ولاء العاني

تجاوزت بوابة الدخول الى المحطة وراحت ترقب لوحة الاعلان عن قدوم القطارات . وصلت الى الرصيف غايتها ثم جلست في اقرب مقهى هناك ولم تترك باقة الورد التي تحملها فقد قبضت عليها بشدة حتى كادت تتكسر سيقانها ... ثم ادركت ذلك فارخت اصابعها . رحلت ذاكرتها الى الايام التي كانت بانتظار حبيبها الذي غاب منذ سنين ....
تحمل كل الصفات التي يتمناها الرجال الا قلبها . الذي كان لا يتمنى إلا رجلا واحدا .
لم تؤثر فيها الماديات ولا الانساب او القصور الفارهة لانها كانت تملكها كلها ... قلبها فقط هو الذي غدر بها واختار دون وعي منها او قرار . الحب هو الذي كسرها ... لم تعد تعلم .

كم اشتاقت له .... وعلى حين غفلة سمعت صوتا دافئا اخرجها من حالة التشتت التي كانت فيها : آسف هل المكان مشغول؟
أؤمئت بإشارة لا ... جلس بجانبها وراح يحدثها عمن ينتظر ... اولاده التي تركتهم امهم أمانة في رقبته . تزوج الاخرون ولكن اصغرهم عائدة اليوم من السفر بعد ان انهت دراستها بتفوق . ودون ان تشعر سالته ...
هل احببتها ؟
قال : كانت حياتي جميلة في كل شيء حتى عند الخصام ...
هل تود لو عاد بك الزمن؟

قال : الزمن لن يعود وعيني على المستقبل .
اثرت كلماته فيها وغاصت في اعماقها ؟
فقد الزوجة والحبيبة ولايريد ان يعود به الزمان
وضعت باقة الزهور بجانبها وراحت تستمع له بكل اهتمام . لم يجذبها صوت انسان من قبل بهذه الطريقة . رسمت على مُحياها ابتسامة اعجاب ولم يعد يهمها النظر الى لوحة قدوم القطارات او في وجوه المسافرين...
اكمل الغريب حديثه وسالها : هل من الممكن ان نلتقي مرة اخرى
وبلا تردد كتبت رقم هاتفها ثم اعطته اياه ...
هكذا انتهى اول فصول قصتي