته بالنجاح لابد من يمسك به ويقف على أدارته من يؤمن به والقادر على تطبيقه وأدارته والدكتور برهم صالح رجل قد عاش في أعرق الديمقراطيات الأوربيه بريطانيا سنين طويله بأختصار أن خلفية الرجل الأكاديمي والسياسي مكنته من تدارك الامور واخذ القرارات المصيرية التاريخية الصائبة.